مرشد سياحي
Ipsef

كيف نعزز ثقافة الامتنان عند الأطفال

كيف نعزز ثقافة الامتنان عند الأطفال
لمى قشلق

 يلاحظ علماء النفس أن تربية الأطفال على الامتنان يعني أكثر بكثير من مجرد قول (شكراً) حيث أنه يتطلب منهم استخدام مجموعة من المهارات الاجتماعية والعاطفية حتى يتم تأديته بالشكل المطلوب. كما يشير باحثون في جامعة نورث كارولينا (UNC) بأن الامتنان لدى الأطفال يتطلب مهارات يتم تطويرها بشكل أكبر في سن الثالثة إلى الخامسة.

 

 

 

وأظهرت البحوث أن الامتنان يلعب دورا رئيسيا في نجاح البالغين، ولكن لم تكن هناك سوى بحوث قليلة تتناول كيفية تطويره وتعزيزه في حياة الأطفال. إن معرفة الفوائد التي تمنحها ممارسة الامتنان للأطفال يقود إلى طرح النقاط المهمة في هذا المقال وهي:

– كيف يتعلم الأطفال أن يشعروا بالامتنان؟

– كيف يمكننا تعزيز ثقافة الامتنان لدى الأطفال؟

– أسئلة عملية تعزز الامتنان لدى الأطفال

 

كيف يتعلم الأطفال أن يشعروا بالامتنان؟

عادة نحن نصل للشعور بالامتنان عبر رباعية (لاحظ – فكر- أشعر- افعل):

– ما نلاحظه في حياتنا يمكننا أن نكون ممتنين له.

– ما نفكر فيه حول سبب امتلاكنا للأشياء يجعلنا ممتنين.

– ما هو شعورنا تجاه الأشياء التي حصلنا عليها.

– ماذا يمكننا أن نفعل للتعبير عن التقدير لهذه الأمور.

 

ومن المرجح أن يشارك البالغون بشكل عفوي في جميع المراحل الأربعة للامتنان، ولكن الأطفال قد ينخرطون فقط عندما يُطلب منهم ذلك. وقد يُظهر الأطفال مزيدًا من الامتنان عندما يكتسبون التدريبات اللازمة لهذه المهارات. لذا فمن المتوقع أن مساعدتهم على تعلم تلقي الأشياء بعمق في حياتهم سيساعد في توليد تجارب حقيقية من الامتنان. هذه التجارب بدورها قد تحفز السلوكيات التقديرية التي يرغب الآباء في رؤيتها في أطفالهم.

 

إن الامتنان يولد وينمو من عمق المحبة في العائلة، عندما يجيد الآباء الاستماع إلى احتياجات الرضيع والفضول وتلبية الرضيع بصبر مع الحب، فإنهم يزرعون بذور للامتنان في قلوبهم لتنمو بالشكل الصحيح.

 

كيف يمكننا تعزيز ثقافة الامتنان لدى الأطفال؟

فيما يلي بعض الاستراتيجيات لتشجيع الامتنان لدى الأطفال عندما يكون شخص ما قد قدّم شيئاً لطيفاً أو مفيداً لهم أو اعترافاً بالأمور الجيدة التي تحدث لهم في حياتهم.

أولاً: القدوة والنموذج في تعليم الامتنان:

نحن نقدم مخططاً لأولادنا لما يجب قوله وما يجب القيام به من خلال تصرفاتنا وردود أفعالنا. إن التعبير عن الامتنان من خلال الكلمات والكتابة والهدايا الصغيرة كلها طرق لتعليم الأطفال كيفية أن يصبحوا ممتنين. لذلك احرص على جعل تقديرك للخير في حياتك أكثر علنية.

 يمكن للبالغين تعزيز الامتنان مباشرة في الأطفال من خلال توجيه تفكيرهم إلى الفوائد التي يحصلون عليها من الآخرين – القيمة الشخصية لتلك الفوائد، والتكلفة التي يتحملها هؤلاء الناس من أجل تقديم هذا الخير، وهذا يساعد الأطفال على التفكير بامتنان.

ثانياً: عالم الحب الوالدي:

إن إعطاء الطفل الوقت الكافي والنوعي مع الوالدين يعلمهم لغة الحب، لذا احرص على التقاط اللحظات العاطفية التي تعبر فيها عن حبك لابنك بهدوء وعمق وصدق. أمسك بكلتي يديه وقل له بهدوء (أ ح ب ك) بتهجئة تجعله يستشعرها حرفاً حرفاً وتنغرس في عمق قلبه.

 

إن أعظم هدية في الحياة تقدمها لطفلك هو أن تجعله يتذوق اللحظات العاطفية معك، وأثناء ذلك، حاول أن تركز معه ولا تنشغل عنه، أبعد الهاتف الذكي الخاص بك وامنحه الانتباه الذكي الذي يساعدك على تأكيد التعاطف مع الطفل، وهذا سيعطيك أنت وطفلك شعورا متزايدا بالتقدير للأشياء التي تحبها ولعلاقتك به.

ثالثاً: ادعم استقلالية طفلك:

إن هذا من شأنه أن يعزز العلاقات الأسرية، وتحسين الجو في المنزل، ويساعد على إبراز نقاط قوتهم ومواهبهم، وكلها أمور جيدة لجعل الأطفال ممتنين. فمن خلال تولي الأطفال زمام مهاراتهم ومواهبهم ومسئولية تطويرها، يكتسب الأطفال أشياء يقدرونها في الحياة ويكسبون جذب الدعم من الآخرين، وبالتالي يجلبون الامتنان إلى حياتهم اليومية. شجعه على الإبحار لكن تأكد من وجود المرافئ وإشارات العودة والأمان.

رابعاً: استخدام نقاط القوة للأطفال لتغذية الامتنان:

بعد تحديد نقاط القوة عند أطفالك يجب عليك تشجيعهم ومساعدتهم على استخدام نقاط القوة هذه كلما أمكن ذلك. وهذا يمكّن أطفالك أيضا من تعزيز قدرتهم على أن يكونوا مفيدين ومتعاونين تجاه الآخرين، مما يجعلهم أكثر امتنانا.

عندما يمد الأطفال يد العون، خاصة أثناء استخدام نقاط قوتهم، فإنهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطا بأولئك الذين يساعدونهم، مما يساعدهم على تطوير ورعاية الصداقات والعلاقات الاجتماعية.

خامساً: دعم الأطفال لتحقيق الأهداف الجوهرية:

من السهل جدا على الناس، وخاصة الشباب، السعي لتحقيق أهداف (مادية) مثل الرغبة في امتلاك ممتلكات تظهر الثروة والثراء، وهذا عادة ما يؤدي إلى علاقات اجتماعية أقل وفاء وامتناناً للأخرين. لذا، فمن واجبنا أن نبعدهم عن السعي فقط لتحقيق أهداف مادية، بل نحو تحقيق أهداف جوهرية، مثل الانخراط في الأنشطة التي توفر بناء المجتمع والانتماء والنمو. ولن يؤدي تحقيق هذه الأهداف بنجاح إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للأطفال من الكفاءة والانتماء والاستقلالية فحسب، بل إن نموهم الشخصي وسعادتهم ونجاحهم وامتنانهم تعتمد على ذلك.

ولتضخيم امتنانهم أكثر، تذكروا أن تتذوقوا إنجازاتهم معهم على طول الطريق، وشجعوهم على شكر أولئك الذين ساعدوهم على تحقيق أهدافهم.

 

سادساً: مساعدة الأطفال في العثور على ما يهمهم:

إن الشعور بالهدف في الحياة يعطي الشباب بوصلة لخلق حياة ذات معنى. كبالغين، مهمتنا مساعدة الأطفال على اكتشاف شغفهم وإيجاد طريق إلى الهدف يتردد صداه معهم – مع قيمهم واهتماماتهم وأحلامهم. ويبدأ ذلك بتغذية اهتماماتهم بالقضايا الاجتماعية التي يهتمون بها ودفعهم إلى التعلم قدر الإمكان عن تلك القضايا واكتشاف الطرق التي يمكنهم من خلالها إحداث فرق.

إن أعمق شعور بالامتنان في الحياة يأتي من التواصل في قضية تهم الآخرين والقيام بأشياء تساهم في بناء المجتمع على نحو أفضل.

 

سابعاً: معرض الامتنان:

خصص لوحة في المنزل ليلصق عليها طفلك لواصق توثق لحظات امتنانه اليومية (لحظات الصباح مع الشعور بالصحة – الطعام الشهي- اللباس – الحديث مع الوالدين -توفر لعبة…..) هذا سيساعده فعلياً على استشعار النعم من حوله.

 

 

أسئلة تعزز الامتنان لدى الأطفال

فيما يلي بعض الأمثلة على رباعية (لاحظ – فكر- أشعر- افعل) قد يسألها الآباء للأطفال لتعزيز تجارب الامتنان لديهم.

 

أ. لاحظ: ما الذي أعطيته أو ما الذي لديك بالفعل في حياتك وتشعر بالامتنان من أجله؟

هل هناك شخص يفكر فيك أو يهتم بك بدرجة كافية لمنحك هذه الهدية أو ليقدم لك هذا المعروف؟

 

 

ب. فكر: لماذا تعتقد أنك تلقيت هذه الهدية؟ هل تعتقد أنك مدين للمانح بشيء في المقابل؟ هل تعتقد أنك ربحت الهدية بسبب شيء فعلته بنفسك؟ هل تعتقد أن الهدية كانت شيئًا يجب على المانح أن يعطيك إياه؟ إذا كانت الإجابات بـ “لا” على هذه الأسئلة، فمن المرجح أن يكون ممتنًا.

 

 

ج. أشعر: هل يجعلك الحصول على هذه الهدية أو هذا المعروف أن تشعر بالسعادة؟ ما هو شعورك في الداخل؟ تساعد هذه الأسئلة الطفل على ربط مشاعره الإيجابية بالهدايا أو المعروف التي يتلقاه في حياته.

 

 

د. افعل: هل هناك طريقة تريد إظهار شعورك حيال هذه الكرم؟ هل شعورك تجاه هذا الفعل النبيل يجعلك ترغب في مشاركة هذا الشعور من خلال إعطاء شيء لشخص آخر؟ قد يساعد حث الأطفال بعد تجارب الامتنان من أجل تحفيز أفعال الامتنان، سواء كانت أفعال تقدير أو دفعها إلى الأمام.

 

نعتقد أن هذه الأنواع من الأسئلة قد تساعد الأطفال على تغيير نظرتهم لفعل الخير أو المساعدة أو الكرم الذي يتلقونه من الأخرين، وبالتالي سينعكس هذا على ما يشعرون أن عليهم تقديمه بالمقابل للآخرين بما في ذلك آباءهم أو أجدادهم أو معلميهم والمجتمع من حولهم، وبالتالي سنسهم في إنشاء عالم أكثر حباً ووداً وتقديراً لبعضا البعض.

 

 

المصادر:

  1. Seven Ways to Foster Gratitude in Kids. (2021), from https://greatergood.berkeley.edu/article/item/seven_ways_to_foster_gratitude_in_kids
  2. Some Kids Just Aren’t Thankful. (2021). https://greatergood.berkeley.edu/article/item/some_kids_just_arent_thankful
  3. What Parents Neglect to Teach about Gratitude., from https://greatergood.berkeley.edu/article/item/what_parents_neglect_to_teach_about_gratitude

 

 

Image from all4kids.org

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو