يذكر الكاتب جريس تاتير (Grace Tatter) في مقاله (How to Develop a Greater Sense of Motivation in Students) بأنه يمكن للمدرسين أن يعرفوا المحتوى الخاص بهم من حيث المنبع والمصب، ويمكن أن يقضوا ساعات عديدة على خططهم الدراسية، ولكن إذا لم يتم تحفيز الطلاب وإثارة الدافعية لديهم، فلن يحدث التعلم.
يذكر الكاتب جريس تاتير (Grace Tatter) في مقاله (How to Develop a Greater Sense of Motivation in Students) بأنه يمكن للمدرسين أن يعرفوا المحتوى الخاص بهم من حيث المنبع والمصب، ويمكن أن يقضوا ساعات عديدة على خططهم الدراسية، ولكن إذا لم يتم تحفيز الطلاب وإثارة الدافعية لديهم، فلن يحدث التعلم.
ووفقًا لورقة مناقشة جديدة نشرها المجلس العلمي الوطني لتنمية الطفل (National Scientific Council on the Developing Child )، وهي مجموعة بحثية متعددة التخصصات مقرها جامعة هارفارد، فإن تجارب الطفولة يمكن أن تجعل الدافع لدى الطلاب أكثر صعوبة. تبحث الورقة في آليات التحفيز: ماذا يحدث في أدمغة الأطفال عندما يكونون متحمسين وما الذي يعيقهم؟
ويحدد الباحثون نوعين من الدافعية: الدافعية التقرّب، التي تدفعنا نحو المكافأة، والدافعية التجنّب، التي تدفعنا إلى تجنب الضرر. ومن الناحية المثالية، يوازن كل منهما الآخر. الدافعية التقرب هي الأساس لمعظم أشكال التعلم، في حين أن الدافعية التجنب يمكن أن تمنع التعلم العالي المستوى من خلال إجبارنا على التركيز على استجابتنا الفورية لمهمة، بدلاً من هدف طويل المدى. في النهاية، للبقاء على قيد الحياة، نحتاج إلى كليهما، لكن عندما يكون التوازن مفقود، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل في التحكم في الدافعية أو القلق أو الاكتئاب، من بين صراعات أخرى متعلقة بالصحة العقلية.
يتم تعريف أنظمة الدافعية لدينا جزئيًا بواسطة علم الوراثة، ولكنها تتشكل أيضًا من خلال التجارب. يمكن أن تؤثر المستويات العالية من التوتر ونقص العلاقات الإيجابية مع البالغين على طريقة استجابة أدمغة الأطفال لمهام مختلفة. يمكن للبالغين اليقظين مساعدة الطلاب على تطوير أنظمة الدافعية التي ستخدمهم جيدًا، بعد البلوغ بفترة طويلة.
خمسة أساليب لبناء الدافعية الصحيحة
أولاً: إثارة الفضول وتشجيع الاستكشاف. بالإضافة إلى احتياجاتهم الأساسية، فإن الأطفال لديهم دوافع جوهرية من خلال الاستكشاف واللعب والإتقان والنجاح، وكل ذلك يعتبر الأساس للتعلم الهادف. يمكن للبالغين تعزيز هذه الدوافع من خلال التغذية الراجعة الإيجابية للميول الطبيعية للأطفال، بدلاً من العبث بهذه النزعات من خلال رفض فرص الاستكشاف أو الخوف المفرط من أن أطفالهم سوف يؤذون أنفسهم وهي مخاوف قد تختفي. إن رعاية البالغين الذين يمكن أن يثق بهم الأطفال يمكن أن تساعدهم على فهم ما يجب الخوف منه وما يجب تجنبه. والأطفال الذين يعانون من تقلبات نفسية أو مشاكل أخرى، ربما ينقصهم تأثير رعاية شخص بالغ، وقد يصبحون أكثر عرضة للتجنب ويفقدون الاهتمام بالاستكشاف الصحيح.
ثانياً: لا تعتمد على الحوافز. ومع ذلك، التعليقات الخارجية ليست كافية في حد ذاتها للتحفيز. الهدف هو مساعدة الأطفال على تطوير رغبتهم الداخلية للتعلم. لقد ثبت أن الأطفال يتوقفون عن المشاركة في الأنشطة من تلقاء أنفسهم بمجرد حصولهم على مكافأة ملموسة. يحذر واضعو التقرير من أن “الأنظمة التي تركز فقط على المكافآت الخارجية والعقوبات من غير المرجح أن تحقق دافعًا مستدامًا ومنتجًا”. “أولئك الذين يوفقون بين الأنشطة المحفزة بطبيعتها – مثل حل المشكلات الإبداعي والتعلم المرح – مع تغذية راجعة إيجابية هم أكثر عرضة لدعم الدافع الصحيح على المدى الطويل.”
ثالثاً: ذكّر الأطفال أن النجاح ممكن. فمن غير المرجح أن يكون لدينا دافع لفعل أي شيء إذا كنا نعتقد أنه من المستحيل. إن عقلية النمو – الاعتقاد بأنه يمكننا التغيير والتحسين من خلال الممارسة، وأن مواهبنا ومهاراتنا ليست ثابتة – تمكن الأطفال من تحفيز أنفسهم.
رابعاً: إعطاء الأولوية للتفاعل الاجتماعي. من الأطفال إلى المراهقين، يعد التفاعل الاجتماعي مفتاحًا للتحفيز، حيث يتم إطلاق المواد الأفيونية الطبيعية (natural opioids) – الدوبامين والسيروتونين (dopamine and serotonin)- التي تنشط نظام المكافآت في الدماغ. لقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال يتعلمون اللغة بسرعة كبيرة من خلال التفاعلات المباشرة مع مقدم الرعاية مقارنةً بمشاهدة مقدم الرعاية عبر الفيديو. في عالمنا الرقمي، يمكن أن تكون التطبيقات والشاشات مكملات للتعلم، لكن التفاعلات الشخصية تبقى ضرورية.
خامساً: تذكر أن لدينا جميعًا دوافع جوهرية مختلفة. إن الطفل الذي لديه دوافع جوهرية لممارسة الرياضة قد يتفاعل جيدًا مع النقد البناء من جانب مدرب، متلهفًا إلى الشعور الداخلي بالرضا من الأداء الجيد. ولكن قد يستجيب طالب آخر بشكل أفضل للتشجيع ويثبط من النقد. تذكر أن هذه النظم التحفيزية المختلفة قد تكون ناتجة عن جينات الأطفال وتجاربهم الحياتية، وأنها قد تتطلب طرقًا مختلفة للتحفيز.
الصورة من موقع USAID
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *