مرشد سياحي
Ipsef

أهمية العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب

أهمية العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب
كتابة: ترينقا بلزترجمة: د. رباب الحربي

في المتوسط، يقضي الطالب ما يقارب من 2000 ساعة في السنة في المدرسة (سواءً حضورياً او عن بعد). وهذا قدر كبير من الوقت يجب ان نحسن استخدامه لإشعال حب الطالب للتعلم طوال حياته.

 

وهو أيضًا جزء كبير من حياة الطالب وبالتالي يجب ألا يضيع في تعاملات سلبية وغير صحية بينه وبين معلمه. يجادل الخبراء بأن العلاقة الجيدة بين المعلم والطالب مهمة جداً للاتجاه الذي يتخذه الطفل في المستقبل.

 

تتضمن بعض الطرق التي يمكن للمعلم من خلالها بناء علاقة صحية مع كل طالب في الفصل الدراسي: تعزيز الإيجابية في التعاملات، والتحلي بالعدالة عند تنفيذ القواعد واللوائح، وتزويد جميع المتعلمين بتقييم عادل قدر المستطاع، وتعزيز إحساس الطلاب بأهميتهم. يمكن للمعلمين أيضًا الاستفادة من العلاقات الايجابية مع طلابهم لجعل التدريس أكثر متعة وفعالية.

 

يمكن للعلاقة الصحية بين المعلمين والطلاب أن تعزز بشكل كبير من احترام الطفل لذاته، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لم يحالفهم الحظ بما يكفي بأن يكون لديهم أسر داعمة.

 

وفيما يلي أربع فوائد أخرى لتأسيس علاقة إيجابية بين الطالب والمعلم:

أولاً: التغلب على المشكلات السلوكية

تنتج معظم المشكلات السلوكية في الفصل الدراسي عن شعور الأطفال بالغربة عن المجتمع المحيط بهم. من الطبيعي أن يكره طفل صغير المدرسة، لكنه ليس من الطبيعي عندما يبدأ كرههم للمدرسة في التأثير سلباً على سجلهم الأكاديمي وعلى بيئة الصف الدراسي. يمكن للمعلم منع ذلك من خلال تقوية العلاقة الشخصية بكل طفل ومحاولة فهم اسباب المشاكل السلوكية التي يظهرها بعض الطلاب.

إن كون المعلم ودودًا وهادئًا وقريباً من الطلاب سيساعده على فهم الخلفية الاجتماعية والصحية والاقتصادية لكل طفل، مما يسهل عليه معرفة كيفية التعامل مع الطلاب الذين يعانون من مشاكل. بناء علاقة قوية مع الطلاب يساعدهم على زيادة شعورهم بالانتماء – وكأنهم جزء من مجموعة أكبر وهدف أكبر.

 

ثانياً: تعزيز النجاح الأكاديمي

جزء من هذا النجاح هو تعزيز السلوكيات الجيدة. عندما تجعل الطفل يشعر وكأنه في المنزل ويريد أن يكون جزءًا من هدف أكبر من مجرد كونه مشاغباً، يجعل الطفل قادرًا على إعادة توظيف طاقته من التمرد إلى العمل الجاد في الفصل والنجاح اكاديمياً. وجود رابطة قوية مع الطلاب يساعد المعلم أيضًا على توصيل توقعاته بوضوح لكل طالب. المعلم قادر على تشجيع الطلاب المتعثرين على العمل الجاد وتحفيز الطلاب المتفوقين على الاستمرار.

 

في هذا السياق ايضاً، يمكن للمعلم تحفيز الطلاب على أخذ دورات تدريبية إضافية مثل دورات التطوير الذاتي التي يمكن أن تساعدهم في تحسين المهارات الشخصية العامة وتقوية احترامهم لذاتهم وزيادة ثقتهم بمعلمهم.

 

كل هذه العوامل مجتمعة تعزز أداء الطلاب. وإذا كانت الدراسة عن بعد، فهذا يعني أن المعلم سوف يرسل الكثير من المواد الأكاديمية عبر الإنترنت. وبالتالي، يجب عليه التأكد من أن الطلاب يفهمون الجوانب الفنية لإرسال رسائل البريد الإلكتروني، ومشاركة الملفات، وتحويل الملفات إلى pdf وما شابه. إن وجود فهم شامل لهذه الجوانب الفنية سوف يجنبهم الإحباط، ويركز في الواقع على إتقانهم للمواد، والتقدم أكاديميًا.

 

 

ثالثاً: تعزيز النضج الاجتماعي للطلاب

تحدد طبيعة العلاقة التي تربط الطفل بالبالغين مدى نجاح عملية نضجه الاجتماعي. المعلم هو شخصية السلطة غير الأبوية التي يقضي الطفل معها معظم الوقت. إذا قام بإنشاء بيئة إيجابية تمكنهم من تنمية ذكائهم العاطفي والاجتماعي، فسيكونون قادرين على النضج جيدًا في الوقت المناسب. تذكر أن هؤلاء الأطفال يثقون بك ويحترمونك عندما تكون ودودًا معهم، لذلك سيشعرون دائمًا بالامتياز لوجود مثل هذه القدوة الرائعة في حياتهم. وسيرغبون في محاكاته وأن يصبحوا مسؤولين ومهتمين مثله.

 

رابعاً: تحسين الصحة العقلية للطلاب

تعمل العلاقات الصحية بين الطالب والمعلم إلى تقليل التوتر والقلق، خاصة للطلاب الذين ينتمون إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة والذين يعانون من اضطرابات مختلفة. قد تكون هذه الاضطرابات -مثل اضطرابات النطق- سبب في تهميشهم من أقرانهم، مما قد يتسبب بدوره في مشاكل في صحتهم النفسية.

 

في مثل هذه الحالات، يجب على المعلمين دعمهم في علاج النطق ومساعدتهم على الاندماج في الفصل. قد يعيش هؤلاء الأطفال في أحياء بيئة مليئة بالمشاكل، مما يعني أنك قد تكون مصدر الحماية الوحيد الذي يعرفونه إلى جانب والديهم. الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، من ناحية أخرى، عادة ما يعانون من تدني احترام الذات. سيساعدهم حبك ورعايتك على تنمية الشعور بقيمة الذات والشعور بالفخر.

 

وفي الختام ليس من المستغرب أن يكون لدى المعلمين علاقات صعبة مع طلابهم، خاصةً عندما يكون الطفل متمردًا وسيء التصرف. ومع ذلك، فإن العلاقة السيئة لا تؤدي إلا إلى زيادة تفاقم المشكلة. يستمر الأطفال في التمرد، ويجد المعلم المزيد من الأسباب لعدم حب الأطفال، ويجد الأطفال المزيد من الأسباب لعدم حب المعلم. لذلك من المفيد أن يبدأ المعلم في البحث عن طرق لإشراك كل طالب من طلابه بطريقة إيجابية من اجل التأثير ايجابياً على مهنته وعلى حياة طلابه.

 

 

الصورة من موقع freepik

<a href=’https://www.freepik.com/vectors/school’>School vector created by pch.vector – www.freepik.com</a>

 

 

1 تعليق

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

1 التعليق

  • Manar
    نوفمبر 25, 2023, 1:11 م

    ماشاء الله 🤍🤍🤍 موضوع شيّق استاذه لمياء وفقك لله .. والى الأمام دائما👏🏻

    الرد

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو