مرشد سياحي
Ipsef

إجهاد الزووم والتقليل منه

إجهاد الزووم والتقليل منه
سامي محمد الغامدي

عن تطبيق زووم Zoom وكثرة استخدامه في التعليم

 

نظراً لتداعيات انتشار فايروس كورونا، فُرِضت على العالم أجمع العديد من الممارسات الجديدة نوعاً ما والتي كان من بينها استخدام تطبيقات وبرامج ليتواصل الناس فيما بينهم عن بعد سواءً كان لغرض الأعمال أو التعليم أو اللقاءات العائلية أو غيرها. وكان من أشهر تلك التطبيقات تطبيق “Zoom” الذي اكتسح الأسواق وبات الخيار الأول للراغبين في عقد اجتماعاتهم عن بعد حيث زاد عدد مستخدميه أكثر من 100 مليون عميل خلال أقل من شهر واحد في بداية أزمة كورونا.

 

وبالحديث عن مجال التعليم فرض (التعليم عن بعد) نفسه حلاً مثالياً لمواصلة التعلم خلال هذه الأزمة، كونه يساعد على تطبيق التباعد الاجتماعي ويقلل من تفاقم انتشار هذا الفايروس. وبعد تطبيق هذا الأنموذج التعليمي في أغلب بلدان العالم، ظهر مؤخراً على الساحة مصطلح يعرف بـ Zoom Fatigue أو (إجهاد الزووم)، وهو إن صح التعبير أحد الأضرار الجانبية للتعليم عن بعد والتي يجب على المسؤولين المعنيين بالتعليم في السعودية النظر إليها بعين الاعتبار لتجنب تفاقمها وانعكاساتها على العملية التعليمية.

 

ما هو إجهاد الزووم؟

باختصار هو حالة من الإجهاد العقلي تصيب الأشخاص الذين يستخدمون تطبيق “الزووم” أو أياً من تطبيقات التواصل المباشر عبر الفيديو لوقت طويل.

 

ويعود سبب ذلك الإجهاد إلى الحاجة القوية للتركيز الشديد عند الاتصال المباشر عبر الفيديو حيث يتطلب ذلك جهداً عقلياً مضاعفاً على المستخدمين للتركيز على الكلمات فقط في ظل غياب “الإشارات الاجتماعية” كلغة الجسد وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت والمساحة الشخصية، والتي تقوم عقولنا عادةً بتفسيرها عند التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه دون أن ندرك ذلك.

 

بالإضافة إلى الجمود الذي يحدث أثناء الاتصال عبر الفيديو حيث يتطلب منك الأمر أن تبقى محدقاً في وجه شخصٍ ما عبر شاشة الحاسوب لمدة 30 دقيقة على أقل تقدير، مع معالجة الكم الهائل من المعلومات المتدفقة من الطرف الآخر دون إمكانية الالتفات أو تغيير وضعية الجسم أو حدوث بعض الفواصل البصرية التي تعمل على إعادة تنشيط العقل وتقلل من جهد العينين.

 

ويقول د. براين ويند -الرئيس المشارك لجمعية علم النفس الأمريكية والأستاذ المساعد في قسم علم النفس بجامعة فاندربيلت- أنه “عندما نتفاعل مع الأشخاص وجهًا لوجه، فإننا لا نستمع فقط إلى أصواتهم وننظر إلى وجوههم -كما يحدث عند التواصل عبر الفيديو- بل نلتقط الإشارات الاجتماعية، مثل حركات اليد وحركات الجسم وحتى طاقة الشخص”.

 

ويحذر خبراء في مجالي التربية وعلم النفس من الاستغراق الكبير في استخدام التواصل عبر الفيديو خصوصا في العملية التعليمية، لأنها تعد منهكة إلى حد كبير على المعلم والطالب وبالتالي على عملية التعليم والتعلم. وبالرغم من عدم وجود اجماع على المدة المثالية لليوم الدراسي عن بعد، إلا أن بعضاً من أقسام التعليم بالولايات الأمريكية قدمت اقتراحاً لمدة اليوم الدراسي عن بعد التي يجب أن يقضيها كل طالب في منزله. وكان المقترح يركز غالباً على تصنيف الوقت بحسب المرحلة العمرية للطلبة حيث إن فترات التركيز تكون قصيرة عند الطلاب الأصغر سناً مقارنة بالطلاب الأكبر سناً، بينما اتجه البعض في تحديد مدة اليوم الدراسي إلى نوع المقرر الدراسي ومستوى صعوبته.

 

وفيما يلي الدليل الإرشادي الذي وضعته أقسام التعليم في بعض الولايات الأمريكية لتحديد مدة اليوم الدراسي عن بعد:

 

الولاية

الصف

الوقت في اليوم

كانساس

رياض الأطفال – الأول

الثاني – الثالث

الرابع – الخامس

السادس – الثاني عشر

45 دقيقة

60 دقيقة

90 دقيقة

180 دقيقة

أوكلاهوما

رياض الأطفال

الأول – الثاني

الثالث – الخامس

السادس – الثاني عشر

45 دقيقة

70 دقيقة

80 دقيقة

180 دقيقة

إنديانا

رياض الأطفال – الأول

الثاني – الثالث

الرابع – الخامس

السادس – الثاني عشر

45 دقيقة (حد أدنى)

60 دقيقة (حد أدنى)

90 دقيقة (حد أدنى)

180 دقيقة (حد أقصى)

نيومكسيكو

التمهيدي

رياض الأطفال – الأول

الثاني – الثالث

الرابع – الخامس

السادس – الثاني عشر

30 دقيقة

45 دقيقة

60 دقيقة

90 دقيقة

180 دقيقة

إلينوي

رياض الأطفال

الأول – الثاني

الثالث – الخامس

السادس – الثامن

التاسع – الثاني عشر

90 دقيقة

90 دقيقة

120 دقيقة

180 دقيقة

270 دقيقة

فيرجينيا الغربية

رياض الأطفال

الأول – الثاني

الثالث – الخامس

السادس – الثامن

التاسع – الثاني عشر

90 دقيقة

90 دقيقة

120 دقيقة

150 دقيقة

180 دقيقة

 

ختاماً، مع بدء العام الدراسي من المتوقع أن يتعرض الكثير من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات لمثل هذا الإجهاد مما قد يؤثر سلباً في العملية التعليمية.

لذا أنقل إليكم بعض التوجيهات التي قدمها التربوي والكاتب إريك شينينجر لتفادي أو التقليل من “إجهاد الزووم” والتي أنصح كل معلم ومعلمة بإتباعها ما أمكن.

 

-أخذ فترات راحة منتظمة.

– بناء حوار هادف.

– التوازن بين التعليم المتزامن وغير المتزامن.

– تجزئة محتوى الدرس.

-الفصل بين تعليمات الدرس المباشرة بمدة من الوقت.

-إشراك الطلاب في وضع ترتيبات الفصل الافتراضي.

-الاستماع لآراء الطلاب وأسرهم.

-ترتيب أهداف المادة حسب الأهمية.

-التفكير بإمعان في كفاءة الدرس.

-التمهيد الجيد للدرس حتى تجذب انتباه وحماس الطلاب.

 

المراجع:

https://hbr.org/2020/04/how-to-combat-zoom-fatigue

https://ideas.ted.com/zoom-fatigue-is-real-heres-why-video-calls-are-so-draining

https://www.health.com/condition/infectious-diseases/coronavirus/zoom-fatigue

https://www.edsurge.com/news/2020-05-04-how-long-should-a-remote-school-day-be-there-s-no-consensus

 http://esheninger.blogspot.com/2020/08/avoiding-synchronous-video-fatigue.html

 

 

 الصورة من MyTechDecisions 

 

كتابة: سامي الغامدي

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو