لا يختلف اثنان على أن التعلم عملية مستمرة، فكل يوم يحتاج الإنسان ليتعلم شيء جديد كمهارة الطبخ أو الاستماع الفعال أو معلومة عن البراكين أو أنظمة الكمبيوتر أو طريقة تفكير جديدة كالتفكير الناقد
وتختلف طرق التعلم من شخص لأخر، فقد يتعلم محمد عبر دورة تدريبية منظمة في أحد المنصات التعليمية ويرى أحمد أن قراءة مقال في مجلته المفضلة مع تدريبه المستمر قد يصقل مهاراته وكلا الطريقتين تسمى (التعلم المستمر).
فقد يكون التعلم المستمر ملازما للتعلم الاجتماعي في الطريقة التي يتفاعل بها المتعلم ويفتح النقاش والتعاون مع الآخرين ومع زملاءه أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على رؤية عميقة عن موضوع معين، والكتابة عبر المدونات ثم الاستماع لرأي الخبراء حول ما طرح من أفكار، أيضا للتدريب على رأس العمل دوره الكبير في التعلم المستمر خصوصا إذا ما تزامن مع تبادل خبرات مع أفراد المجتمع المهني.
وقد نتسائل هل هناك فرق بين التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة؟
التعلم مدى الحياة
يوجه مصطلح التعلم مدى الحياة نحو المستوى الفردي، فهو التزام الشخص بتعلم مهارات جديدة أو اكتساب معرفة جديدة على المدى الطويل. فالمتعلم مدى الحياة هو شخص يدمج التعلم المستمر كجزء من نمط حياته.
التعلم المستمر
يشير مصطلح التعلم المستمر أيضًا إلى شخص ملتزم بتعلم مهارات أو معارف جديدة ولكن غالبًا ما يستخدم في سياق مؤقت أو سياق رسمي.
من يخصص ساعة كل يوم للقراءة في موضوع معين يعتبر متعلم مدى الحياة
من يحضر دورة تدريبية لتطوير مهارته في عمله يعتبر طبق نوع من أنواع التعلم المستمر
إذا هما يكملان بعضهما ولكنهما مختلفان في الطريقة.
سنتناقش في هذا المقال حول كيفية إنشاء بيئة للتعلم المستمر مع بناء فريق للتعلم، ونجمع هنا بين التعلم الاجتماعي مع التعلم المستمر بنموذج مرن قد يخدم المنظمات في بيئات العمل وكذلك المجتمعات المهنية والدراسية
أولاً: ابدأ بالقادة أو ابحث عنهم
ما يفعله القادة ينعكس على بقية الأفراد، والقيادة كما يعرفها موقع WhatIs هي قدرة الفرد أو مجموعة من الأفراد على التأثير وتوجيه الأعضاء في المنظمة. فعندما يؤمن القادة بقوة تأثيرهم سيكون من الأفضل التركيز عليهم في تبني الأفكار الرائدة. عيّن من الفريق قائدًا يقود عملية التعلم وكذلك يؤثر على بقية الفريق. ويزدهر التعلم عندما يشجع القائد فريقه على تجربة شيء جديد وهدف جديد أو طرق جديدة للإنتاج أو عندما يطلب اقتراحات حول كيفية تحسين أداء الفريق (Sessa & London، 2008).
ثانيًا: اختر مساحة اجتماعية مناسبة
فمع سرعة المعلومات ستكون هذه المساحة مساحة عظيمة تجمع آخر المستجدات في مواضيع معينة والتي سيكون تحديثها بشكل يومي مع مراجعات ومحادثات ثرية بين أفراد الفريق، فهذه المساحات قد تكون إلكترونية في أحد منصات التواصل الاجتماعي وقد تكون في اجتماعات الغداء وورش العمل.
ثالثًا: ارسم خطة التعلم المستمر
تتضمن الخطة الموارد والدعم الذي قد يحتاجه الأفراد، وأنواع التعلم التي يمكن تقديمها وأشكاله المختلفة فلو اخترت أن يكون تعلم اجتماعي فعليك بناء فريق قادر على التعلم بصورة أفضل بحيث تجني فوائد عديدة من بناء فريق التعلم كما ذُكرت في موقع (The Team Building Directory):
– يحسن بناء الفريق من حيث الروح المعنوية ومهارات القيادة.
– يجد الحواجز التي تحد من الإبداع.
– يحدد بوضوح الأهداف والغايات.
– يحسن العمليات والإجراءات.
– يحسن الإنتاجية التنظيمية.
– يحدد نقاط القوة والضعف في الفريق.
– يحسن القدرة على حل المشكلة.
وعليه فيسكون هنا تصميم لأنشطة بناء الفريق حتى يستفيدون بطريقة مبتكرة من عملية التعلم المستمر، يجب أن تتناول تمارين بناء فريقك أغلب هذه المعايير:
– تعزيز الانسجام بين أعضاء الفريق.
– لا للمنافسة ونعم للمشاركة بين أعضاء الفريق.
– يجب أن تعزز الرغبة المتزايدة في العمل معًا.
– يجب أن تقدم دروسًا محددة تنطبق على العمل الذي تقوم به.
– يجب أن تكافئ التدريبات أولئك الذين يعملون معا.
– يكون للمشاركين فرصة للتفكير فيما تعلموه.
– يجب أن يشعر الجميع أن الوقت قد مضى بشكل جيد.
والأنشطة مهمة عندما يمكن أن تساهم في فعالية مجموعة العمل، تشير مهام التدريب إلى التفاعل المباشر بين المدير (القائد) وأعضاء الفريق وتهدف إلى تطوير المهارات الفردية والجماعية لتحقيق النتائج المتوقعة (Fonseca & others, 2019).
رابعًا: نظم المصادر والموارد التعليمية
ما الذي يتحدث عنه الناس الآن وله علاقة مباشرة بفكرة التعلم، ما المهارة التي تريد من أفراد المنظمة اتقانها عندما تريد أن تستثمرهم، من الأشخاص الذين تود أن يساعدوك في تطوير فريقك، ما المصادر التعليمية كالكتب والمجلات المهمة التي ترى أنها أهم ما قد ينجح عملية التعلم المستمر، ما الاشتراكات والعضويات التي لابد من الحصول عليها والتي تساعد الفريق على التعلم بصورة أكبر.
خامسًا: راقب الأداء
بعد أن تجعل عملية التعلم المستمر نهجًا قائمًا بخطوات منظمة ابدأ بمراقبة الأداء وقياس الأثر على المخرجات، هل ساعد في تطوير مهارات الفريق؟ هل تحسنت المخرجات بصورة واضحة؟ ماذا عن روح الفريق وانسجامهم في القيام بالمهام بصورة مكملة لبعضهم البعض؟ ثم ابدأ بالتحسين وتقديم المرئيات واستعد للمرحلة الثانية من الأنشطة التي تساعد في تطوير مهارة جديدة.
إن التعلم المستمر عملية منظمة قد تكون جزء لا يتجزأ في أماكن العمل، فخطة تطوير الموظف الجديد تعد تعلم مستمر، وساعة المعرفة التي تعقد كل شهر هي تعلم مستمر، والمؤتمر العلمي الذي ترسل فيه الفريق للاستفادة من ما يتم عرضه مصدر للتعلم المستمر، فلا تتردد في استثماره فهو يحسن الأداء بتطويره المهارات ويعد متابعة التعلم الإضافي لأولئك الموظفين الذين يحتاجون إلى الحصول على أو تحديث التراخيص أو الشهادات المهنية والتعلم حبل وثيق ممتدد.
المراجع:
Fonseca, L. R. D., Silva, M. R., Silva, S. W., & Pereira, G. M. (2019). Continuous-learning work environment: A study with developers in software development organizations. Knowledge Management & ELearning, 11(3), 281–303. https://doi.org/10.34105/j.kmel.2019.11.015
Sessa, V. I., & London, M. (2008). Work group learning: Understanding, improving & assessing how groups learn in organizations. New York, NY: Lawrence Erlbaum Associates
http://www.innovativeteambuilding.co.uk/benefits-of-teambuilding/
https://www.valamis.com/hub/continuous-learning
الصورة من موقع virtueinsight
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *