saudistem

عالم الميتافيرس والتعليم والتعلم من خلال الانغماس في بيئات افتراضية

عالم الميتافيرس والتعليم والتعلم من خلال الانغماس في بيئات افتراضية
كتابة: محمد حسن البحيري

عالم الميتافيرس Metaverse

نشأت العوالم الافتراضية Virtual Worlds في النصف الأخير من القرن العشرين، وهي من أبرز جوانب الثورة الصناعية الرابعة. ويعتبر عالم الميتافيرس  Metaverseأحد هذه العوالم التي كان أول ظهور له في عام 1992م في الرواية الخيالية “Snow Crash” “تصادم الثلج” للكاتب ستيفنسون Stephenson، حيث كانت الشخصيات البشرية في هذه الرواية تتفاعل مع بعضها ومع البرمجيات في عالم حقيقي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المصطلح لم يدخل إلى القواميس اللغوية حتى الآن.

 

ويشير مصطلح Metaverse “إلى ما وراء العالم”، أي نسخة أخرى للعالم المادي. ويعتبر أنه نسخة افتراضية ثلاثية الابعاد من العالم الحقيقي على الانترنت، يتم السماح للمستخدمين من خلاله التفاعل مع بعضهم من خلال صورهم الشخصية ونظارات الواقع الافتراضي، وتبقى هذه الصور وتفاعلاتها في هذا العالم حتى بعد مغادرة الشخصية الحقيقية لهذا العالم.

 

وتستخدم هذه التقنية الحديثة الآن للإشارة لعملية التواصل بين العالم المادي والعالم الرقمي. وبرزت هذه التقنية ومفهومها بسبب تطور التقنية والرغبة في الاستثمار فيها رغم وجودها في وقت سابق. وكان أحد استخدامات هذا المصطلح في ألعاب الفورت نايات الالكترونية (Fortnight Consol) ولكن بدون استخدام نظارات الواقع الافتراضي.

 

ويعتبر التعليم من أبرز الأمثلة استخداماً لعالم الميتافيرس حيث أن هذا العالم يقدم فرصاَ كبيرة للتعليم والتعلم في بيئات افتراضية شبيهة بالعالم الحقيقي، حيث تطورت الاستخدامات والتقنيات التعليمية في هذا العالم لتشمل التواصل الاجتماعي الجديد في الانترنت بكامل الحرية من خلال الانغماس في هذا العالم الافتراضي، ومنح درجة عالية من الحرية في اختيار المواضيع والسيناريوهات التي لا يمكن مناقشتها في العالم الحقيقي مثل تغيير الجاذبية، وإتاحة الفرصة للمتعلمين بالانغماس العميق في عالم افتراضي واقعي مثل تصوير الجسم للمساعدة في إجراء العمليات الجراحية، ورؤية القلب وجريان الدم والأوعية والشرايين وجميع التعقيدات الموجودة في الجسم، وزيارة الأماكن التاريخية ورؤية مواقعها ورؤية تفاصيلها والتي يصعب زيارتها في الواقع الحقيقي. ويتقابل المتعلمون في هذا العالم الافتراضي من مختلف الدول للمشاركة والتعاون في تنفيذ النشاطات والمهمات من خلال دروس تفاعلية في قاعات دراسية افتراضية شبيهة بالواقع.

 

وعلى الرغم من أن عالم الميتافيرس مازال حديثاً إلا أن عشرة جامعات أمريكية قامت بإنشاء مواقع لهذا العالم على مواقعها الالكترونية إيماناً منها بأهميته في تطوير عملية التعليم والتعلم داخل حرمها الجامعي. ويركز التعليم في عالم الميتافيرس الافتراضي على مواد :(STEM) العلوم، والرياضيات، والتقنية، والهندسة وخاصة في تصميم ونمذجة الأنظمة وتنفيذ التجارب. وأتى ازدياد الحاجة إلى العالم الافتراضي بعد جائحة كورونا-19 وزيادة الحاجة إلى الاتصال عن بعد. ومن أفضل تطبيقات الميتافيرس في عمليتي التعليم والتعلم: Google Expedition, Lobster, RobotEra.

 

واستثمرت العديد من أبرز شركات التقنية في العالم في هذا العالم الافتراضي ومن أبرزها شركة الفيسبوك Facebook حيث رأت في هذا العالم مستقبل الانترنت. ويرى المتخصصون أنه برغم كل الإمكانيات التعليمية التي يقدمها عالم الميتافيرس إلا أنه ما زالت هناك عدد من التحديات والمخاوف التقنية المتعلقة بالأمن والخصوصية.

Image from: World Economic Forum on Flickr

      

كتابة: محمد حسن البحيري

       باحث دكتوراه في المناهج وطرق التدريس

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو