مرشد سياحي
Ipsef

فاعلية التعلم عبر الانترنت المعتمد على التصميم

فاعلية التعلم عبر الانترنت المعتمد على التصميم
نرجس الرحيلي

نظرًا لأن الطلاب من جميع الأعمار يقضون وقتًا أطول في التعلم عبر الإنترنت، من المجدي طرح السؤال “ما مدى فاعلية التعلم عبر الإنترنت؟”

 

تختلف الإجابة بشكل كبير وتعتمد كليا على تصميم التعلم عبر الإنترنت. تؤكد نظرية التعلم الموجودة أن التعلم يحدث نتيجة للقيام بأشياء “تقع في” حياتنا، مما يوفر سياقًا حقيقيًا لذلك التعلم. ويُعد النشاط والسياق والثقافة أمرًا محوريًا لنظرية التعلم هذه، التي تؤكد على الجانب العملي أكثر من الجانب النظري (التجريدي). فعندما يتعامل الناس مع التحديات اليومية، فإنهم يتعلمون، مما يشير إلى أن التعلم يجب أن يكون مرتبطًا بشكل مباشر بتجربة المتعلم اليومية. لذلك نطرح السؤال التالي، إذا تعلم البشر من خلال المشاركة في حياتهم، فكيف يكون التعلم عبر الإنترنت فعالاً؟

 

من الممكن تصميم التعلم عبر الإنترنت؛ لكن، يجب أن يأخذ تصميم التعلم عبر الإنترنت في الاعتبار أربعة جوانب للتعلم:

1-المحتوى.

2-سياق الكلام.

3-مجتمع الممارسة.

4-المشاركة.

 

أولاً: المحتوى

يجب أن يعطي التعلم الأولوية لتطبيق المعلومات والمهارات في بيئة واقعية وليس الاحتفاظ بها، فكلما زاد التعلم القائم على التجربة اليومية للطلاب، كلما كان أكثر صلة وذا مغزى. وفي كثير من الأحيان تكون المعلومات التي يُطلب من الطلاب قراءتها والتفاعل معها عبر الإنترنت مجردة وغير مرتبطة بحياتهم، لذلك يجب أن يركز التعلم على تحديات الحياة الواقعية.

 

هناك العديد من الأدوات والموارد عبر الإنترنت التي تقوم بعمل جيد لربط التعلم بالحياة، فمثلا تطلب YummyMath من الطلاب تطبيق الرياضيات على مواقف العالم الحقيقي التي تشمل الطعام والرياضة والطقس والأفلام والترفيه والفن.

 

وكذلك يقدم برنامج StudySync Blasts and KQED’s DO NOW الأحداث والقضايا الحالية للطلاب لتشجيعهم على ربط ما يتعلمونه في المدرسة بحياتهم خارج الفصل الدراسي.

 

ثانياً: سياق الكلام

يجب تقديم المعلومات و”المعرفة” في سياقات أصيلة – ومواقف تتضمن عادةً تلك المعرفة – عندما يحدث التعلم في السياق، فإنه يعكس الزمان والمكان والثقافة. التعلم في السياق يجعل التعلم أكثر صلة وقابلية للتطبيق في الحياة. هذا هو الجانب من نظرية التعلم الموجودة التي تبدو أكثر صعوبة في تحقيقها عبر الإنترنت، ومع ذلك، فإن إمكانات تعلم الواقع الافتراضي الخيالي قد تخلق فرصًا للمتعلمين للتعلم في السياق. فهناك بالفعل مؤسسات تعليمية تستخدم الواقع الافتراضي لوضع المتعلمين في سيناريو واقعي لتطبيق معارفهم ومهاراتهم. فمثلاً، يتم استخدام تدريب محاكاة الواقع الافتراضي لمحاكات بيئة مستشفى لتعليم طالب التمريض (Elliman، Loizides، 2016).

 

وللمعلمين الذين لا يستطيعون الوصول إلى معدات وبرامج الواقع الافتراضي، هناك جولات افتراضية عبر الإنترنت مثل تلك التي يقدمها متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي أو جولة الوجهة التفاعلية MoMA متحف الفن الحديث للأطفال.

 

وعلى الرغم من أن هذه العروض الافتراضية تخلق “سياق” للتعلم، إلا أنها لا تعكس حياة الطلاب اليومية.

 

 

ثالثاً: مجتمع الممارسة

يعرف (Wenger, McDermott, and Synder) مجتمعات التعلم بأنها “مجموعة من الأشخاص الذين يشتركون في اهتمام أو في مجموعة من المشكلات أو شغف بموضوع ما، ويعمقون معرفتهم وخبراتهم في هذا المجال من خلال التفاعل بشكل مستمر” (ص 4). ويؤكد هذا التعريف على حاجة المجتمع إلى التواصل والمشاركة. ولكي يكون التعلم عبر الإنترنت فعالاً، يجب على الطلاب التواصل والتعاون وتطوير المعرفة معًا. كما يجب أن يعطي التعلم عبر الإنترنت الأولوية لتطوير مجتمع الممارسة من خلال الاستفادة من الأدوات لتشجيع الطلاب على الاتصال بشكل غير متزامن ومتزامن. وتعد المناقشات ولوحات المناقشة غير المتزامنة عبر الإنترنت عناصر أساسية في التعلم عبر الإنترنت؛ ومع ذلك، فإن فعاليتها تعتمد على قدرة المعلم على تصميم الحوافز الديناميكية وقدرة المشاركين على الانخراط بطريقة جوهرية.

 

فمثلاً تتيح إضافة أدوات مؤتمرات الفيديو، مثل Zoom أو Google Hangout أو Skype، إلى التعلم عبر الإنترنت، اتصالاً فوريًا وبشريًا بشكل أكبر. كما تشجع هذه الأدوات على التفاعل وبناء العلاقات والتعاون بشكل أكثر فعالية من الأدوات التي تسمح فقط بالتفاعلات النصية عبر الإنترنت.

 

رابعاً: المشاركة

سيشارك الأفراد في مجتمع الممارسة على مستويات مختلفة اعتمادًا على دوافعهم للانضمام إلى مجتمع التعلم أو طول الفترة التي كانوا جزءًا من المجتمع فيها. ويجب أن يكون الهدف من التعلم عبر الإنترنت هو زيادة المشاركة لضمان تبادل الطلاب بانتظام للأفكار والتعلم من بعضهم البعض. فكلما تحدث التعلم عبر الإنترنت عن اهتمامات المشاركين وشغفهم، كلما زاد احتمال تفاعلهم مع المحتوى ومع بعضهم البعض.

 

وقد يؤدي التحفيز للمشاركة إلى تحقيق مستويات أعلى من المشاركة. يستخدم بعض التعلم عبر الإنترنت نظامًا للشارات لإنشاء نظام مكافآت للمشاركة. قد يكون هذا مفيدًا للمشارك في بداية دخوله لمجتمع عبر الإنترنت، لكن على المدى البعيد المشاركة هي الحافز الحقيقي وهي مكافأة التعلم. وكلما اكتسب الطلاب فائدة أكبر من المشاركة في دورات عبر الإنترنت ومع بعضهم البعض، كلما زاد احتمال استمرارهم في المشاركة.

 

رابط المقال باللغة الإنجليزية

https://catlintucker.com/2018/02/online-learning-design

 

ترجمة: نرجس الرحيلي

ماجستير تقنيات تعليم

Twitter: @juiceeeeyyyy

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو