نعيش هذه الأيام تجربة فريدة في تاريخ البشرية لم يعشها الإنسان من قبل، حيث أقفلت العديد من المدارس حول العالم لتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي والذي يهدف إلى تقليل نسبة انتشار فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
ولذلك تخشى المنظمات العالمية مثل منظمة اليونيسكو ومنظمة اليونيسف أن يؤدي هذا الإقفال والتعليق إلى تسرب العديد من الطلاب عن الدارسة، وخاصةً في المناطق التي تعاني ضعفاً اقتصادياً واجتماعياً. إذ وضحت اليونيسف في موقعها الرسمي “بعد مرور أسبوع على الإعلان عن تحول تفشي مرض (كوفيد-19) إلى جائحة، يتواصل ازدياد حالات الإصابة في العالم. وبات مئات ملايين الأطفال خارج المدارس، وبدأ الوالدون ومقدمو الرعاية يعملون عن بُعد عندما يتيسر لهم ذلك، وأُغلقت الحدود، واضطربت حياة الناس.”
إن المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة التعليم قدمت العديد من البدائل الرقمية من أجل ضمان استمرار وصول جميع المتعلمين إلى مصادر التعلم المختلفة، ويعمل نظام التعليم عن بُعد في المملكة على تقديم العديد من الشروحات التعليمية والدروس إلى جميع الطلاب والطالبات في منازلهم من خلال منصات تعليمية أقرتها وزارة التعليم؛ لتوفير محتوى تعليمي بصورة متكاملة، ودعم الحلول التعليمية البديلة والمناسبة لاستمرارية العملية التعليمية. كما جنّد المعلمون أنفسهم لمتابعة طلابهم من مختلف المناطق من أجل الاستمرار في تقديم الدروس عن بعد أو المتابعة وإرسال الواجبات والمهام والتواصل المستمر مع أولياء الأمور والطلاب.
ليتمكن الطالب خلال ذلك من إكمال تعلمه بمفرده مع الاعتماد البسيط على المعلم كمشرف ومرشد له.
وعلى الجهة الأخرى نجد أولياء الأمور وجدوا أنفسهم يتحملون جزء كبيراً من متابعة أبنائهم ودعمهم وتهيئة السبل لهم للوصول إلى الموارد التعليمية سواء على الانترنت أو البث الفضائي على التلفاز أو متابعة واجباتهم.
وقد يشعر المتعلمين وأولياء امورهم بالقلق من أن التعليم المنزلي غير كافياً، أو أنه لا يحقق ما كانت تقدمه المدرسة التقليدية، وقلقهم محل تقدير إذا ما نظرنا إلى ما كان يقدم بشكل يومي داخل المدرسة أو الحضور المباشر، ولكن قد يتحول هذا القلق إلى شعور بالفشل ومن ثم عدم القدرة على إكمال ومواصلة التعلم.
علينا أن نعي أن تجربة التعليم عن بعد بنسبة 100% هي تجربة فريدة لم تطبق من قبل وأن محاولة إنشاء مدرسة في المنزل هي طريقة غير ناجعة. لأن التعليم المنزلي هو تعليم يختلف تماماً عن مفهوم المدرسة التقليدية. حيث تقع مسؤولية التعلم على الطالب وهو أمر لم يتعلمه أو يعشه مسبقاً. فالدافعية والعوامل النفسية التي تعزز المسؤولية والتعلم المتمركز على المتعلم تشكل وقوداً لعملية التعلم المنزلي.
فما هي الإرشادات التي يمكن أن نراعيها لكي نجعل تجربة التعلم المنزلي أكثر نجاحاً؟
إرشادات للمتعلمين:
– عمل جدول يومي مناسب بحيث لا يزيد عن 4 ساعات يومي تتخلله فترة من الراحة
-إعداد قائمة بالمواد الدرسية حسب البث المتزامن أو غير المتزامن لحضورها بشكل يومي.
-البدء في تحديد المواد التي يتطلب من الطالب تواصل مع المعلم لطلب الدعم والمساندة.
-التركيز أثناء الاستماع للدروس على الانترنت، ويمكن ذلك من خلال استخدام طريقة كورنيل لتدوين الملاحظات أو نافذة التدوين أو حتى خرائط مفاهيمية أو ذهنية من أجل استخلاص أهم النقاط المهمة من اللقاء.
–إكمال المهام والواجبات المطلوبة بعد إنهاء حضور كل جلسة.
-البحث عن موارد داعمة في حال وجدت أن المواد المعروضة لم تساعد على فهمك بشكل كبير.
-تواصل مع زملاءك باستخدام البدائل الإلكترونية المتوفرة للمناقشة حول الواجبات أو المهام اليومية.
-كن متفاعل مع معلمك أثناء الفصول الافتراضية وغرف النقاش واطرح الأسئلة البناءة.
-كافئ نفسك بعد إنجاز واجباتك وإنهاء دروسك.
-أنظر لذلك الموضوع بنظرة إيجابي واجعل من ذلك دافعاً قوياً للاستكمال والمثابرة.
إرشادات للوالدين:
-وفر الدعم النفسي والمعنوي لابنك وأخبره أنك تساعده وأنك تدعمه في رحلته التعليمية.
–اعمل على تنظيم الجدول اليومي معه في حال احتاج إلى مساندتك.
-ساعده في حال استصعبت عليه بعض الدروس، وفي حال لم تستطع ابحث على الانترنت أو تواصل مع المعلم.
-هيئ المنزل والمكان بحيث يكون مناسباً لكي يستمع الأبناء للدروس الحية أو المسجلة.
-قد تستطيع النقاش مع بقية أولياء الأمور في تقديم مقترحات لمساعدة أبناءكم.
-أربط ما تعلمه ابنك في حياته وناقشه فيما تعلم اليوم.
إرشادات للمعلمين:
-ابدأ في تحديد الطريقة المناسبة التي سوف تتواصل بها مع طلابك، مراعياً الطرق النظامية من وزارة التعليم.
-ابدأ في تحديد الدروس التي سوف تعمل لها تسجيل مرئي وحدد المهام بشكل يتناسب للعمل في المنزل.
-أرسل المهام للطلاب والتسجيلات وراعي أن لا يزيد مدة التسجيل عن 10 دقائق وهي الأفضل.
-أرسل لطلابك التوقيت المناسب الذي سوف تكون موجوداً فيه على اتصال مباشر (أون لاين) بحيث يستطيعون سؤالك أو مناقشتك.
-حدد المهام بشكل يومي أو أسبوعي وراعي أن تكون مناسبة وغير مرهقة وتساعد على التفكير وتثير الدافعية.
-في حال اخترت أن تقدم بعض الدروس بشكل مباشر، احرص على أن يكون الوقت مناسباً لجميع الطلاب، وأخبرهم بوقت كافي، ثم تأكد من حضور أكبر عدد ممكن وحاول تسجيل اللقاء لكي يستطيعوا مشاهدته لاحقاً والاستفادة منه.
-اجعل الدروس المباشرة أكثر حيوية من خلال توجيه أسئلة لطلابك ومناقشتهم.
-قم بإعداد اختبار على نماذج جوجل مثلا بعد الدروس المباشرة كنوع من التقييم للتأكد من تحقق أهداف اللقاء.
-أخيراً، كن إيجابياً وانقل الإيجابية لطلابك .
المراجع / https://www.unicef.org/ar
الكاتبة المعلمة: أريج عبدالله الغامدي بالتعاون مع الطالبة: لمى عريشي
1 تعليق
1 التعليق
ام عبدالرحمن
مارس 26, 2020, 1:03 مموضوع هادف ورائع من معلمة مبدعة وطالبة متميزه بارك الله جهودكما
الرداتمنى أن يحظى بإهتمام من المسؤولين ويصل لهن