دور التعليم في المملكة العربية السعودية في تحقيق التنمية المستدامة
في الخامس والعشرين من سبتمبر ۲۰۱۵، حدد قادة العالم مجموعة من الأهداف التي يسعى تحقيقها إلى القضاء على الأشكال المختلفة للفقر، وعدم المساواة، وحماية الأرض، وتحقيق الازدهار العالمي كجزء من برنامج ۲۰۳۰ للتنمية المستدامة. والتنمية المستدامة هي تلك التنمية التي تميزت بمجموعة من الخصائص كما ذكرها أبو النصر ومحمد (2017) فهي تنمية شاملة، متكاملة، مستمرة، رشيدة متوازنة، وعادلة. و
قد تعددت تعاريف التنمية المستدامة وتنوعت فعرفتها الرفاعي (2009) بأنها تنمية تفاعلية حركية تأخذ على عاتقها تحقيق الموائمة بين ثلاث أركان المواد البشرية والموارد البيئية والموارد الاقتصادية، وعرفها علي (2015) بأنها تنمية حقيقية مستمرة ومتواصلة و الإنسان هو هدفها وغايتها ووسيلتها مع تأكيدها على التوازن بين البيئة بأبعادها المختلفة والمتنوعة، وحرصها على تحقيق كل من تنمية الموارد الطبيعية والبشرية دون أي إسراف أو تبذير ووفق استراتيجية حالية ومستقبلية محددة ومخططة بشكل جماعي وتعاوني وعلمي سليم، وذلك لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل، وعلى أساس من المشاركة المجتمعية مع الإبقاء على الخصوصية الثقافية والحضارية لكل مجتمع .
وبناء على النجاح الكبير للجهود المبذولة في تحقيق التنمية المستدامة مع الألفية الجديدة، لاحت في الأفق إستراتيجية أطلقت في 1 يناير 2016 تعرف باسم “أهداف التنمية المستدامة”. فقد وضعت منظمة الأمم المتحدة سبعة عشر هدف تفصيلي للتنمية المستدامة تشمل القضاء على الفقر، القضاء على الجوع ، الصحة الجيدة والرفاة ، التعليم الجيد ، المساواة بين الجنسين ، المياه النظيفة والنظافة الصحية، طاقة نظيفة وأسعار معقولة ،العمل اللائق ونمو الاقتصاد ، الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، الحد من عدم المساواة، مدن ومجتمعات محلية مستدامة ، الاستهلاك والانتاج المسؤولان ، العمل المناخي ، الحياة تحت الماء ، الحياة في البر، العدل والسلام والمؤسسات القوية وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف ( برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول العالم، 2020 ).
يمكن ايجازها فيما يتعلق بالبشر بضمان التمتع بموفور الصحة وتوفير المعرفة وإدماج المرأة والأطفال، والعيش بكرامة القضاء على الفقر ومنع عدم المساواة. والعدل والعمل على إشاعة الأمن والأمان والسلام في المجتمعات وتقوية المؤسسات والجمعيات في المجتمع والرخاء وبناء اقتصاد قوي يشمل الجميع والشراكة بتحفيز التنسيق والتعاون والتضامن العالمي من أجل التنمية المستدامة وما يتعلق بالكوكب فتهدف التنمية المستدامة إلى حماية النظم البيئية (Ecology ) لصالح المجتمعات والأطفال . (أبو النصر ومحمد ،2017).
وقد اتضح أن تحقيق التنمية المستدامة غير ممكن من خلال الحلول التكنولوجية أو الأنظمة السياسية أو الصكوك المالية وحدها، بل لابد من توفير نوعية تعليم وتعلم من أجل التنمية المستدامة على جميع المستويات وفي جميع البيئات الاجتماعية، حيث يتمثل هدف التعليم من أجل التنمية المستدامة في القدرة على مواجهة التحديات العالمية الحالية والمستقبلية مواجهة بناءة وخلاقة، وفي إنشاء مجتمعات أكثر استدامة وسهولة في التكيف.
كما نجد أن هذا الهدف يتضمن عشر غايات تشمل جوانب عديدة ومختلفة للتعليم. تنقسم تلك الغايات إلى سبع نتائج منشودة وثلاث وسائل لتنفيذها. تعميم التعليم الابتدائي والثانوي المجاني والمنصف – تنمية مرحلة الطفولة المبكرة وتعميم التعليم قبل الابتدائي – تكافؤ فرص الحصول على التعليم التقني والمهني والتعليم العالي الجيد والميسور التكلفة الغايات: اكساب المهارات اللازمة لمزاولة العمل اللائق وتعميم القرائية لدى الشباب بالإضافة إلى بناء المرافق التعليمية التي تراعي الفروق بين الجنسين. مرافق الإعاقة والطفولة والتعليم من أجل التنمية المستدامة والتعليم من أجل المواطنة العالمية وضمان أن يكتسب جميع المتعلّمين المعارف والمهارات اللازمة لدعم التنمية المستدامة؛ بما في ذلك جملة من السَبْل من بينها التعليم لتحقيق التنمية المستدامة واتّباع أساليب العيش المستدامة، وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والترويج لثقافة السلام ونبذ العنف والمواطنة العالمية وتقدير التنوع الثقافي وتقدير مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة بحلول عام 2030. (التقرير العالمي لرصد التعليم ، 2020 )
فالتعليم بذلك يهدف إلى انتشال الناس من الفقر ،حيث يقوم التعليم بدور أساسي لمساعدة الناس على التوجه تحو طرق زراعية أكثر استدامة ، وعلى فهم المسائل الغذائية ، ويمكن للتعليم أن يساهم مساهمة كبيرة في تحسين الصحة العامة على عدة مستويات منها تخفيض نسبة الوفيات المبكرة وتحسين الصحة ، وتعليم النساء والفتيات مسالة ضرورية لاكتساب المهارات الأساسية القرائية وتحسين المهارات والقدرات التشاركية وتحسين الفرص الحياتية ، ينمي التعليم والتدريب المهارات والقدرات اللازمة لاستخدام الموارد الطبيعية بشكل أكثر استدامة ويعزز النظافة الصحية ، بإمكان البرامج التعليمية؛ لا سيما غير النظامية و غير الرسمية أن تساهم في حفظ الطاقة وتعزيز موارد الطاقة المتجددة، وهناك صلة مباشرة بين مستويات التعليم والحيوية الاقتصادية والأعمال الحرة ومهارات سوق العمل وغيرها من المجالات فالتعليم ضروري لتنمية المهارات اللازمة لإقامة بنية تحتية قادرة على الصمود وتعزيز الصناعة المستدامة ومن الثابت أن النفاذ إلى التعليم والانتفاع به امر يساهم في الحد من انعدام المساواة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
بإمكان التعليم تزويد الناس بالمهارات اللازمة للمشاركة في جعل المدن اكثر استدامة والحفاظ عليها وتعزيز مرونتها وقدرتها على الصمود امام الأوضاع الكارثية بإمكان التعليم أن يؤثر تأثيراً كبيراً على أنماط الإنتاج وأن يوسع مدارك المستهلك بشأن السلع المنتجة بطريقة مستدامة وضرورة تجتب الإهدار حيث يمثل التعليم مدخلا أساسياً لفهم المتعلم لتغير المناخ والتكيف معه والتخفيف من وطأته لا سيما على المستوى المحلي والتعليم عامل مهم في إنضاج الوعى بشأن البيئة البحرية وبناء توافق استباقي بشأن الاستخدام الحكيم والمستدام للموارد البحرية كما يعزز التعليم والتدريب المهارات والقدرات التي من شأنها تعزز اساليب العيش المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ويعتبر التعليم أو التعلم الاجتماعي مسألة حيوية لتيسير وضمان إقامة مجتمعات تشاركية وشاملة وعادلة وتعزيز التماسك الاجتماعي يبني التعليم مدى الحياة القدرة على فهم وتعزيز السياسات والممارسات في مجال التنمية المستدامة. (التقرير العربي للتنمية المستدامة ، 2020)
وبدراسة البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة نجد أنه يعنى بعلاقات الإنسان المتبادلة وتحسين مستوى التعليم والثقافة والوعي والسياسة والصحة لديه وإتاحة فرص الحرية والمشاركة له. ويهتم البعد الاجتماعي من حيث الاختصاص بقطاعين هما: الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها الجمعيات الأهلية أو الخيرية. هذا ويمكن تحديد ثلاث اتجاهات في البعد الاجتماعي لتنمية الاتجاه الأول يرى أن التنمية مرادفة لاصطلاح الرعاية الاجتماعية، أما الاتجاه الثاني فيقول أن التنمية مجموعة من الخدمات الاجتماعية تقدم في مجالات كثيرة كالصحة والتعليم.
والاتجاه الثالث يرى أن التنمية الاجتماعية هي عمليات تغير اجتماعي تلحق بالبناء الاجتماعي ووظائفه بغرض إشباع الحاجات الاجتماعية للفرد والجماعة بمعنى أنها عملية تغيير اجتماعي لكافة الأوضاع التقليدية من أجل إقامة بناء اجتماعي جديد ينبثق عنه علاقات جديدة وقيم مستحدثة تشبع رغبات وحاجات الأفراد وتطلعاتهم ولا يتم ذلك إلا عن طريق دفعة قوية لإحداث تغيرات كيفية ولإحداث التقدم المنشود ( الرفاعي، 2009).
بينما يهتم البعد البيئي للتنمية بكل ما يحيط بالإنسان من موجودات؛ من ماء وهواء وكائنات حية وجماد. وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته ونشاطاته المختلفة. أما حماية البيئة من التلوث فهي تشير إلى مجموعة السياسات والإجراءات والوسائل والأساليب التي تستهدف وقايتها من المشكلات والمخاطر ا(مثل: التلوث والتصحر وارتفاع درجات الحرارة وجفاف المسطحات المائية…) والمحافظة على مواردها وتوازنها وتنوعها واستدامتها . (أبو النصر ومحمد ، 2017).
ولأن بمقدور التعليم أن يقوم بدور رئيسي في التحول المطلوب إلى مجتمعات أكثر استدامة بالتنسيق مع المبادرات الحكومية ومبادرات المجتمع المدني والقطاع الخاص فقد قامت السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية بجهود كبيرة في تحقيق التنمية المستدامة في بعديها الاجتماعي والبيئي بأن أولت قطاع التعليم اهتمامًا كبيرًا، حيث يحتل قطاع التعليم أكبر نصيب من الميزانية العامة للدولة. كما تساهم المملكة في تحسين جودة التعليم على الصعيد العالمي، تأكيدًا على التزاماتها المحلية والإقليمية والدولية تجاه توفير حق التعليم للجميع وجودته وتميز مخرجاته كأحد أهم مرتكزات التنمية المستدامة.
ومن أهم المبادرات التي قامت بها المملكة العربية السعودية لتحقيق جودة التعليم تنفيذ أكثر من 60 مشروعًا في قطاع التعليم عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم المعني بتقديم المعونات التعليمية والبرامج البحثية ، برنامج سفير ، برنامج الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية للمناطق النائية ، مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات المساندة للتربية الخاصة ، مبادرة المدارس المستقلة، من خلال تحويل 25 مدرسة حكومية ليكون تشغيلها من قبل القطاع الخاص ، مبادرة التعلم مدى الحياة “استدامة (الموقع الرسمي للمنظمة الوطنية الموحدة، 2020) .
كما تم إعادة توجيه المقررات الدراسية نحو الاستدامة وتوفير منصات تعليمية مستدامة مفتوحة خاصة في الموضوعات الحيوية مثل تغير المناخ الزراعة المستدامة.؛ التكنولوجيا الحيوية. تدريب المعلمين على مهارات تبسيط العلوم ومهارات العصر. الربط بين التعليم وتنمية المجتمع المحلي والدولي. دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في كل أنواع التعليم من التعليم الرسمي بنوعيه التعليم العام والعالي والبحث العلمي.
التعليم غير الرسمي وهو التعليم الذي يستقيه ويكتسبه الشخص ممن حوله من أسرة أو أصدقاء أو المجتمع ولذا يطلق عليه التعلم إذ يكتسبه الشخص تلقائيا. كما تم التركيز على منهجية تحقيق التعليم من أجل التنمية المستدامة التي لن تكون مقصورة على نظم التعليم المتعارف عليها ولكنها تتخذ منهجية التعلم مدى الحياة؛ بما في ذلك تعليم الكبار والمجتمعات والتعليم التقني والمهني والتعليم العالي وتعليم المعلمين حيث تعتبر هذه المكونات هي مكونات حيوية لبناء القدرات لتساهم في إعادة توجيه التعليم تجاه الاستدامة. (الاستعراض الطوعي الوطني الأول، 2018)
أما بالنسبة للأهداف التي تسعى الوزارة لتحقيقها من خلال التنمية المستدامة فهي تحقيق التعليم الشامل، العادل، ذي الجودة والنوعية العالية لجميع فئات المجتمع لبناء رأس المال البشري للازم لتحقيق التنمية المستدامة الاستمرار في تحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين في فرص التعليم والتعلم الإسهام في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، شامل وعادل تحقيق بنية تحتية متمكنة في قطاع التعليم للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة رفع مستوى الإنتاج الفكري والعلمي لتكوين رافد يحقق التوازن مع الاستهلاك للموارد الطبيعية الإسهام في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية بما يضمن استمرارها للأجيال القادمة ويشمل ذلك معالجة التغير المناخي ومقاومة انحسار البيئات الطبيعية . (التنمية المستدامة ‘الموقع الرسمي لوزارة التعليم ، 2020 ) كما قامت بعض الجامعات بمبادرات لحفظ البيئة وحمايتها من التلوث كمبادرة تدوير الورق حيث تم تأسيس مبادرة التدوير بجامعة الملك عبدالعزيز عام 2013 بالشراكة بين الوقف العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز وبين شركة تجميع وتدوير المخلفات المحدودة “واسكو”؛ بهدف نشر ثقافة حماية البيئة، ورفع مستوى الوعي بأهمية إتلاف الكتب والأوراق المستهلكة بطريقة آمنة ومناسبة وصديقة للبيئة وإعادة تدويرها مما يعظم القيمة الاقتصادية للموارد الطبيعة تحقيقًا لرؤية المملكة (الوقف العلمي، 2020جامعة الملك عبدالعزيز ).
كما أن وزارة التعليم قد رأت أهمية التحول إلى الحكومة الإلكترونية والمتنقلة لما لذلك من ارتباط مباشر بجميع أهداف التنمية المستدامة. ومن مبادرات الوزارة في استغلال الحكومة الإلكترونية والحكومة المتنقلة تحقيق المحاور الثلاثة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد المكتبة الرقمية السعودية البيانات التعليمية المفتوحة المشاركة المجتمعية الإلكترونية تنمية المؤهلات العلمية والعملية للخريجين (كمشروع سفير الخريجين) المبادرات البيئية ومبادرات تخفيض استهلاك الموارد الطبيعية. (التنمية المستدامة ‘الموقع الرسمي لوزارة التعليم، 2020) بالإضافة إلى أن الوزارة تساهم بخدماتها الإلكترونية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة فهي تقدم جانب من المبادرات والمشاريع المباشرة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، حيث تعمل الوزارة على استثمار مبادئ ومفاهيم الحكومة الإلكترونية والمتنقلة والفرص التي تتيحها في جميع مبادراتها ومشاريعها وخططها الإستراتيجية. ومن ذلك تعزيز مبدأ الشفافية والمسؤولية من خلال البيانات المفتوحة، تعزيز مبادئ الفعالية والكفاءة من خلال المعاملات الإلكترونية ،توفير أعلى مبادئ الجودة في التعليم العالي وتكافؤ الفرص لتعزيز المعرفة والمهارات اللازمة لبناء المجتمع عبر تحديد التخصصات والجامعات التي تُوصي وزارة التعليم بها لجميع الراغبين بالدراسة في الخارج من خلال نظام الجامعات الموصى بها، تعزيز مبادئ المشاركة المجتمعية الإلكترونية ، تحقيق الاستدامة الاقتصادية من خلال تشجيع البحث العلمي وتعزيز الإنتاج الفكري والعلمي وبناء رأس المال البشري اللازم لتحقيق التنمية المستدامة، تحقيق مبدأ الحكومة الخضراء من خلال العمل على التحول الإلكتروني الكامل وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية، الاستمرار في تحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين في فرص التعليم والتعلم من خلال طرح عدة برامج، ومنها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إتاحة خدمة إصدار التراخيص للتعليم الأهلي بشكل إلكتروني مما يسهم في تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في التعليم لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، الإسهام في تقليل نسبة المعلمين والمعلمات الذين يخدمون العملية التعليمية بعيداً عن أسرهم، عبر إتاحة خدمة نقل المعلمين والمعلمات مما ينعكس على تحقيق التنمية الاجتماعية (التنمية المستدامة ‘الموقع الرسمي لوزارة التعليم ، 2020 ).
أما أهم مشاريع ومبادرات الوزارة المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة فهي نظام الجامعات الجديد، مبادرة دعم البحث العلمي والتطوير في الجامعات، التوسع في مرحلة الطفولة المبكرة تحديث لائحة الوظائف التعليمية، التطوير المهني للمعلمين والمعلمات و التعرف على الموهوبين. (التنمية المستدامة ‘الموقع الرسمي لوزارة التعليم، 2020)
وعليه فمن المهم أن نؤمن بأن التنمية المستدامة ربما تكون مفهوماً أخلاقياً أكثر منه مفهوماً علمياً. وأن التنمية المستدامة تعتبر في المقام الأول مسألة ثقافة فهي لابد أن تهتم بالقيم التي يعتز بها الإنسان وبطرق تفهمه لعلاقته بالآخرين وبالعالم الطبيعي. والتنمية المستدامة بذلك تتطلب الإقرار بالعلاقة المتبادلة بين الناس والبيئة الطبيعية. وعليه يمكننا التأكيد على أنه لكي تحدث تنمية مستدامة فأنه يلزمنا تناغم اجتماعي يتضمن اقتصاد يفي بإ لتزاماته وحماية بيئية ومؤسسات فاعلة وتطبيق للتكنولوجيا المبتكرة والتعليم من أجل التنمية المستدامة. (عدلي، 2018).
المراجع :
أبو النصر ، مدحت و محمد ، ياسمين مدحت . (2017) . التنمية المستدامة مفهومها ، أبعادها ، مؤشراتها . المجموعة العربية للتدريب والنشر .
الرفاعي ، سحر قدوري . (2009) . التنمية المستدامة مع تركيز خاص على الإدارة البيئية . المنظمة العربية للتنمية الإدارية .
عدلي ، عماد الدين . (2018). التعليم من اجل التنمية المستدامة التحديات والفرص والدروس المستفادة . الشبكة العربية للبيئة والتنمية .
علي ، ماهر أبو المعاطي . (2015) . الاتجاهات الحديثة في التنمية الشاملة معالجة محلية ودولية وعالمية لقضايا التنمية . المكتب الجامعي الحديث الإسكندرية . الطبعة الثالثة .
الاستعراض الطوعي الوطني الأول للتنمية المستدامة ،( 2018) . تم الاسترجاع من الموقع: https://www.sa.undp.org/content/saudi_arabia/ar/home/library/SDGs/VNR.html
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول العالم، 2016 تم الاسترجاع من الموقع : https://www.arabstates.undp.org/content/rbas/ar/home.html
التقرير العالمي لرصد التعليم، (2020 ). تم الاسترجاع من الموقع https://ar.unesco.org/gem-report/
كتابة: نوف شريم الوذيناني
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *