مرشد سياحي
Ipsef

الفوائد من تطوير روتين تأملي للمعلم

الفوائد من تطوير روتين تأملي للمعلم
ترجمة: محمد سعيد الزهراني

يقوم المعلمون بالتفكير يومياً فيما نجح وما لم ينجح داخل القاعة الدراسية. لكن يمكن تقييم نقاط التطوير بشكل أفضل والبدء في إجراء بعض التعديلات اللازمة.

 

لم تكن مهنة التدريس أكثر صعوبة من قبل. خلال هذا الوباء العالمي، يُطلب من المعلمين القدوم إلى وظائفهم كل يوم مستعدين للعمل، وإنشاء دروس جذابة، والحفاظ على صحتهم العقلية وصحة طلابهم. بالإضافة إلى ذلك، يُطلب منهم التبديل بين بيئات التعلم وجهًا لوجه وعبر الإنترنت، غالبًا في أي لحظة.

 

من أجل النجاح في هذه الأوقات المحيرة، من الضروري أن يكتسب المعلمون إحساسًا بالقدرة والتحكم. يعد تطوير ممارسة تأملية أداة مهمة لمهنة التعليم. البديهي هو أنه على مستوى ما، يفكر المعلمون بالفعل فيما ينجح في فصولهم الدراسية وما لا ينجح. لكن من خلال طرق أكثر رسمية، قد يبدأ المعلمين في صقل ممارساتهم التأملية، والتعاون مع الزملاء، والبدء في تطوير طرق فعالة لترجمة المهارات العملية من الفصل الدراسي التقليدي إلى مساحة التعلم الرقمية.

 

 وثق تجربتك الخاصة

خذ وقتًا كافياً لإبعاد عوامل الحيرة الحالية في العالم وابدأ التفكير فيما يمكنك التحكم فيه من ممارستك التعليمية. يعد الاحتفاظ بدفتر ملاحظات يومية طريقة رائعة لبدء هذا العمل. ممارسة كتابة الملاحظات اليومية ليس فكرة جديدة. لكن سيساعدك هذا النشاط على بناء مهارات المرونة والصمود في المهنة، أيضا سيخلق حالة عقلية مهمة بالنظر إلى المشهد التعليمي الحالي.

 

أخذ تلميحات من الممارسة الواعية والتأملية في تدريسك اليومي سيتيح لك الانتباه إلى اللحظات الآنية وسيساعدك على إبقاء مشاعر الإرهاق بعيدًا. تدوين الملاحظات اليومية لتدريسك ستمنحك فهمًا أفضل للنقاط التي يجب أن تركز فيها جهودك لغرض التطوير المهني.

 

ابدأ بدرس واحد، وفكر في أسئلة مثل ما يلي:

فيما يتعلق بتعلم الطلاب، ما الذي نجح بالفعل خلال هذا الدرس؟ ما الذي لم ينجح؟

ما الذي يثبت أن الطلاب تعلموا بالفعل؟

ما هي مهارات التدريس التي استخدمتها لتعزيز التعلم؟

هل كانت هناك لحظة تواصلت فيها حقًا مع طالب ما؟

 

يجب ألا تستغرق الإجابة على هذه الأسئلة أكثر من عشر دقائق أو نحو ذلك. عند الكتابة، حاول كتابة أكبر قدر ممكن من التفاصيل. تدوين جوانب الدرس التي نجحت، وكذلك التفكير فيما لم ينجح لهما نفس القدر من الأهمية.

 

بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تقوم حاليًا بالتدريس وجهًا لوجه، ففكر في الدرس وكأنك تدرسه في الواقع الافتراضي. أسئلة مثل “كيف يمكنني نقل ما نجح في هذا الدرس إلى تجربة عبر الإنترنت؟” ستساعدك على بناء مهارات تدريسية افتراضية مبنية على طرق ناجحة من داخل الحجرة الدراسية. سيساعدك هذا التفكير أيضًا على التفكير بشكل استراتيجي حول التحول إلى التعلم عن بعد واستعدادك مسبقًا لأي تعديلات مستقبلية.

 

قم بإنشاء سؤالك الإرشادي

من السهل التعرف على الأشياء التي لم تنجح في درسك. لكن من الصعب جدًا تحويل هذه الصعوبات إلى أسئلة تأملية لتحسين ممارساتك التدريسية. يعد إنشاء أسئلة إرشادية إحدى الطرق لبدء هذا التفكير العميق. ابدأ بتطوير سؤالك حول ملاحظة واحدة لنفسك. على سبيل المثال، ربما لاحظت أنه لم يكن لديك الوقت الكافي للوصول إلى كل طالب أثناء الدرس. قد تكون الأسئلة الإرشادية لهذا المثال كما يلي:

كيف يمكنني استغلال الوقت في هذا الدرس للعمل وجهًا لوجه مع كل الطلاب؟

كيف يمكنني دمج أو استحداث المزيد من الطرق للتحقق من الفهم؟

كيف يمكنني توفير طرق للطلاب لدعم بعضهم البعض؟

كيف يمكنني التواصل مع كل طالب أثناء تدريس هذا الدرس عبر الإنترنت؟

 

من المهم التأكد من أن يتعلق سؤالك بملاحظة محددة حول تدريسك داخل الفصل. حاول ألا تجعل أسئلتك الإرشادية عامة جدًا؛ يجب أن تهدف هذه الأسئلة إلى تعديلات حقيقية على تدريسك ويمكنك تنفيذها على الفور. دائماً ضع في اعتبارك إنشاء سؤال قابل للتقييم من خلال الملاحظة.

 

شارك زميلك

قم بدعوة زميل للانضمام إليك في هذه العملية التأملية. إذا كان هذا النوع من التفاعل جديدًا لكما، يفضل أخذ وقتًا للتعرف على بعضكما البعض بشكل أكبر على المستوى المهني. بعد ذلك تتم مناقشة ومقارنة أساليب التدريس الخاصة بكما، ونقاط القوة واحتياجات النمو المهني لكما. هذه العلاقة لا تحتاج أن تستغرق شهورًا لتكوينها. المهم هو الانخراط في محادثات مدروسة وصادقة ومركزة من البدايات الأولى. شارك أسئلتك الإرشادية ثم اعملا معًا لطرح الأفكار والحلول المقترحة. بدايات هذه المحادثات قد تتضمن أسئلة مثل:

هل مررت بتجربة مماثلة في فصلك؟

هل لديك أي استراتيجيات استخدمتها وكانت ناجحة؟

هل هناك استراتيجيات كنت تعتقد أنها ستنجح، ولكنها لم تنجح؟

كيف يمكنك معالجة هذا الموقف في فصل دراسي عبر الإنترنت؟ هل سيبدو الحل مختلفًا؟

 

التحدث عن كل من النجاحات والاخفاقات لكل منكما من حيث صلتها بالممارسة التدريسية يثري النقاش والممارسة التأملية. يمكن أن تكون هذه المناقشات وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت بناءً على الوضع الحالي لمدرستك. استغل الوقت معًا لمشاركة المعرفة وخلق جو ملهم ووضع حلول سريعة للإجابة على سؤالك الإرشادي.

 

بعد ذلك كخطوة متقدمة قم بدعوة زميلك لملاحظة الدرس الذي تم تعديله حديثًا. استخدم السؤال الإرشادي لتحقيق الهدف أثناء هذه الملاحظة. مرة أخرى، يمكن إجراء هذه الخطوة في الفصل أو عبر الإنترنت. من خلال العمل مع معلم آخر بهذه الطريقة، فإنك تعزز لديك حساً بالتكيف الايجابي، وتطور التضامن مع الزملاء، وتضيف إلى المعرفة الجماعية للهيئة التدريسية بالمدرسة.

 

يجب أن يكون تطوير الممارسة التأملية متعمدًا. ستساعدك هذه الممارسات التأملية على إبقائك منخرطًا وحاضرًا في عملك. هذا النوع من التوازن بين العقلية التأملية والتعديلات القابلة للتنفيذ سيساعدك على خلق طرق تدريسية خاصة بك وإبقاءك حذقاً ومتحكماً بمهنتك خاصة خلال هذه الأوقات المتغيرة.

 

رابط النص الأصلي:

The Benefits of Developing a Reflective Routine By Megan Collins

الصورة من حساب وزارة التعليم – عام على تويتر

 

ترجمة:

محمد سعيد الزهراني 

طالب دكتوراه مبتعث لمجال الدراسات التربوية وتخصص تدريس اللغة الإنجليزية
جامعة شمال كارولاينا بجرينسبورو بأمريكا
محاضر بجامعة الملك عبد العزيز
msalzahrani3@kau.edu.sa

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو