مرشد سياحي
Ipsef

مبادئ تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية بين النظرية والتطبيق

مبادئ تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية بين النظرية والتطبيق
كتابة: محمد حسن البحيري

يُعتبر تعليم وتعلم اللغات من التجارب الرائعة والممتعة لمتعلميها ومعلميها على حد سواء. فعادةً ما يمر متعلم اللغة بالعديد من الخبرات في سبيل اجادتها. وتُعتبر اللغة الانجليزية أحد هذه اللغات التي تتطلب الجد في تعليمها وتعلمها لكونها لغة العلم الأولى في العالم، مع أهمية الاخذ بالاعتبار المبادئ الرئيسية لتعليم وتعلم أي لغة.

وبرغم أهمية هذه المبادئ فإنه قد يغفل عنها بعض من معلميها ومتعلميها وكذلك بناةً مناهجها. وهذه المبادئ هي: تعلم اللغة من الكل إلى الجزء، وتركيز عملية التدريس على المتعلم، وان يكون المحتوى له هدف وذو معنى، وان تتم عملية التعلم من خلال تفاعلٌ اجتماعي، ودمج المهارات اللغوية الأربعة في عملية التدريس، وكذلك استخدام اللغة الام للمتعلم في عملية التدريس وخاصة في المراحل الأولى، بالإضافة إلى التقليل من تتبع أخطاء المتعلم وتصحيحها. ويُعبر عن هذه المبادئ في علم اللغويات (Linguistics) بنظرية تعليم اللغة الكامل (Whole Language Theory).

 

يُعتبر تعلم اللغة الإنجليزية من الكل إلى الأجزاء بمثابة الخطوة الأولى في تعلمها حيث ان الأطفال عند اكتسابهم للغة الشفوية اول ما ينطقون به هي الكلمات المفردة، ثم استخدامها في جمل ناقصة، حتى الوصول إلى تكوين جمل كاملة. وفي الكتابة يبدئون بكتابة حرف واحد للإشارة الى كلمة. وهذا يعني ان المتعلمين بحاجة لسياقات وخبرات لغوية شاملة قبل اجادة المهارات. يقول فريمان ” يبدأ متعلمي اللغة بتعلم الحروف من خلال مهارات لغوية شاملة للوصول لفهم الأجزاء المركبة”. ويرى اللغوي نعومي تشومسكي ان الأطفال يولدون ولديهم القدرة على تعلم اللغات، فيتعلمون الكلمات من خلال المحاكاة، ثم يستخدمونها فيما بعد في جمل لم يسمعوها من قبل.

والمبدأ الثاني هو تركيز عملية تدريس اللغة الإنجليزية على المتعلم من خلال تسهيل وتبسيط عمليتي التعليم والتعلم وتلبية حاجياته التعليمية. وينظر علماء النفس إلى عملية التعلم بانها عملية معرفية معقدة، ينبغي ان يشارك في تبسيطها وتوجيهها المعلم، ثم تعزز من قبل الاقران. ويعرفون التعلم بانه “تغيير ثابت نسبياً في سلوك معين نتيجة للممارسة المعززة”. وينبغي النظر إلى مجازفة المتعلم وأخطائه كأمر أساسي في عملية تعلمه للغة.  ومن مهمات المعلم تقديم المعرفة واستثارة التفكير باستخدام طرق واستراتيجيات لغوية عامة أفضلها الطريقة السردية عبر مجموعة من المهمات والقصص والاخبار المتنوعة التي ترتبط باهتمامات وحاجيات المتعلم.

 

ومن المبادئ الرئيسية ايضاً في عمليتي تعليم وتعلم اللغة الانجليزية التركيز على الهدف والمعنى من هاتين العمليتين. فيجب ان يكون الهدف تواصلياُ، وتركيز النشاطات والتقويم على المهام التواصلية الواقعية للمتعلم في تعامله مع الآخرين، مع الاخذ بالاعتبار الاهتمامات والاهداف الحقيقة التي يرغب المتعلم انجازها. ويُعتبر هذا النوع من التعليم انه تعليم ذو معنى. ومن المهم أن توضع الأهداف من قبل المعلم والمتعلم على حد سواء لضمان تحقيقها. ويشترك هذا المبدأ مع أحد ابعاد التعلم الخمسة في نموذج مارزانو، واحد مبادئ النظرية البنائية.

 

وتبرز أهمية التفاعل الاجتماعي كأحد الطرق الفاعلة لتعليم وتعلم اللغة الإنجليزية بوصفها أداة اتصال. وهذا ما يؤكده العالم الروسي فيجوتسكي في النظرية الاجتماعية، والتي ترى ايضاً أن عملية التعلم هي بناء يحدث داخل المتعلم نتيجة تفاعله مع الآخرين واللغة هي أداة اتصال.  وبالتالي فإن عملية التعلم ستكون سهلة وميسره في حالة أداء المهمات بالتعاون مع الاقران متى ما اتيحت لهم الفرصة. وينبغي على المعلم ان يوفر بيئات تفاعلية اجتماعية حقيقة مليئة بالنشاطات والسياقات اللغوية الواقعية لتشجيع المتعلمين على الحديث والنقاش مع الاخرين.

 

كما ينبغي دمج المهارات اللغوية الأربع (الحديث والاستماع والقراءة والكتابة) بشكل طبيعي في عملية تعليم وتعلم اللغة الانجليزية بدون الفصل بينهم. فعلى سبيل المثال؛ يمكن للمتعلم تعلم مهارة القراءة ليس من خلال القراءة فقط، وانما من خلال الحديث والكتابة والاستماع. ويعتبر نموذج معالجة المعلومات (Information Processing Model) أفضل نموذج يصف الطبيعة المترابطة لهذه المهارات الأربع. حيث يعتبر مهارتي القراءة والاستماع كمدخلات، والكتابة والحديث كمخرجات. ويتم دعم المتعلم لاكتساب هذه المهارات من خلال المفردات والتراكيب، والرسومات، والايحاءات، والعلامات.

 

ويعتبر استخدام اللغة الام أحد المبادئ المهمة في تعليم وتعلم اللغة الانجليزية وخاصة لأولئك المتعلمين الذين ليس لديهم القدرة على السؤال والاستيضاح. وينصح اللغويين بشدة باستخدام اللغة الام عند تدريس اللغة الإنجليزية كلغة اجنبية ((EFL او كلغة ثانية (ESL) داخل القاعات الدراسية لتزويد المتعلمين بالمعرفة الشاملة والتعليمات وخاصة في المستويات الأولى.

 

كما ان التقليل من تتبع أخطاء المتعلم ومنحة الثقة أحد المبادئ المهمة الفاعلة في تعليم وتعلم اللغة الانجليزية. ويتم ذلك من خلال تطبيق ثلاث عمليات هي: إعطاء المتعلم الحرية في المبادرة في عملية تعلمة دون شعوره بالخوف من النقد وارتكاب الاخطاء، والثانية الاعتماد على جوانب القوة والخبرة لديه بدلاً من الضعف، والثالثة تزويده بالمهمات المفتوحة النهاية التي لا تخضع للاستجابات الخاطئة.

 

وفي نهاية استعراض هذه المبادئ السبعة، فقد نظيف مبدأً ثامناً نرى أهميته وهو: تدريس ثقافة اللغة الإنجليزية إما من خلال نشاطات اثناء عملية التدريس او مقررات مقصودة، وهو ما أكدت عليه ايضاً النظرية الاجتماعية في عملية التعلم. وفي الميدان، يمكن ملاحظة غياب تطبيق بعض هذه المبادئ في مقررات اللغة الإنجليزية وتعليمها، والتي يظهر نتائج غيابها جلياً في مخرجات المؤسسات التربوية وواقع تعليمها. ويبرز هنا سؤالاً يحتاج للبحث وهو: ما مصير هذه المبادئ وتطبيقها في ظل وجود نظريات التعلم الإلكتروني، وأدوات الذكاء الاصطناعي، وعالم الميتافيرس، وتطبيقات التعلم، ومناهج تعليم اللغة الانجليزية للدول القائمة على المعايير؟

 

الصورة من حساب: وزارة التعليم – عام

 

كتابة: محمد حسن البحيري

باحث دكتوراة في المناهج وطرق التدريس

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو