لقدْ كانَ الإشرافيُ التربويُ يقدمُ الكثيرُ منْ المهامِ تجاهَ المدرسةِ ويغلبُ على أكثرها الفرديةُ وذاتَ اتجاهِ منْ القمةِ إلى القاعدةِ، ومعَ انطلاقِ نموذجِ الإشرافِ القائمِ على تمكينِ المدرسةِ تحولتْ المهامُ والأعمالُ نحوَ تمكينِ المدرسةِ بوصفها المسؤولَ والعارفَ بحالها وهيَ الأقدرُ على سدِ احتياجاتها منْ خلالِ تمكينِ قدراتها والاستفادةِ منها. ويأتي دورُ الإشرافِ هنا لتقديمِ الدعمِ والمساندةِ للمدارسِ في جوٍ يسودهُ التشاركُ والتعاونُ حولَ توليدِ العديدِ منْ الأفكارِ في عصفٍ ذهنيٍ يحققُ أعلى معاييرِ اختيارِ أفضلِ الأفكارِ التي تساعدُ المدرسةُ على رفعِ مستواها نحوَ التميزِ في مجالِات: الإدارةِ المدرسيةِ، نواتجُ التعلمِ، التعليمِ والتعلمِ، والبيئةِ المدرسيةِ.

إنَ عمليةَ التحولِ والتغييرِ التي تمرُ بها المدرسةُ هيَ عمليةٌ صحيةٌ جيدةٌ تقودُ المدرسةُ إلى تحملِ مسؤولياتها واستثمارِ إمكاناتها بالتعاونِ معَ فريقِ الدعمِ والمساندةِ الذي يقعُ عليهِ دورٌ كبيرٌ في دعمِ المدرسةِ بأفضلِ التجاربِ بوصفهمْ خبراء في هذا المجالِ ولكيْ تحققَ المدرسةُ نتائجَ جيدةً في هذا النموذجِ يتوقعُ منها أنْ تكونَ واعيةً لأهدافِ التقويمِ الذاتيِ ومجالاتهِ ومعاييرهِ.

كما على المدرسة أنْ تكونَ قادرةً على فهمِ احتياجاتها ودعمها ومعرفةُ قدراتها واستثمارها وتتشربُ ثقافةُ التقويمِ الذاتيِ حتى يكونَ سلوكُ عامٍ للمدرسةِ ومجتمعها. ولابد للمدرسة أنْ تركزَ على مهارةِ العملِ ضمنَ فريقٍ معَ التركيزِ على العملياتِ التي تتمُ داخلَ غرفةِ الصفِ والتي منْ شأنها أنْ تؤثرَ على نواتجِ التعلمِ وتحقيقِ مبدأِ الاستدامةِ فلا يمكنُ أنْ نحققَ نواتجُ تعلمٍ جيدةٍ في ظلِ ممارساتٍ تدريسيةٍ ضعيفةٍ أوْ تدريبٍ مؤقتٍ على بعضِ الاختباراتِ التي تتغيرُ معَ مرورِ الوقتِ.

وبكل تأكيد، لا يمكننا أنْ نغفلَ دورُ مديرِ المدرسةِ في تحقيقٍ مستهدفاتٍ تمكينُ المدرسةِ فالكثيرُ منهمْ مجتهدٌ ويقدمُ ما يستطيعُ ولكنْ منْ المهمِ أنْ يمرَ مديرو المدارسِ بعمليةِ تطويرٍ وتدريبٍ مستمرٍ أثناءَ تطبيقِ نموذجِ الإشرافِ القائمِ على تمكينِ المدرسةِ والعملِ على وضعِ معاييرَ لاختيارهمْ تواكبُ هذا التطورِ والتغيير. وإجمالاً، إنَ التغييرَ الذي تمرُ بهِ المدرسةُ يحتاجُ إلى وقتِ واستمراريةِ حتى نحققَ التمكينُ الحقيقيُ للمدرسةِ.

الصورة من حساب: إدارة تعليم الشرقية

بندر عبدالله المطلق

مشرف تربوي بإدارة تعليم الرياض