تعرف بيئات الإرشاد الإلكترونية بأنها بيئات إلكترونية متكاملة و متنوعة من المثيرات يقوم بإعدادها المرشد وفقا لنموذج التصميم التعليمي لبرمجيات الإرشاد الإلكترونية وفي ضوء استراتيجيات يتفاعل معها المسترشد أو الطالب لتحقيق أهداف إرشادية محددة يصل من خلالها المسترشد إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني، والاجتماعي.
يعرف التصميم التعليمي لبيئات الإرشاد الإلكترونية إجرائيًا بأنه الخطوات والإجراءات والمهارات الرئيسة والفرعية لتصميم وإنتاج بيئات الإرشاد الإلكترونية وفقا لنموذج التصميم التعليمي.
و يمكن تلخيص خطوات النموذج المقترح لتصميم وإنتاج بيئات الإرشاد الإلكترونية في المراحل التالية:
المرحلة الأولى: مرحلة التحليل
وتشمل الخطوات التالية:
أولاً: تحليل المشكلة و تقدير الإحتياجات
المشكلة أو الحاجة هي وجود فجوة أو إنحراف بين مستوى أداء المسترشدين في الوضع الراهن ومستوى الأداء المرغوب فيه، وتهدف هذه العملية إلى تحديد المشكلات والاحتياجات للمسترشدين، وصياغتها في شكل غايات أو أهداف عامة وتمر بالخطوات التالية:
(1) تحديد الواقع الفعلي للمسترشدين باستخدام أدوات قياس متعددة.
(2) مقارنة بين مستويات الأداء الحالي بمستويات الأداء المرغوب، لتحديد حجم الفجوة أو الإنحرافات بينهما، ثم صياغة قائمة بهذه المشكلات أو الحاجات.
(3) ترتيب أولويات المشكلات أو الحاجات حسب الأهمية .
(4) تحديد طبيعة المشكلة التي تواجه المسترشدين وأسبابها، لمعرفة ما إذا كانت إرشادية وتحتاج إلى تصميم أم أنها مشكلة إدارية أو تنفيذية لا تحتاج إلى تصميم تعليمي.
(5) اقتراح الحلول الإرشادية الممكنة والمناسبة للمشكلات وصياغتها وترتيب أولويتها.
(6) تحديد الأداء المثالي المرغوب من المسترشد، من مصادر متعددة، وإعداد قائمة بالغايات أو الأهداف العامة التي ينبغي أن يتمكن منها المسترشدون.
ثانياً: تحليل المهمات الإرشادية:
ويقصد بها تحليل الغايات أو الأهداف العامة إلى مكوناتها الرئيسية والفرعية. والمهمات الإرشادية ليست هي الأهداف، ولكنها أشبه بالموضوعات أو المفاهيم أو المهارات أو العناوين الرئيسة والفرعية في الموضوع وتشتمل على الخطوات التالية:
(1) تحديد المهمات الإرشادية النهائية.
(2) تفصيل هذه المهمات إلى مهمات رئيسة ومهمات فرعية، باستخدام أحد أساليب التحليل المناسبة لطبيعة المهمات الإرشادية التي تناسب خصائص المسترشدين.
(3) تقويم التحليل: وذلك عن طريق إعادة التحليل بطرائق أخرى وآراء الخبراء.
(4) إجراء التعديلات اللازمة والتوصل إلى التحليل النهائي.
(5) رسم خريطة معرفية للمهمات النهائية المطلوبة من المسترشد.
(6) تحديد المتطلبات السابقة للإرشاد على خريطة التحليل.
ثالثاً : تحليل خصائص المسترشدين : ويشمل :
(1) تحليل الخصائص العامة للمسترشدين الذين يستهدفهم البرنامج الإرشادي من حيث الخصائص العقلية والانفعالية.
(2) تحديد وتحليل الخصائص والقدرات الخاصة, وتشمل: الفيزيائية وسلامة السمع والبصر, والاهتمامات والميول, ومستوى الدافعية والإنجاز, والمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، والقدرات العقلية والرياضية واللغوية والبدنية.
(3) قياس مستوى السلوك المدخلي, وتحديده على خريطة تحليل المهمات الإرشادية, ويقصد به المعارف والمهارات التي يمتلكها المسترشدون بالفعل عند البدء في عملية الإرشاد.
رابعاً : تحليل طبيعة بيئة الإرشاد الإلكترونية
و يقصد بها مكونات وخصائص ومعايير ومتطلبات بيئات الإرشاد الإلكترونية.
خامساً : تحليل الموارد والقيود في بيئة الإرشاد الإلكترونية
ويقصد بها تحديد وتحليل الموارد والتسهيلات, والقيود والمحددات الإرشادية, والمالية، الإدارية, والبشرية, الخاصة بعمليات التصميم، والتطوير, والاستخدام, والإدارة, والتقويم.
المرحلة الثانية : مرحلة التصميم
تهدف عمليات التصميم إلى وضع الشروط والمواصفات الخاصة بمصادر التعلم وعملياته وتشمل:
أولاً: تحديد الهدف العام للبرنامج الإرشادي
تنمية بعض المعارف والمهارات والاتجاهات المرتبطة بمحتوى البرنامج الارشادي.
ثانياً: تصميم الأهداف السلوكية
الهدف السلوكي هو عبارة دقيقة قابلة للملاحظة والقياس, تصف شروط المسترشد بعد الانتهاء من عملية الإرشاد وتتم من خلال ترجمة خريطة المهمات الإرشادية إلى أهداف سلوكية, وصياغتها صياغة جيدة, حسب نموذج مناسب, مثل نموذج”ABCD” : ( المسترشد A ، السلوك B ، الشروط C ، درجة الأداء أو المحكات D
ثالثاً : تحديد مستوى البرنامج الإرشادي ويشمل:
– برنامج إرشاد وقائي: وله ثلاث مستويات:
الوقاية الأولية (محاولة منع حدوث المشكلة بإزالة الأسباب قبل الحدوث).
الوقاية الثانوية (محاولة الكشف المبكر وتشخيص الاضطراب في مرحلته الأولى لمنع تطوره).
الوقاية من الدرجة الثالثة (محاولة تقليل أثر إعاقة الاضطراب أو المشكلة).
– برنامج إرشاد نمائي: يهدف إلى زيادة كفاءة الطلاب بإمكاناتهم وتوجيهها إلى أقصى ما تسمح به من النمو والتطور.
– برنامج إرشاد علاجي: يهدف إلى مساعدة المسترشد على مواجهة المشكلات والتخفيف من آثارها السلبية.
رابعاً : تحديد أساليب الإرشاد: من خلال:
– الإرشاد المباشر: أسلوب يتمركز حول المرشد من خلال الاهتمام بمشكلة المسترشد وتوجيهه نحو السلوك الصحيح.
– الإرشاد غير المباشر: أسلوب يتمركز حول المسترشد من خلال تفريغ انفعالاته ومشكلاته والوصول إلى اتخاذ قرارات بنفسه لحل مشكلاته من خلال بناء علاقه بين المرشد والمسترشد يسودها الاحترام والتقدير والتشجيع.
– الإرشاد الإختياري ( الإنتقائي): هو استخدام المرشد أكثر من أسلوب في تقديمه العون والمساعدة للمسترشد.
خامساً : تحديد نمط الإرشاد:
يقصد بنمط الإرشاد حجم المجموعة المستقبلة لعملية الإرشاد، و لكل نمط أسلوبه المناسب، وبعض هذه الأساليب يمكن استخدامها مع أكثر من نمط، وتحديد نمط الإرشاد مطلب ضرورى لرسم استراتيجية الإرشاد، واختيار مصادر الإرشاد المناسبة لتشمل:
– نمط الإرشاد الجماهيري: يوجه إلى كل المسترشدين، وتشمل كل أساليب الإرشاد عن بعد: المحاضرات، وعروض الوسائط المتعددة، والبيانات والعروض العملية.
– نمط الإرشاد الجماعي في مجموعات كبيرة: هو الأكثر شيوعاً في المدارس والجامعات، ومن أساليبه المحاضرة، وعروض الوسائل السمعية البصرية الجماعية التقليدية.
– نمط الإرشاد في مجموعات صغيرة: يتكون من 3-5 أفراد، وأساليبه الشائعة هي: جلسات العصف الذهني، الحوار والمناقشة.
– نمط الإرشاد الفردي المستقل: وأساليبه متعددة وأهمها: أسلوب الإرشاد الموجه بأوراق العمل، نظام الإرشاد الموجه سمعياً.
سادساً : تحديد مستوى توظيف التعلم الإلكتروني:
مستوى توظيف استخدام التعلُّم الإلكتروني إلى جانب التعلم الصفي التقليدي في عملية الإرشاد، و يتدرج من التوظيف الجزئي المساعد لدعم عملية الإرشاد إلى توظيف التعلم الإلكتروني وحده منفردا في إنجاز عملية الإرشاد، مرورا بالتوظيف المدمج المشارك مع الإرشاد التقليدي للمشاركة في تحقيق أهداف الإرشاد.
سابعاً : تصميم و اختيار المحتوى الإرشادي:
يتم تم تحديد محتوى البرمجية بحيث تحقق الأهداف السلوكية السابقة وتنظيمه حسب ترتيب الأهداف السلوكية و يراعى في المحتوى طبيعة المهمات الإرشادية, وخصائص المسترشدين, ويقوم على أساس حاجات المسترشدين ورغباتهم .
– تلقيني: مدخل يركز على المرشد و تعليماته.
– بنائي: يركز على المسترشد.
– وصول حر: يكون للمسترشد الحرية في اختيار المعلومات.
– هجين: دمج مدخلين أو أكثر من المداخل السابقة.
ثامناً : تنظيم المحتوى الإرشادي:
يتم تنظيم المحتوى الإرشادي وفق أي نموذج من نماذج تنظيم المحتوى مثل التنظيم الخطي والتنظيم الهرمي والتنظيم الحلزوني والتنظيم الشبكي والتنظيم الهجين.
تاسعاً : تحديد استراتيجيات الإرشاد الإلكتروني :
هي خطة يستخدمها المرشد لتوصيل المحتوى الإرشادي لتعديل سلوك المسترشد كما يتم فيها تحديد الأنشطة التي يقوم المرشد والأنشطة التي يقوم بها المسترشد و هناك العديد من استراتيجيات مثل استراتيجية المحاضرة والمقابلة الارشادية والألعاب التعليمية وحل المشكلات والاكتشاف الالكتروني واستراتيجية المناقشة الإلكترونية.
عاشراً : تحديد أساليب الدعم والتوجيه في بيئة الإرشاد الإلكتروني :
يشمل أسلوب دعم الأداء للمسترشد من خلال أساليب التواصل المباشر وغير المباشر ويمكن تصنيف أساليب الدعم والتواصل الإلكتروني في برمجيات الإرشاد الإلكترونية إلى :
– نمط التواصل المتزامن: هو نمط يتفاعل فيه المرشد والمسترشد في بيئة الإرشاد الإلكترونية في نفس الوقت وفي أي مكان من خلال غرف المحادثة التي تتيح الحوار المباشر (سواء نصية أو صوتية أو مرئية).
– نمط التواصل غير المتزامن: نمط يتواصل فيه المرشد والمسترشد في بيئة الإرشاد الإلكترونية في أي وقت وأي مكان مثل المنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي التي تتيح الحوار غير المباشر بين المرشد وكافة المسترشد.
– نمط التواصل المتزامن وغير المتزامن: هو الدمج والتكامل بين نمط التواصل المتزامن وغير المتزامن.
الحادي عشر: تصميم سيناريو التفاعلات الإرشادية :
السيناريو خريطة إجرائية تشتمل على خطوات تنفيذية لإنتاج برمجيات الإرشاد الإلكترونية، تتضمن كل الشروط والمواصفات والتفاصيل الخاصة بهذه البيئة الإلكترونية والإرشادية.
المرحلة الثالثة: مرحلة التطويروالإنتاج الفعلي
يقصد بعمليات التطوير التعليمي العمليات التي يتم من خلالها تحويل السيناريو إلى بيئة إرشاد الكتروني جاهزة للاستخدام وتشتمل على الخطوات التالية :
أولاً : تجهيز متطلبات إنتاج بيئة الإرشاد الإلكترونية
تتمثل هذه المتطلبات في:
– الأجهزة: تتمثل في جهاز كمبيوتر متعدد الوسائط متصل بشبكة الإنترنت.
– البرامج: و تشمل برامج مكونات عناصر الوسائط المتعددة و برامج التأليف والتصميم.
ثانياً : تجهيز عناصر الوسائط الفائقة
تشمل إعداد وتجهيز عناصر الوسائط المتعددة التي تشمل النصوص والأصوات والموسيقى والصور الثابتة والمتحركة.
ثالثاً : اختيار برنامج التأليف
يتم اختيار برنامج تأليف يتميز بسهولة في الاستخدام وتعدد في الإمكانات والدعم للشبكات.
رابعاً : تحويل تصميم سيناريو التفاعلات
يتم في هذه المرحلة تنفيذ السيناريو المعد لإنتاج البرمجية في صورتها الأولية باستخدام برنامج التأليف.
خامساً : تصميم واجهات التفاعل:
تشمل تصميم شاشات البرمجية والتفاعلات التي تتم في كل شاشة.
سادساً : إعداد الصورة الأولية لبرمجية الإرشاد:
يتم فيها الإصدار الأول أو النسخة المبدئية لبيئة الإرشاد و تشغيلها.
المرحلة الرابعة: مرحلة التقويم
أولاً : إجراء التقويم البنائي:
بعد الانتهاء من عمليات الإنتاج الأولى لنسخة العمل، يتم تقويمها وتعديلها، قبل البدء فى عمليات الإخراج النهائي لها، ويتضمن التقويم البنائي عرض النسخة المبدئية على خبراء متخصصين في الإرشاد التربوي وتكنولوجيا التعليم، للتأكد من مناسبتها لتحقيق الأهداف، وتسلسل العرض، ومناسبة العناصر المكتوبة والمرسومة والمصورة، وجودتها، والترابط والتكامل بين هذه العناصر، وسهولة الاستخدام، بالإضافة إلى كل النواحي التربوية والفنية الأخرى.
ثانياً : تعديل بيئة الإرشاد:
إجراء التعديلات اللازمة على نسخة العمل المبدئية، في ضوء نتائج التقويم البنائي.
ثالثاً : إجراء التجربة الإستطلاعية للبرمجية:
يهدف تطبيق التجربة الاستطلاعية على عينة من المسترشدين المستهدفين إلى التعرف على مدى سهولة أو صعوبة التعامل مع بيئة الإرشاد والتعرف على المشكلات التي يمكن أن تواجه المسترشد أثناء الاستخدام بالإضافة إلى تلقي بعض المقترحات والآراء بخصوص طبيعة عملية الإرشاد من خلال البرمجية.
رابعاً : الإخراج النهائي لبيئة الإرشاد:
بعد الإنتهاء من عمليات التقويم البنائي للبرمجية، وإجراء تعديل وتطوير البرمجية، يتم إعداد النسخة النهائية لبيئة الإرشاد.
المرحلة الخامسة: مرحلة النشر والاستخدام والمتابعة:
أولاً : إعداد دليل المسترشد:
يكون في شكل كتيب صغير، ويمكن أن يكون جزءاً من محتويات البرمجية.
ثانياً : نشر وتوزيع البرمجية:
إما أن يتم نشر البرمجية في أقراص مدمجة أو كموقع على الويب أو كتطبيق على الجوال حسب طبيعة بيئة الإرشاد .
ثالثاً : الإعلانات الموجهة عن البرنامج الارشادي:
من خلال التعريف والإعلان عن بيئة الإرشاد الإلكترونية وإمكاناتها وتعميم استخدام البرمجية ومتابعتها في الأداء.
رابعاً : المتابعة والتقويم المستمر:
تجري المتابعات المستمرة للبرمجية، لمعرفة ردود الفعل، وإمكانيات التطوير المستقبلي وتتم من خلال:
– تقويم المسترشد:
من خلال أدوات وأساليب التقويم المباشرة مثل الاستبانات والاختبارات والمقاييس والسجلات وأساليب التقويم غير المباشرة مثل الملاحظة والمقابلة.
– تقويم بيئة الإرشاد:
من خلال تحديد مواطن القوة والضعف والتهديدات والفرص المتاحه بالبرمجية.
و يمكن تلخيص نموذج التصميم التعليمي المقترح لبيئات الإرشاد الإلكترونية في الشكل التالي:
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *