aisc
saudistem

المراكز الإعلامية ودورها في صناعة الطالب القدوة

المراكز الإعلامية ودورها في صناعة الطالب القدوة
حنان سعيد الغامديرئيسة وحدة التدريب والتنمية المهنية بإدارة الإعلام التربوي بتعليم جدة

يعتبر الإعلام بعداً رئيساً يميز عالم القرن الواحد والعشرون، وهو أحد الدعائم الاستراتيجية لبناء مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية لكل المجتمعات.

وعليه فإذا كانت المدرسة لها مهمة تنشئة وإعداد أجيال اليوم للغد، فقد أصبح لزاما عليها التحكم في التدفق المعلوماتي لمختلف المجالات التربوية، والاقتصادية، والعلمية، والتكنولوجية، والاجتماعية، لتمكين الأجيال من التكيف والتأقلم مع مستجدات العصر. ذلك أن المعلومات لها وظيفة تربوية في تشكيل مواقف واتجاهات الانسان وفي بناء شخصيته، وهو ما يجب على المدرسة مواكبة  هذا التطور بإدخال العملية الإعلامية وتقنيات الاتصال ضمن النشاطات التربوية الأساسية لبلوغ أهدافها وغاياتها المنشودة المتمثلة في تكوين إنسان مندمج في مجتمعه ومنضبط وفق قيم وقوانين ومتفتح على العالم.

ويعتبر الإعلام المدرسي جزءً لا يتجزأ من العملية التعليمية وله دور كبير في بناء شخصية الطلاب وخاصة في عصرنا الحاضر عصر العولمة والانفتاح وانتشار الإعلام المعاصر والبث المباشر بسلبياته وإيجابياته وتلمسا ً لهذه الأهمية ندعو الميدان التعليمي إلى تبني فكرة إنشاء المراكز الإعلامية وتفعيلها  بهدف خلق  جيل من الطلاب والطالبات يعي قضايا وطنه ويتفاعل معها  ويكون له دور فاعل وإيجابي حيال جميع القضايا،  وتعزيزا لما يمكن أن تحققه المراكز الإعلامية في تطبيق برنامج “كيف نكون قدوة؟” بحكم طبيعة عملها فهي تعتبر رافدا من روافد التأثير والتوجيه ونمو الأفراد وتطورهم المعرفي والسلوكي وذلك بصناعة “الطالب القدوة”.

وتعد المراكز الإعلامية بمدارس التعليم العام نواة للإعلام التربوي التي تعمل على صقل واستثمار مواهب الطلاب الإعلامية وتثقيف النشء بالتعامل الأمثل مع وسائل الإعلام المتنوع إلى جانب إعداد جيل من الإعلاميين المدربين للقيام بواجبهم تجاه رسالتهم الوطنية.

وتعقيبا على السابق في دراسة لـ ( السناني، 1433هـ) “عن  دور الإعلام التربوي في غرس القيم الأخلاقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية ” جاء دور الإعلام التربوي في غرس قيمة طاعة ولاة الأمر في المرتبة الأولى من خلال قراءة الأحاديث النبوية في الإذاعة المدرسة التي تحث على طاعة ولاة الأمر.

وأشار ( الحارثي، 1429هـ) في دراسة عن ” إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفكري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمنطقة مكة المكرمة من وجهة نظر مديري ووكلاء المدارس والمشرفين التربويين” حققت أهمية إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفكري لدى الطلاب درجة ” عالية جداً”.

ويرى باحثون في هذا المجال أن هناك عدة أهداف يمكن تحقيقها من خلال الأنشطة الإعلامية التي تمارس داخل المدرسة من أهمها:

– تنمية مشاعر الانتماء للوطن لدى الطلبة والمعلمين.

– تنمية السلوك الإبداعي لدى الطالب، من خلال تنمية قدرته على التخيل، بمصاحبة الأنشطة المختلفة التي تقدم له عبر برامج الإعلام التربوي.

– إعداد الطلاب بشكل يسمح لهم باستخدام وسائل الإعلام بشكل جيد.

– تطوير قدرة الطلاب على الاستنتاج بشكل يسمح لهم باتخاذ القرارات التي تتلاءم مع المعايير الأخلاقية وذلك من خلال مضمون الرسائل الإعلامية المختلفة التي تقدم لهم عبر الأنشطة الإعلامية المدرسية.

– ترسيخ المناهج الدراسية وتوضيحها بشكل تطبيقي مبسط بعيداً عن أسلوب التلقين.

– دعم التكامل التربوي القائم بين البيت والمدرسة من خلال إيجاد وسائل اتصال فعالة تنقل وجهات النظر بين الطرفين. فصحيفة المدرسة التي تدخل منازل الطلاب تساهم في نقل وجهة نظر الطلاب والمدرسين إلى الأهل، مما يساعد في دفع العملية التعليمية إلى الأمام.

– شرح السياسات التربوية والأنظمة التعليمية وتوضحيها للطلاب وأولياء الأمور، مما يسهم في إنجاحها والتفاعل معها.

– إغناء الحياة الثقافية للطلاب، وحثهم على المشاركة فيها بشكل فعال.

– تدعيم الأنشطة المدرسية المختلفة والمشاركة فيها، ونقدها وتقييمها، مما يعطيها دفعاً كبيراً ويجعلها عاملا أساسياً من عوامل نجاح العملية التعليمية.

 

إن تفعيل دور المراكز الإعلامية في المدارس يعكس رؤية المملكة 2030 بضرورة إعداد جيل قوي واع بكافة متغيرات الحياة.  وحتى تصل المراكز الإعلامية في المدارس إلى المستوى المطلوب هناك عدد من الخطوات لا بد من إنجازها ومنها:

– العمل على وضع خطط ثابتة لتفعيل الإعلام التربوي حتى يعمل بالشكل الصحيح ويدعم العملية التعليمية>

– توفير المكان المناسب في المدارس الرائدة كمقر لعمل المركز الإعلامي وتجهيزه بكل ما يحتاجه من مواد وأدوات وسجلات.

– التواصل مع الإعلاميين في المجتمع المحلي للاستفادة من خبراتهم في دعم الإعلام المدرسي.

– دعوة المعلمين لإكساب الطلاب المهارات التي تعتمد على التفكير الناقد المفيد في العمل الصحفي.

– إنشاء لجنة من قبل التربويين والاعلاميين في المجتمع لتعمل كدور تقييمي لهذه المراكز.

 

المراجع:

السناني، عبدالمجيد عيد ( 1433هـ). دور الإعلام التربوي في غرس القيم الأخلاقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية بالمدينة المنورة، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.

الحارثي، زيد بن زيد (1429هـ ). إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفكري لدى طلاب المرحلة الثانوية بمنطقة مكة المكرمة من وجهة نظر مديري ووكلاء المدارس والمشرفين التربويين. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى. مكة المكرمة.

الصالحي، أحمد خليل (2015). فن الخبر الصحفي. دار أسامة، الأردن.

مصطفى، فريد (2015). تكنولوجيا الفن الصحفي. دار أسامة، الأردن.

الغامدي، ماجد جعفر (2017). صناعة المحتوى الإعلامي، الرياض، المملكة العربية السعودية.

الدليمي، عبدالرزاق محمد (2011). الإعلام التربوي. دار المسيرة، الأردن.

 

 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو

ltexpo