مرشد سياحي
Ipsef

محطات التعلم في الفصول الافتراضية

محطات التعلم في الفصول الافتراضية
ريم عبدالرحيم قاري

استراتيجية المحطات التعليمية من الطرق التي تنمي التفكير في التدريس وتضفي على الفصل جواً من المتعة والتغيير والحركة اللازمة لتحريك دماء المتعلمين وزيادة دافعتيهم للتعلم.

 

وهي من الاستراتيجيات التدريسية الحديثة نسبياً التي تعتمد بشكل أساسي على المتعلم محور العملية التعليمية فهو الذي يبني معرفته بنفسه من خلال خبراته السابقة ومشاركته لزملائه خلال قيامهم بالأنشطة العلمية المختلفة، من خلال تنقلهم من محطة إلى أخرى بالتناوب خلال وقت محدد من قبل المعلم، حيث تكون كل محطة مزودة بأدوات ومواد تعليمية وأوراق عمل لممارسة المهمة التعليمية كنوع من أنواع الأنشطة التعليمية المتنوعة.

 

كما أنها تؤكد على الدور الإيجابي للمتعلم والتعلم ضمن مجموعات صغيرة وعلى تنوع الأنشطة المختلفة وذلك من خلال ما تقدمه من أشكال مختلفة من تطبيقات المحطات العلمية تعتمد في تصميمها على طبيعة كل درس.

 

توجد أنواع عدة للمحطات التعليمية يعتمد تصميمها على طبيعة كل درس، ومنها المحطات الاستكشافية والقرائية والصورية والالكترونية ومحطة نعم ولا وغيرها تختلف باختلاف أهدافها وباختلاف الأنشطة التي تتضمنها. كما تعددت كذلك طرائق تنفيذ المحطات التعليمية داخل الصف الدراسي فمن تلك الطرق:

-التجوال على كل المحطات عن طريق تقسيم الطلاب الى مجموعات صغيرة.

-التجوال على نصف المحطات بخطين متوازيين من قبل مجموعتين من الطلاب.

-التعليم المجزأ وذلك بتوزيع أعضاء الفريق الواحد بين المحطات المتنوعة.

 

ومع اختلاف الطرائق إلا أن هذه الاستراتيجية قد أثبتت فاعليتها في جميع الأحوال من حيث إضفاء المتعة في جو الفصل وزيادة دافعية الطلاب بكسر الروتين والتغلب على سلبية بعض الحصص الدراسية واستثمار الأدوات المتوفرة في تقديم أنشطة متنوعة تهدف إلى إثراء الطلاب وإكسابهم المزيد من الخبرات.

 

وفي ظل ظروف التعلم عن بعد والذي أصبح وسيلة التدريس الأساسية في معظم الدول مؤخرا كان لابد من التخطيط لتنفيذ طرائق وأساليب مبتكرة تتناسب مع التعلم عن بعد وتزيد من دافعية الطلاب نحو هذا النوع من التعليم غير المعتاد من قبلهم وتصميم نماذج تدريس تهدف إلى إكساب الطلاب المهارات المطلوبة بفاعلية.

 

من هنا جاءت فكرة محطات التعلم الافتراضية وذلك من خلال تصميم نماذج تدريس تتناسب مع أدوات التعلم المتوفرة لدى الطلاب، تنمي خبرات الطلاب ومهاراتهم، تكسبهم مهارات القرن الحادي والعشرون وتحقق الأهداف التعليمية المنشودة بفاعلية.

 

المحطات الافتراضية تقسم إلى:

-محطات تعلم رقمية متزامنة (داخل الفصل الافتراضي).

-محطات تعلم رقمية غير متزامنة (خارج الفصل الافتراضي).

 

لتكون شاملة لجميع جوانب العملية التعليمية الافتراضية وتكون التقنيات المرتبطة بالتعلم المتزامن وغير المتزامن متكاملة لتحسن من جودة التفاعل بين الطالب والمعلم، وتعزز زيادة مشاركة الطلاب، وتحسين نتائج التعلم ومراعية للفروق الفردية بين الطلاب سواء من يتناسب معهم التعليم المتزامن والذي يشمل التفاعل المباشر وإعطاء الآراء والأفكار والمقترحات أو أولئك الذين يتناسب معهم التعليم غير المتزامن الأكثر مرونة سواء من حيث المواعيد أو الزمن المخصص وغيرها. فالتعلم الإلكتروني غير المتزامن والمتزامن يكمل كل منهما الآخر ويدعم الجمع بين هذين النوعين من التعلم الإلكتروني عدة طرق للمتعلمين والمعلمين لتبادل المعلومات والتعاون في العمل والتعرف على بعضهم البعض.

 

محطات التعلم الافتراضية يمكن تطبيقها لكافة الأعمار والمراحل الدراسية حيث يمكن تصميم المحطات بما يتناسب مع الفئة المستهدفة وقدراتهم وامكانياتهم. كما يمكن اختيار تقنيات بسيطة سهلة الاستخدام لا تحتاج إلى تدريب خاص في تعلمها وتعمل على جميع أنظمة التشغيل (ويندوز – أندرويد – أبل) للتمكن من تطبيقها على جميع الأجهزة الذكية باختلاف أنواعها.

 

محطات التعلم الافتراضية يمكن تطبيقها كذلك على جميع المناهج الدراسية فهي متناسبة مع أي محتوى تعليمي مع مراعاة ذلك أثناء تصميم المحطات ليتم اختيار الإثراءات والأنشطة التعلمية بما بتناسب مع المحتوى.

 

وقد جاءت فكرة تنفيذ محطات التعلم الافتراضية بما يتناسب مع نظام التعليم عن بعد لعام 1441-1442 في المملكة العربية السعودية وبما يتناسب مع زمن الحصص الافتراضية المتزامنة والتقنيات المعتمدة من قبل وزارة التعليم مثل حزمة برامج أوفيس 365. مع امكانية إعادة هيكلة المحطات بكل يسر وسهولة ليتناسب مع أي نظام تعليم مع مراعاة الفترة الزمنية والتقنيات المستخدمة.

 

Photo by Zen Chung from Pexels
 

كتابة: ريم عبدالرحيم قاري

 

 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو