مرشد سياحي
Ipsef

استراتيجية الذكاءات المتعددة في التعليم

استراتيجية الذكاءات المتعددة في التعليم
كتابة: فاطمه معيض الزهراني

تعد نظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences (MI) لـ “جاردنر” من أحدث النظريات التربوية التي ظهرت في نهاية القرن العشرين،

            

يُحتم علينا الانفجار المعرفي على النظم التربوية، التعامل مع المعرفة بصيغة جديدة، تتعدى المستويات الدنيا من القدرات العقلية كالحفظ، إلى تبني وسائل واستراتيجيات تنمي القدرات الفكرية لدى الطلاب وتوظيفها وتطبيقاتها في الحياة، وتعتبر الاستراتيجيات الحديثة في التدريس، من أكثر الاستراتيجيات التي تسهم في زيادة التحصيل المعرفي، وعليه فهي تكتسب أهمية بالغة في تطوير طرق التعليم وتبسيط المعرفة، وتكوين مهارات عملية وتطبيقية لدى المتعلمين، ونظرًا لوجود العديد من استراتيجيات التدريس، فينبغي على المعلم أن يقدم الاستراتيجيات المناسبة للدرس، وتطبيقها فعلياً، وبالتالي توجيه الطلاب لاستخدامها بالطريقة الصحيحة والمناسبة لمضمون الدرس (البركاتي، 2008).

 

ويضيف (عباس وآخرون، 2007) أن عملية التجديد والتحديث في مجال طرق واستراتيجيات التدريس لم تعد مجال نقاش، بل أصبحت من الأمور الملحة المقطوع بأهميتها، بين المختصين ومطلبا حيويًا ملحًا، من أجل إحداث التوازن بين الحياة سريعة التغير، في عصر العولمة، والدور الذي تقوم به النظم التربوية والتعليمية، ومن أشهر تلك الاستراتيجيات، استراتيجية الذكاءات المتعددة. وقد قدم ” جاردنز” (1983) في كتابه أطر العقل البشرى مفهوماً جديداً للذكاء الإنساني من خلال نظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences Theory، والتي وضع دعائمها الأساسية من فروع علم النفس المختلفة (المعرفي، والنمائي، والعصبي)، مقترحاً وجود سبعة ذكاءات أساسية على الأقل هي الذكاءات (الرياضي / المنطقي، واللغوي، والمكاني، والجسمي، والموسيقى، والشخصي، الاجتماعي) ، ولقد سعى “جاردنز” في نظريته عن الذكاءات المتعددة إلى توسيع مجال الإمكانيات الإنسـانية بحيث تتعدى تقدير نسبة الذكاء، ولقد تساءل عن صدق تحديد ذكاء التلميذ عن طريق نزع شخص من بيئة تعلمه الطبيعية وسؤاله أو الطلب منه أن يؤدى مهام منعزلة لم يهتم بها من قبل، ويحتمل أنه لن يختار أبداً القيام بها، ولقد اقترح “جاردنز” بدلاً من ذلك أن الذكاء إمكانية تتعلق بالقدرة على: حـل المشكلات، وتشكيل النتائج  في سياق خصب وموقف طبيعي (عبد الحميد،2003).         

 

وتعد نظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences (MI) لـ “جاردنر” من أحدث النظريات التربوية التي ظهرت في نهاية القرن العشرين، والتي أحدثت ما يشبه بالثورة في مجال الممارسات التدريسية؛ لتغير نظرة المعلمين عن متعلميهم. وأصبحت الأساليب الملائمة للتعامل مع المتعلمين تسير وفق قدراتهم الذهنية، حيث ترى النظرية أن الإنسان يجب أن ينظر إليه على أن لديه عددا من العوامل المستقلة نسبيا من الإمكانات العقلية. وأطلق “جاردنر “على هذه الإمكانات الذكاءات المتعددة، وينص جاردنر على “أن كل فرد يمتلك هذه الأنماط، وأن باستطاعة كل فرد التعلم من خلالها”.

 

ولتقوم نظرية الذكاءات المتعددة في تنمية مهارات التعلم لدى التلاميذ في حجرة الدراسة ينبغي على المعلم الذي يقوم بعملية التدريس أن لا يكون تقليديا في تدريسه بل عليه أن يغير من طريقته في العرض من حين إلى آخر، فيبدأ مثلا بالعرض اللغوي ثم ينتقل إلى الصور والأشكال ثم ينتقل إلى استخدام الموسيقى في عرضه، إلى غير ذلك من سبل توظيف الذكاءات المتعددة في طريقة العرض، وعليه أن يجتهد في استحداث طرق مبتكرة للتوليف بين أنواع الذكاءات المختلفة، وهذا بلا شك يحتاج من المعلم وقتا وجهدا كبيرين، ونجاح المعلم في ذلك يجعل تلاميذه ذو مهارات تعلم عالية وأكثر خبرة ودراية فضلا عن كونهم أكثر تفاعلا مع معلمهم ومع بعضهم البعض.

 

وكذلك يوجد فروق فردية بين المتعلمين في تحصيلهم الدراسي، ويتضح بشكل واضح  في طباعهم وميولهم، وفي هواياتهم وكذلك في أنماط تعلمهم ولقد أُجريت دراسات عديدة للكشف عن العلاقة بين نمط التعلم ضمن استراتيجيات الذكاءات المتعددة والتحصيل الدراسي منها دراسة (2001 sayder) التي وضحت أن هناك علاقة ارتباطية إيجابية بين معدل التحصيل الدراسي واستراتيجية الذكاءات المتعددة، وكذلك دراسة (Davidι2006) التي توصلت أن الطلاب ذو الذكاءات المتعددة تميزوا بدرجة عالية في النشاطات المتعلقة بالإبداع أكثر من المجموعات الأخرى، وأشارت دراسة (Woitaszewskiι2001) أن الذكاء المتعدد يسهم اسهاماً فعالاً في النجاحات الأكاديمية وكذلك الاجتماعية.

 

طريقة التعلم باستراتيجية الذكاءات المتعددة تختلف بين الطالبات والطلاب في التعليم لذلك نجد دراسات أخرى تكلمت عن استراتيجية الذكاءات المتعددة تبعاً لمتغير الجنس والتحصيل الدراسي وأنواع الذكاء، منها دراسة ( 2001sayder ) التي وضحت أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين (ذكور وإناث) في التحصيل الدراسي وكذلك في أنماط تعلمهم ضمن استراتيجيات الذكاءات المتعددة ، ووضحت لنا دراسة (2005 Loori,) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في نمط التعلم ضمن استراتيجية الذكاءات المتعددة في الذكاء الرياضي والشخصي لصالح الذكور.

 

ودراسة (Mark ι 2007) وضحت لنا أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في تفضيل الأنماط المعرفية تبعاً لاستراتيجية الذكاءات المتعددة حيث أن الإناث اتسمن بالنمط المعرفي دون اللجوء الى مصادر خارجية بينما الذكور يفعلون الأنشطة التي تعتمد على الذكاء الرياضي المنطقي المستمر. ودراسة (Nevilleι2000) التي توصلت إلى أن هناك فروقاً فردية ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في الذكاء (اللغوي، الجسمي، الشخصي، الاجتماعي، الموسيقي) لصالح الإناث.

 

ومن الدراسات السابقة دراسات أخرى تطرقت إلى موضوع المقارنة بين التعليم المباشر الذي يعتمد على الالقاء من قبل المعلم (التعليم التقليدي) وبين التعليم القائم على استراتيجيات التدريس ومنها استراتيجية الذكاءات المتعددة وهل لها أثر فعال على الطلاب والطالبات، لذلك وضحت لنا دراسة (Ozdonerι2004) أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في التحصيل الدراسي بين الطلبة المتشابهين في الذكاءات والطلبة المختلفين في الذكاءات حيث هذه الفروق لصالح المتشابهين وأن نموذج التعليم القائم على الذكاءات المتعددة له أثر إيجابي فعال على نجاح الطلبة. 

 

وتوجد دراسات تعرفت على أنماط الذكاءات المتعددة لدى الطلبة في المراحل الدراسية منها دراسة (Katzowitι2003) التي أشارت إلى أن النمط السائد في التعليم للمرحلة الثانوية والجامعية هو النمط الحركي وكذلك لا توجد فروق في الذكاءات المتعددة، وأشارت دراسة (Hargeetι2007) إلى أن الطلبة الذين حصلوا على درجات مرتفعة هم أصحاب الذكاء المنطقي ويحصلون على المعرفة بطريقة مستقلة عن المجال وهم أكثر تحصيلاً أما الطلبة متوسطي ومنخفضي التحصيل اعتمدوا على المجال للحصول على المعرفة لانهم يمارسون الذكاء الشخصي بشكل أكبر، بينما دراسة (Matrisciano & Belfioreι2010) دعمت الدراستين السابقتين بوجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين أبعاد الذكاءات المتعددة جميعاً وبين اختيار الطالب لنمط التعلم المعرفي الذي يتماشى مع قدراته. 

ومن المواضيع المهمة التي ارتبطت باستراتيجية الذكاءات المتعددة معرفة مدى إدراك الطالب لنفسه وقدراته إذ وضحت لنا دراسة (Nevilleι2000) أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين الادراك العام للطلاب وذكاءاتهم المتعددة داخل كل مستوى والصفوف الدراسية.

 

قائمة المراجع العربية:

-البركاتي، نفين (2008) أثر التدريس باستخدام استراتيجيات الذكاءات المتعددة والقبعات الست في التحصيل والتواصل والترابط الرياضي لدى طالبات الصف الثالث المتوسط بمدينة مكة المكرمة، (رسالة دكتوراه).

-أوزي، أحمد (1999) التعليم والتعلم بمقاربة الذكاءات المتعددة، ط 1، الرباط: الشركة المغربية للطباعة والنشر.

-جابر، جابر عبد الحميد (2003) الذكاءات المتعددة والفهم، ط 3، القاهرة: دار الفكر العربي.  

 

قائمة المراجع الأجنبية:

-David, c. (2007) Components of Leadership. Giftedness and Multiple Intelligence among Chinese Gifted students in Hong Kong, Professional Development Collection, 18 (2) 155-172.

-Gardner, H. (1983). Frames of mind, The theory of multiple Intelligence. New York: Basic Books.

-Hargett, M .(2007). Multiple Intelligence and students learning patterns. Paper Presented to the Annual Meeting of the National Association of School Psychologists. Boston, March, 2007.

-Katzowitz, C. (2003). Predominant Learning Styles and Multiple Intelligences of Postsecondary Allied Health Students (Doctoral Dissertation, University of Georgia). DAI, 63/11, 3852.

-Loori, A. (2005). Multiple Intelligence: A Comparative Study between the Preferences of Males and Famales. Social Behavior and Personality, 33 (1), 77-88(12).

-Mark, A. (2007). Relationship between Multiple Intelligence and Cognitive Patterns. Social Behavior and Personality, 12(3), 54-76.

– Matrisciano, A. & Belfiore, N. (2010). An Investigation on Cognitive Styles and Multiple Intelligences Model Based Learning Preferences in a Group of Students in Engineering .Information Technology in Higher Education, 1 (1), 60-66.

-Neville, A, L. (2000).American students self – perceptions regarding Gardner’s Multiple Intelligence, Dis, Abst, Int, Vol. (61- 03), section: A, p.839.

-Ozdener, Nesrin & Ozcoban, Tugba. (2004). A project based learning models effectiveness on computer courses and multiple intelligences theory. Educational Sciences, 4 (1) 176 – 180.

-Snyder, F. (2000). Relationship between Learning Styles Multiple Intelligences and Academic Achievement of High School Students. High School Journal, 83 (2), 11-20.

-Woitaszewski, S.A.(2001).The Contribution of Multiple Intelligence to the Social and academic success of gifted adolescents Unpublished shed PhD, thesis university of ball state.

 

Image from: psychologytoday.com

 

كتابة:

فاطمه معيض الزهراني

ماجستير التوجيه والإرشاد التربوي

 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو