استلهمتُ فكرة هذا المحتوى من إعجابي بحقيقة أفكار المطبقين والباحثين في أحد مجالات ممارسة أنشطة الهوايات في أوقات الفراغ؛ لكن المثير حقًا أن تكون بالغة الأهمية في مجالات أخرى غير ظاهرة للعيان أحيانا.
وعلى الرغم من حقيقة أن الشخصية كانت موضع اهتمام الباحثين لفترة طويلة إلا أننا غالبًا نعرف الحد الأدنى لتكوين هذه الشخصية وطرق تحسين ممارساتها التعليمية والعملية.
إن ممارسة الانشطة اللامنهجية أو الهوايات غالبًا ما تنطوي على ممارسات تتيح للأفراد الفرص لتعلم العديد من المهارات الاجتماعية والتنظيمية ، يفتح مجال أمامهم للمشاركات المجتمعية لتحسين فرص حياتهم ، كذلك التخلص من التوتر والاكتئاب المرتبطة بالعزلة وأوقاف الفراغ.
قد لا تشكل الهوايات جزءً من المناهج المدرسية؛ والتي من خلالها يإمكان المراهق تطوير علاقات هادفة مع أقرانهم وخبرائها.
وإطار مناسب لتنظيم مبادرة المهارات الاجتماعية، فالمشاركين في المزيد من الانشطة لديهم أفضل أداء بالمدرسةHirsch. et Al.2010)) .وله دور للتنبؤ بالنجاح الاجتماعي في المستقبل وتوفير فرص لتعزيز الصحة والرفاهية والبعد عن مستويات الاجهاد المرتبط بالعمل والدراسة (Badura et Al. 2016) ، في حين أن الفوائد المرتبطة بالأنشطة قد تكون أعلى إذا كانت تدفع الشباب بالتمتع بأدوار قيادية في كثير من الأحيان علاوة على ذلك كما توضح أدلة البحثية أن الانشطة الفنية تحسن القدرات الفنية والمعرفة الذاتية والانضباط الذاتي Hansen.et Al. 2003).
وبما أن معظم هذه الأنشطة طوعية ولديها منظمات اجتماعية مستقلة ومجدولة؛ فذلك الأمر يستحث المجتمع الواعي على الإسهام في دعمها و إدراجها ضمن منشئات البنى التحتية. قامت الدراسات الطولية بقياس مدى اتساق المشاركة بين أطفال المدارس الابتدائية والمتوسطة؛ والتي يمكن أن تؤدي على مر السنين إلى زيادة الفوائد التي تعود بالنفع على الصحة والرفاه لدى الشباب نتيجة التعرض لمثل هذه الفرص Tudye et al.2009).)
تضمنت دراسة Helene et al.2021) ) التي ارتبط بتحديد ثلاث خصائص للمرضى تنبأت بشكل كبير بتلقي دعم في وأداء الأنشطة الاجتماعية والهوايات في سن أصغر وعلى أساس منتظم.. مما عزز التخطيط والمشاركة في أنشطة الحياة اليومية. حيث أفاد أكثر من ثلثي المرضى في مراكز الرعاية، بأنهم يمارسون أنشطة اجتماعية وهوايات بشكل منتظم، أنهم كانوا نشيطين بدنيًا بشكل منتظم. وأفادت قد يحتاج المرضى الذين يعانون من نمط الحياة المستقرة، إلى مزيد من الدعم على مدى فترة زمنية أطول لتنفيذ التغييرات السلوكية من أجل الإدارة الذاتية والمشاركة بالأنشطة الاجتماعية.
وحول ذلك ناقش( Janeczko et al.2021) مستويات سعادة الأطفال، والمشاعر الإيجابية التي تولدها التفاعلات الاجتماعية” التي ارتبطت بممارسات أنشطة القصص الشعبية” وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء؛ العلاقات الأسرية. حيث برز لدى أفراد العينه : الإنجاز والاحترام الذاتي وتحقيق القيم ؛ والانفتاح على الخبرات والرضا عن الحياة ، وذلك لارتباطها بالعديد من المفاهيم التي تم التحقيق فيها علميًا من خلال البحث في مجال علم النفس الإيجابي ، مثل المرونة وإدراك الذات والنمو الشخصي والمعنى في الحياة. الجدير بالذكر أن الدراسة تضمنت مقابلات ومناقشات جماعية، بالإضافة إلى تحليل الحكايات الشعبية المكتوبة والمناقشة في سياق جماعي. اشتملت العينة على 95 تلميذاً طُلب منهم مناقشة مواقف أو تجارب جماعية أثارت مشاعر إيجابية وسعادة في نفوسهم.
حاجز السقوط:
ربما كان على الآباء أن لا يقفزوا عند كل فرصة تلوح لهم، بل يتعين أن يكونوا أكثر تميزا عند اختيار البرامج والأنشطة التي توظف الوقت الحر للطفل.
فعندما يتدرب طفلكم لتطوير مهارة أو هواية فيجب أن تقدم له فرص من شأنه أن يحقق بها نتائج يتجاوز بها نقاط التعارض لديه، ليصبح شخصًا متعدد الابعاد له اهتمامات متعددة يمكن أن تُلطف من السقوط في موقف ما.
ولعل أكثر الأفراد الذين يعانون عدم التأقلم مع الفشل وخيبات الحياة هم أولئك الذين حددوا وصنفوا أنفسهم ضمن ميزة واحدة.
الأنشطة كأسلوب حياة
كان من المذهل إلى حد ما اكتشاف أن النوايا في المشاركة في نشاط الطلاب كانت مرتبطة أساسًا بالمزايا الشكلية والفوائد المختلفة لكن يُنظر إليه على أنه مجرد نتيجة، لم يفكر الطلاب في الترفيه والاحتفال على أنه المبرر وراء المشاركة في نشاط ، أما بالنسبة للبعض، فقد تحول النشاط إلى أسلوب حياة، وكان التخلي عن ذلك النشاط أمرًا مزعجًا لأدواره في اكتساب الكفاءة في أشياء مختلفة حول الأنشطة وممارسة الهوايات.
وحول الاعتراف بالتعلم -غير الرسمي- والمجتمعي- ناقشت دراسة ” Ansala et al.2016 )) التي ركزت على نشاط الطلاب خلال التعليم الجامعي والمهارات والخبرة التي تم جمعها من النشاط واعتمد الدراسة على فكرة الاعتراف بالتعلم غير الرسمي والمجتمعي.
وما هي دوافع طلاب الجامعات للمشاركة في النشاط الطلابي؟
كان الغرض من هذه الدراسة هو تحليل دوافع طلاب الجامعات للمشاركة في النشاط الطلابي غير الرسمي من أجل اكتشاف طرق لتعزيز تنمية المواطنة النشطة لدى الطلاب. وكانت رواياتهم الشخصية عن حياتهم للمشاركة في النشاط الطلابي حسب البيانات:
-كان لدى الطلاب العديد من الدوافع للمشاركة في النشاط الطلابي، مثل تكوين صداقات، وإصلاح أوجه القصور في بيئة الدراسة، والاستفادة منها في حياتهم المهنية في المستقبل. كما أظهرت الدراسة أنه في بعض الأحيان كان الطلاب يشاركون في النشاط الطلابي بالصدفة فقط.
يمكن تمييز ثلاثة أنواع من الدوافع الاجتماعية حسب البيانات لعل أبرزها هو تكوين الصداقات، والتي ظهرت كأهم دافع اجتماعي للمشاركة في النشاط الطلابي. إذ أعطيت الصداقات معاني مختلفة: أراد الطلاب إما إنشاء علاقات اجتماعية جديدة أو الحفاظ على العلاقات القائمة. في حين أن انتقال بعض من الطلاب إلى مكان جديد للدراسة، ارتأوا إسهام المشاركة في النشاط الطلابي في تسهيل استقرارهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون النشاط الطلابي بمثابة فرصة لتكوين صداقات بين هؤلاء الطلاب الذين لم يجدوا أصدقاء بسهولة في الجامعة، بسبب خجلهم. بينما أكد البعض أن السبب الأول لمشاركتهم في المنظمة الطلابية هو تكوين صداقات. لهذا فالجانب المهمش في حياة المرء، يقلل من مشاعر المرء بالعزلة، وبالتالي زيادة الفعالية الذاتية (Amichai-Hamburger et al.،2008).
كتابة: د. فاطمة مطر – الكويت
الصور من حساب تعليم الطائف على تويتر
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *