“دع فضولك يرشدك؛ دع تعطشك للمعرفة يقودك.” Dr Jae
الفضول هو محرك قوي يمكن أن يعزز التعلم والتحفيز، وأحد أهم دوافع التعلم بل هو الحجر الأساسي لطريق التعلم مدى الحياة، فلا الدرجات ولا الشهادات ولا النتائج هي من تقود للنجاحات العظيمة وإنما الفضول والتعطش لكسب المعلومات الجديدة ولتعلم المهارات القوية. وفقا لقاموس كامبريدج، فإن الفضول هو “الرغبة والحرص على التعلم”.
وهناك أربع أسباب حول أهمية الفضول ذكرها Albert Einstein في مقالته The Importance of Being Curious :
- يجعل عقلك نشطًا
دائمًا ما يطرح الأشخاص الفضوليون الأسئلة ويبحثون عن الإجابات مما يجعل عقولهم نشطة دائما. وبما أن العقل يشبه العضلة التي تصبح أقوى من خلال التمرين المستمر، فإن التمرين العقلي الناتج عن الفضول يجعل عقلك أقوى وأقوى.
- يجعل عقلك ملاحظاً للأفكار الجديدة
عندما تشعر بالفضول تجاه شيء ما، فإن عقلك يتوقع أفكارًا جديدة تتعلق بالموضوع. وعندما تأتي الأفكار سوف تتعرف عليها وبدون فضول، قد تمر الأفكار أمامك مباشرة ومع ذلك تفتقدها لأن عقلك غير مستعد للتعرف عليها. فتأمل كم عدد الأفكار العظيمة التي ربما ضاعت بسبب ضعف الفضول؟
- إنه يفتح عوالم وإمكانيات جديدة
كونك فضوليًا، ستتمكن من رؤية عوالم وإمكانيات جديدة لا تكون مرئية عادةً لأنها مخفية خلف سطح الحياة الطبيعية، ويتطلب الأمر عقلًا فضوليًا للنظر تحت السطح واكتشاف هذه العوالم والإمكانيات الجديدة.
- يجلب الإثارة إلى حياتك
حياة الأشخاص الفضوليين بعيدة كل البعد عن أن تكون مملة. فهي ليست مملة ولا روتينية، فهناك دائمًا أشياء جديدة تجذب انتباه الشخص الفضولي، وهناك دائمًا “ألعاب” جديدة للعب بها وبدلاً من الشعور بالملل، يتمتع الأشخاص الفضوليون بحياة مليئة بالمغامرات.
ومن الطرق المميزة لمساعدة الطلاب على تنمية فضولهم:
أولاً: طرح الأسئلة: غالبًا ما يكون المعلم هو المحرك الأساسي لطرح الاسئلة ولكن جرّب أن تدع الطلاب يسألون أكبر عدد من الاسئلة.
ثانياً: اقرأ على طلابك: اجعل طلابك يستمعون لقراءتك واختياراتك للكتب المفيدة ويشاركون اراءهم بعد ان اكتسبوا حصيلة جيدة من المفردات.
ثالثاً: اخلق وقتًا مستقطعًا للتفكير: هذا الوقت سيساعدهم على استكشاف جوانب من تفكيرهم وذلك عبر الكتابة عن أبرز ما تعلموه أو تمثيل ما اكتسبوه من مهارة.
رابعاً: أترك لهم فرصة اختيار أنشطة التعلم بأنفسهم: هناك ثمانية ذكاءات ولابد أن نؤمن أن الطلاب لا يتعلمون بنفس الطريقة فالطالب المستمتع بحل المسألة قد لا يستمتع بالرسم والأعمال اليدوية.
والفضول ينمو ويتضاعف في التعليم الإلكتروني حيث أنك على بعد ضغطة واحدة من كم المعلومات المهول والمنظم، فنظرية كيلر ركزت على إضفاء الفضول كأساس لتصميم الدورات التدريبية.
وعند تصميم الدورات التدريبية هناك أسس تساعد في نمو الفضول لدى الطلاب تتلخص في الآتي:
أ. منح الطلاب الاستقلال الذاتي:
يكون الاستقلال الذاتي عبر إتاحة الفرصة للطلاب باستكشاف المادة التدريبية بأنفسهم مع كامل الحرية حول أخذ ما يناسبهم من المعارف تحت جدول صارم. ومنها كذلك إمكانية الوصول لكافة محتويات المادة التدريبية في أي وقت.
ب. تقديم التدريب من خلال مجموعة متنوعة من الوسائط:
تمكين الفضول هو كل شيء عبر تقديم التدريب في مجموعة من التنسيقات الجذابة عبر مقاطع الفيديو والرسوم البيانية والبودكاست والأوراق البيضاء والندوات عبر الإنترنت إلى التعلم الإلكتروني وألعاب التعلم!
ج. الترويج للدورات:
الابتكار في ترويج الدورات بأجزاء جاذبة من المحتوى، حاول جعل المستفيدين يجلسون على حافة كراسيهم بانتظار المعلومات المقدمة وكذلك عبر الترويج المنتظم كفيديو تعليمي في الساعة الثالثة من يوم الجمعة لمدة عشرة أسابيع.
د. الأسلوب القصصي:
عبر الفهم الدقيق لطلابك ثم تصميم الشخصيات المساندة لقصتك لجذب الانتباه مع الحرص على ربط وقائع القصة مع حياة الطلاب واهتماماتهم.
وقد وضع تود كاشدان ورفقائه مقياس لقياس درجة الفضول عبر ستة أبعاد هي بهجة الاستكشاف وحساسية الحرمان وتحمل الإجهاد والفضول الاجتماعي العام العلني والفضول الاجتماعي الخفي والبحث عن الإثارة. ويندرج تحت كل بعد مجموعة عبارات يحدد إجاباتها مدى تحقق درجة الفضول كما الآتي:
بعد بهجة الاستكشاف
- أنظر إلى المواقف الصعبة على أنها فرصة للنمو والتعلم.
- أبحث عن مواقف من المحتمل أن أضطر فيها إلى التفكير بعمق في شيء ما.
- أستمتع بالتعلم عن مواضيع غير مألوفة بالنسبة لي.
- أجد أنه من الرائع تعلم معلومات جديدة.
بعد حساسية الحرمان
- التفكير في حلول للمشاكل المفاهيمية الصعبة يمكن أن يبقيني مستيقظا في الليل.
- يمكنني قضاء ساعات في مشكلة واحدة لأنني لا أستطيع الراحة دون معرفة
- أشعر بالإحباط إذا لم أتمكن من إيجاد حل للمشكلة، لذلك أعمل بجدية أكبر على حلها.
- أعمل بلا هوادة على المشاكل التي أشعر أنه يجب حلها
بعد تحمل الإجهاد
- أدنى شك يمكن أن يمنعني من البحث عن تجارب جديدة.
- لا أستطيع التعامل مع الضغط الذي يأتي من الدخول في مواقف غير مؤكدة.
- أجد صعوبة في استكشاف أماكن جديدة عندما أفتقد الثقة في قدرتي
- من الصعب التركيز عندما يكون هناك احتمال أن أكون مخطئًا
بعد الفضول الاجتماعي العلني
- أطرح الكثير من الأسئلة لمعرفة ما يثير اهتمام الآخرين.
- عند التحدث إلى شخص متحمس، أشعر بالفضول لمعرفة السبب.
- عند التحدث إلى شخص ما، أحاول اكتشاف تفاصيل مثيرة للاهتمام عنه.
- أحب معرفة لماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها.
بعد الفضول الاجتماعي الخفي
- عندما يجري أشخاص آخرون محادثة، أحب معرفة ما يدور حوله.
- عندما أكون حول أشخاص آخرين، أحب الاستماع إلى محادثاتهم.
- عندما يتشاجر الناس، أحب أن أعرف ما يحدث.
- أبحث عن معلومات حول الحياة الخاصة للناس في حياتي.
بعد البحث عن الإثارة
- المخاطرة مثيرة بالنسبة لي.
- عندما يكون لدي وقت فراغ، أريد أن أفعل أشياء مخيفة.
- إن إنشاء مغامرة أثناء ذهابي يعتبر أكثر جاذبية بكثير من المغامرة المخطط لها.
- أفضل الأصدقاء الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم.
الطريقة الأكثر قدرة على التأثير في طريقة تفكيرك ونموك المهني والشخصي وقدرتك على التطور ومواكبة المستجدات وتعلم كل جديد ثم التأثير بمن حولك بما فيهم طلابك وزملائك ومرؤوسيك.
مراجع قد تثير فضولك نحو الفضول في التعلم:
https://www.growthengineering.co.uk/what-is-curiosity/
https://andersonuniversity.edu/wp-content/uploads/2015/08/importance-of-being-curious.pdfً
Image by Adrian Balea from Pixabay
كتابة: خيرية القحطاني
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *