تكون داخل مشكلة معينة تحيطك الإحباطات ويرهقك التفكير ويتعبك البحث ويؤلمك الفشل من كل مكان وتشعر أنك في أضعف مرحلة

هل قد شعرت بذلك يوماً؟

إن كنت كذلك فإعلم أنها فترة تمر فيها وليست النهاية

لأنك لست أنت من تحدد النهاية.

كمن يضع البذور الصغيرة ثم شيئا فشيئا تصبح شجرة كبيرة قوية تخرج من عمق الأرض إلى أعالي السماء

ترتفع ولم تبالي

ارتفعتْ بتعب وبصبر وبقوة وشجاعة

امتدتْ ومع الوقت أصبحت شجرة مثمرة

 أو أصبحت بالظل والمنظر النظر تُعرف

فقد نشرت أملاً وأعطتْ نفساً

لم تستسلم ولم تعرف ماهي النهاية

فالمالانهاية غير معروفة وغير محسوبة

لكن نأخذها دائما بالتقريب والتقدير

فلا أقول يجب عليك معرفة نهاية طموحك وحلمك

بل استمر فيه وابذل ما تستطيع

وإن حققت قيمةً مُعرفةً وتقديراً قريب

فأنت وصلت للنهاية المطلوبة

وأعلم أن هناك نهايتان

نهاية موجبة ونهاية سالبة

نهاية للأعلى ونهاية للأسفل

وأنت بيدك تختار الاتجاه

وبيدك أن تضع نقاط خطك ومسار منحناك.

كن واضحاً في هدفك وصادقاً في اعتذارك ودقيقاً في مشاعرك

فالأفضل أن تقول لدي حُلمٌ واحد أريد تحقيقه أو لدي خمسةُ أهدافٍ في حياتي أعمل على انجازها

وأن تحدد مشاعرك بصدق

لا تجعلها ذات نهاية مفتوحة مبهمة

فعدما تقول أحبك كثيراً

اشتاق لك كثيراً

يَكّثر أسفي

ويزداد عتبي

أنت تُدخل نفسك في دوامة غير واضحة

فمن يقول لأحدهم أحبك كثيراً يجد رداً اعتاد الجميع سماعه وقوله (ما مقدار حُبك لي)

فنحن نريد عدد ومقياساً نشعر ونحس فيه بحجم هذا الحب حتى لا نبني قصوراً على حبٍ ليس موجود.

لتكن لكلماتك ثمن وحجم ولأهدافك معيار ومدة.

فسعادة تحقيق الهدف وإنجازه على صورة متكاملة

 أمر رائع وجميل

وإن كنت قد ذقتْ ذلك مرة فإنك تعرف كيف تكرر ذلك

وإن كنت لم تجربه من قبل فلماذا لا تحاول؟

كلاعب كرة القاعدة (البيسبول)

فهو يقف بثبات وعندما يرمي فهو يرمي بثقة لأن أمامه قفاز يهدف إلى إصابته بدقه

 وأصدقاء يقفون خلفه يلتقطون الكرة حتى يصمد على التل ويبدع.

لذلك توقف ثم انظر ثم خطط ودقق وراجع وارسم وبيّن وحدد وارصد واجتهد لحلمك حتى وإن لم يتحقق تكن لم تندم

وابذل وأسعى وكافح واصمد وتفاءل واصبر وتحمل

فأنا أعلم الشعور جيداً

فأنا حلمي أصبح الآن شب مستحيل

كان طموح، كان هدف، كان ومازال 

كنت أعُدّ له اللحظات

وأصبحت الآن أعُدّ له السنوات

ذهبت عشراٌ كاملةٌ ولم يتغير الهدف

أراه أمامي لكن طريقه سرابٌ غير واضح المعالم

أضل أراه لعلّ في يومٍ ما أُمسك بطريقي وأتشبث به

كم هو مؤلم جداً

وكم أن شعور الانكسار مزعج

تمر بلحظات خيبةٍ على العمر والجهد والعمل الذي ضاع

وتمر بلحظات يأسٍ وندم.

لكن بعد ذلك فإنه يبقى شعور تشعر به لكن أعبر منه للأعلى

لا تجعله يعبرك ويجرك للأسفل

وإن لم يتحقق ما تطمح له لا تتوقف تنتظره

فلن تتحرك الدنيا بدل عنك

بل فكر من جديد وابحث عن الحلول وتمسك بالأمل واستمتع بالقليل

وتقوّى واستعد وواصل النظر للأمام واصعد جبل أمجادك وقف على قمةِ انجازاتك

وانظر لنفسك وافتخر بما حققته

حتى وإن كان بسيطاً رتب أولوياتك وأهدافك الطويل منها والقصير

واستمر بالعمل.

فمن له حلمٌ طويلٌ مثلي أو ربما أطول أو لايزال في البداية

العمر يذهب لا يعود

والوقت يمضي لا ينتظر

فلا تقف في منتصف الطريق ولا تكن في دائرة فارغة تدور

اصعد الصندوق وانظر من فوق سطحه

وشاهد مجريات خطوطك وتوجهات أهدافك ونقاط بدايتك.

فالحياة نعيشها مرة واحدة لن تتكرر ولن تعود

لا تضيعها ولا تقضيها وحيداً أو حزيناً أو مشغولاً

عِيّشها بتفاؤل وسعادة وتوازن

وعِيش كل يوم فيها وكل لحظه.

وطبق أشهر مقولةٍ للراحل الدكتور إبراهيم الفقي:

“عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك

عش بالأمل، عش بالكفاح، عش بالصبر

عش بالحب، وقدّر قيمة الحياة.”

ونهاية كل حلم وطموح إنجازٌ منتظر وفرحٌ طويل

فالبدايات متعبةٌ شاقة ثقيلة

لكن التفاؤل مُسكن للنفس والصبر دواء

اجتهد ويوماً ما ستقطف الثمر.

وبما أن النهاية لم تكتب بعد

لا تستسلم

وفي الختام.. سطّرتُ بعضاً من كلماتي علّها ترسم لأحدهم طريقاً أو تعطي آخراً مساراً وتفتح له الأفاق.

Image by Tumisu from Pixabay