إذا كنت تسوّف مهامك بانتظام، فأنت تؤثر سلبًا على تحقيقك لأهدافك، تزيد من توترك وقلقك وتلحق الضرر بعلاقاتك وبثقة الآخرين بك. فالتسويف لا يؤثر فقط على الشخص المسوّف، بل أيضاً على عائلته، والوقت الذي يفترض أن يقضيه معهم، زملاءه في العمل/الدراسة المتأثرون بتأخر وفاءه بالمواعيد النهائية. نعرف الآثار الناتجة عن التسويف، فلماذا نسوّف؟
سبعة أسباب تساهم في تسويف المهام بغض النظر عن أهميتها
أولاً: ضعف وظائف الدماغ التنفيذية:
وجود الاضطرابات العصبية النمائية مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ((ADHD، يعني وجود ضعف في القشرة الجبهية الأمامية من الدماغ. وهي المنطقة المسؤولة عن تنفيذ الوظائف المعقدة والمهمة المشار إليها بمسمى “وظائف الدماغ التنفيذية” ومن أمثلتها التنظيم، التخطيط، التركيز، البدء في المهام، تحديد الأولويات، إدارة الوقت، المتابعة والاستمرارية، التنظيم العاطفي والتحكم في اندفاعية العواطف.
يظهر من مسميات هذه الوظائف ارتباطها الوثيق بالقدرة على تنفيذ المهام اليومية بسيطةً كانت أم معقدة. فعلى سبيل المثال ضعف وظيفة “بدء المهام” يظهر في صورة مقاومة للبدء بالمهام المطلوبة أو استمرار في تأجيلها بمعنى آخر تسويفها.
*ماهي الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدني في تسهيل البدء بالمهام؟
مثال آخر لتأثير ضعف وظائف الدماغ التنفيذية، ضعف في تحديد الأولويات يظهر في صورة صعوبة لتحديد المهام العاجلة والمهمة وبالتالي تسويفها. لديك مهام كثيرة ولكن ليس لديك أي فكرة من أين تبدأ وبالتالي تتساهل تأجيلها وتسويفها وبدلاً من التفكير فيها تشتت انتباهك بمهام أخرى غير مهمة والتي تمنحك شعور بالانشغال ولكن بدون إنجاز.
*ماهي الاستراتيجيات التي تساعدني في تحديد المهمة التي أقوم بها أولاً؟
ثانياً: عدم وجود هدف واضح للقيام بالمهمة:
يأتي الشغف والحماس للحياة من وجود شعور واضح بهويتك وما ترغب في إنجازه. هذا الشعور بالهدف هو الذي يحفزك للقيام بالمهام باختلاف أنواعها حتى المهام المملة تصبح مقبولة لأنك تعي كيف تساعدك هذه المهام على التقدم نحو أهدافك الكبرى. فعندما تفتقر إلى شعور واضح بالهدف، يضعف عزمك فيكون التسويف الشيء الطبيعي الذي تقوم به، لذلك تترك هذه المهام حتى تضطر تماما إلى القيام بها.
*ماهي الصورة الاكبر للقيام بالمهمة التي استمر في تأجيلها؟
ثالثاً: لا تحب ما تفعله:
إذا كنت تقوم بعمل تحبه، فلن تشعر أبدا وكأنك تعمل. المتعة المستمدة منه تجعله يبدو كهواية وليس عملاً روتينياً. والعكس صحيح، إذا كنت لا تحب مهام وظيفتك، فسوف تراها عبئاً وستفعل أي شيء تقريبا لتجنب القيام بها.
*ما لذي في استطاعتي تغييره لكي أجعل المهام أكثر قبولاً وتحفيزاً؟
رابعاً: الروتين وانعدام التحدي:
كل إنسان لديه الرغبة في التطوير والتحسين المستمر لمهاراته المختلفة. ووجود التحدي في المهمة يكسر الروتين، عن طريق تحفيز الانسان على تحسين معرفته ومهاراته بهدف مساعدته على إنجازها. البقاء في روتين مريح ومألوف لمدة طويلة يعني نقصاً في التحدي وبالتالي فقدان في الدافع. فتبدأ في المماطلة.
*ما التغييرات التي أستطيع اضافتها لأغيّر من الروتين وأزيد من التحدي؟
خامساً: الاحتراق الذاتي:
يمكن أن يساعدك الضغط والتحدي في الحصول على نتائج أفضل. ومع ذلك، الاعتدال مطلوب. يحتاج الانسان إلى فترات متقطعة من الراحة لتجديد طاقته. بدونها، سيعاني من الإجهاد والإرهاق وقد يبدأ في التسويف بسبب نقص الطاقة والتحفيز.
*كيف أعتني بذاتي لكي أمنع الوصول إلى نقطة الاحتراق الذاتي؟
سادساً: ضعف الحدود:
في بعض الأحيان تقوم بالكثير من المهام لأنك تستثقل أو لا تعرف كيف تقول “لا” للآخرين، فبدلاً من التركيز على مهمة واحدة في كل مرة، تحاول إرضاء الجميع عن طريق الانتقال من مهمة إلى أخرى. تراكم المهام يزيد من احتمالية تسويفها ويؤثر سلبًا على إنجازها.
*كيف أقول لا عندما تكون لدي رغبة داخلية بالرفض؟
سابعاً: المثالية:
المثالية تعني أن لديك رغبة في أن تكون نتائج عملك كاملة و بدون أخطاء. وهذا جيد، ولكن إذا كانت هذه الرغبة نابعة من خوفك من آراء الآخرين وانتقاداتهم فيمكن أن تؤدي بك إلى القلق والمماطلة. فربما تقول في نفسك: سيضحك الناس على فكرتي، أو عرضي التقديمي، أو سيعتقد رئيسي في العمل بقلة كفاءتي. وهكذا قد يقودك القلق إلى التركيز على النتائج السلبية -المتخيلة أكثر من كونها محتملة- إلى الحد الذي تفضل فيه عدم المحاولة، بدلا من مواجهة عواقب الأداء الضعيف في المهمة.
*كيف تخدمني هذه المثالية في تحقيق أهدافي؟
إذا وجدت نفسك تسوّف، فهناك العديد من الأسباب المحتملة للقيام بذلك. التسويف -وحتى إن تعلق بضعف في وظائف الدماغ التنفيذية- فإنه بمقدورك التغلب عليه من خلال أخذ الوقت الكافي لفهم السبب/الأسباب التي تسوّف من أجلها، ومن ثم بناء خطة استراتيجيات لتخطيها.
المراجع:
-Causes Of Procrastination (And How To Overcome It) – Bloomsoup
https://bloomsoup.com/causes-of-procrastination
-Binkley, K. (n.d.) 7 Reasons Why You Procrastinate.
https://kathrynbinkley.com/7-reasons-why-you-procrastinate/
-Buckley, C. (n.d.). 8 reasons why you might be procrastinating. Coaching Positive Performance.
https://www.coachingpositiveperformance.com/8-reasons-why-you-might-be-procrastinating/
-Stoltzfus, T. (2008). Coaching questions: A coach’s guide to powerful asking skills (p. 100). Virginia Beach, VA: Tony Stoltzfus.
Image from:
<a href=’https://www.freepik.com/vectors/work’>Work vector created by pikisuperstar – www.freepik.com</a>
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *