مرشد سياحي
Ipsef

6 طرق لجذب انتباه الطلاب.. وفقاً للتعلم المبني على الدماغ

6 طرق لجذب انتباه الطلاب.. وفقاً للتعلم المبني على الدماغ
ترجمة: هاشم علي الصعب

كيف يستفيد المعلمون من نظريات علم الأعصاب في زيادة تركيز الطلاب في الحصة الدراسية وزيادة معدل احتفاظهم بالمعلومات؟

نناقش في هذه المقالة نظريات علم الأعصاب عن نظام جذب الانتباه في الدماغ، التي قد تؤدي معرفة المعلمين بها إلى ابتكار أساليب مناسبة لجذب انتباه الطلاب عند تقديم دروس جديدة.

تطور الدماغ يعزز النمو. وفي كل ثانية، تشق ملايين الأجزاء من المعلومات الحسية من مستقبلات العينين والأذنين والأعضاء الداخلية والجلد والعضلات طريقها إلى مدخل الانتباه في الدماغ، لكن حوالي 1 بالمئة فقط منها يدخل لمنطقة الوعي. النظام الذي يحدد ما يدخل (أي ما ينتبه له الدماغ) هو نظام التنشيط الشبكي. هذه الشبكة الطبيعية من الخلايا الموجودة في الجزء السفلي من جذع الدماغ، والتي يجب أن تمر من خلالها جميع المدخلات الحسية للوصول إلى كل مناطق أعلى الدماغ، موجودة لدى الجميع، الكبار والأطفال، وموجودة أيضا في الحيوانات مثل الكلاب والقطط.

في الحياة البرية، تحظى الكائنات الحية بميزة فريدة تتمثل في نظام انتباه يعطي الأولوية للأشياء المفاجئة والغريبة وغير المألوفة. والسر في بوابة الانتباه لنظام التنشيط الشبكي: أن الأولوية في الانتباه تعطى لأي مصدر خطر ملموس. ولكن في غياب التهديد المحتمل، يوجه الانتباه إلى المتغيرات الأخرى في البيئة المحيطة بالحيوان أو الإنسان.

 

جذب الانتباه في الفصل الدراسي

حياة البرية لم تعد مناسبة لمعظم البشر اليوم، لكن نظام التنشيط الشبكي لا يزال مبرمجا للتعامل مع التهديدات والتغييرات المتصورة. إذا شعر الطلاب بالتهديد جسديا ونفسيا في المدرسة أو الصف الدراسي، فسوف ينصرف انتباههم عن الدرس. وكما ذكرنا سابقا، في غياب التهديد المحسوس، تكون أدمغتنا مهيأة لاستقبال ما هو جديد أو غريب أو غير مألوف.

وأدمغة الطلاب دائما حاضرة عند وجودهم في المدرسة، لكن هذا الحضور ليس دائما في موضوع الحصة الدراسية! وعندما لا يكون الطلاب منتبهين للدرس أو الكتاب المدرسي، فإن نظام التنشيط الشبكي لا يعطي أولوية الدخول لما يقوله المعلم أو ما يتحدث عنه، بل إلى المشاهد والمشاعر والأفكار الأخرى الأكثر إثارة للاهتمام أو تشتيتا للانتباه. ومن أجل الاستفادة من انتقائية الدماغ هذه، هنا ستة عناصر عملية ومجربة لجذب الانتباه يمكن استخدامها في بداية كل درس جديد أو وحدة دراسية.

أولاً: مفاجأة الطلاب

بما أن الدماغ ينجذب إلى الحداثة والتجديد، افعل شيئا غير مألوف أو غير متوقع لإثارة الفضول وفتح مدخل الانتباه لنظام التنشيط الشبكي.

أمثلة: ارتد شيئا مختلفا، أو أحضر شيئا غريبا، أو قم بتشغيل مقطع صوتي معين عندما يدخل الطلاب الغرفة لتعزيز فضولهم، وبالتالي جذب انتباههم. أخبر الطلاب أن هناك رابطا بين ما ترتديه، أو الشيء الغريب الذي أحضرته إلى الفصل، أو الكلمات الموجودة في المقطع الصوتي وبين الدرس. اطلب منهم تخمين ما هذا الرابط.

مثلا: في بداية درس عن الأعداد السالبة، أو زمن الماضي في اللغة، يدخل المعلم الغرفة ماشيا إلى الخلف، ثم يطلب من الطلاب تخمين السبب.

ثانياً: افتتح الدرس بالحديث عن حقائق غريبة أو حالات شاذة أو أحداث متضاربة

الدماغ في الأساس هو عضو يبني الأنماط، وبناء الأنماط يمكن البشر من فهم العالم. ومع ذلك، عندما يكسر نمط ثابت أو متوقع، يستثار الدماغ مباشرة.

مثال: يقوم مدرس العلوم بنفخ بالون، ثم يثقب أحد طرفيه ببطء باستخدام عود طهي خشبي حاد. ولإثارة انتباه الطلاب، يدفع المعلم العود عبر الجانب الآخر من البالون دون أن ينفجر. يثير ذلك دهشة الطلاب فيطلبون رؤية التجربة مرة أخرى!

ثالثاً: اعط الفرصة لتنبؤات الطلاب

القدرة على بناء تنبؤات سليمة أمر أساسي للبقاء على قيد الحياة، ويكافئ الدماغ التنبؤ الناجح بإفراز مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية تعطي شعورا بالبهجة. ويمكن للمعلمين توفير الفرص للطلاب لإجراء تنبؤات عن العلاقة بين المدخلات الحسية الغريبة أو غيرها من الأشياء الجديدة وبين الدرس. عندما يحدث هذا، سيسعى الطلاب للحصول على معلومات لمساعدتهم على إجراء تنبؤات صحيحة والبقاء منتبهين بينما تسعى أدمغتهم لمعرفة ما إذا كانت تنبؤاتهم صحيحة.

مثال: في درس العلوم لطلاب الصف الأول، يطلب المعلم من الطلاب التنبؤ بالأشياء التي ستطفو والأشياء التي ستغرق في حوض الماء. ويمكن لمدرس علم النفس في المدرسة الثانوية أن يطلب من الطلاب التنبؤ بنتائج استطلاع رأي الطلاب على مستوى المدرسة. وفي كلتا الحالتين، سيكون الطلاب منخرطين ومتشوقين لمعرفة ما إذا كانت توقعاتهم صحيحة أم لا.

رابعاً: اطرح سؤالاً استفزازيا

يمكن أن يكون السؤال المحفز بمثابة “إثارة” لمناطق التفكير في أدمغة الطلاب التي يريدون منك استثارتها.

هل يمكن لما تأكله أن يمنع حب الشباب؟ هل الشيخوخة مرض؟ ما هي القوة الخارقة التي تود امتلاكها؟

أفضل الأسئلة هي الأسئلة المفتوحة؛ فهي تهدف إلى تحفيز التفكير والمناقشة وفتح الباب لمزيد من الاستكشاف. امنح الطلاب قدرا معقولا من الوقت للتفكير الهادئ قبل الإجابة. أطلب منهم أن يعبروا عن أفكارهم أو يتوزعوا للمشاركة في جلسات تفكير ثنائية. هذا الانغماس الكلي في التفكير يجعل الطلاب أكثر تركيزا على موضوع الدرس.

خامساً: استعن بحدث راهن أو قضية ذات صلة بالطلاب

للطلاب آرائهم الخاصة دائما عن الأحداث الراهنة أو القضايا المثيرة للجدل في مدرستهم أو مدينتهم أو بلدهم، ويمكن للمعلم أن يستخدم هذه الأحداث أو القضايا لإثارة انتباه الطلاب وزيادة مشاركتهم وتركيزهم.

مثال: يعرض معلم اللغة في درس الكتابة الإقناعية مقالا لإحدى الصحف يحمل مقترحا لمجلس إدارة مدرسة في منطقة أخرى بأن يرتدي الطلاب زيا موحدا. يناقش الطلاب هذا الاقتراح ويطرحون وجهات نظرهم المختلفة، والإيجابيات والسلبيات، ويذكرون مواقفهم من الاقتراح، بل ويغيرون مواقعهم لمحاولة فهم وجهات نظر مختلفة فهما أفضل وتطوير مهارة الاقناع لديهم. سيكون هذا مدخلا جيدا لدرس الكتابة الإقناعية.

 

سادساً: استخدم الفكاهة

الفكاهة هي معزز قوي للدوبامين ويمكن أن تكون وسيلة فعالة لجذب الانتباه.

مثال: يبدأ معلم الرياضيات للصف السادس درسا عن النسبة والتناسب بعرض رسوم كاريكاتورية مضحكة للمشاهير. ويسأل طلابه عن السبب الذي يجعل هذه الصور مضحكة، فيشيرون مثلا إلى أن بعض السمات الجسدية المختلفة (العيون مثلا، أو الأنف، أو الأذنين، أو الرأس) للأشخاص الذين عرضهم أكبر حجما من المعقول. ثم يعرض المعلم لوحة الرجل الفيتروفي[1] لدافنشي لتوضيح النسب المثالية لجسم الإنسان.

المحافظة على انتباه الطلاب أطول وقت ممكن

أنصح بالتنويع والتدوير في استخدام أساليب جذب الانتباه حتى لا تصبح هذه الأساليب مألوفة للطلاب. والهدف من هذه الأساليب كما وصفته في أول المقال هو جذب انتباه الطلاب، لكن هذا الهدف ليس هدفا لحظيا، أو لجذب الانتباه فترة قصيرة وكفى، بل الهدف هو أن يبقى تركيزهم حاضرا طوال الوقت. وبالإمكان المحافظة على تركيز الطلاب على التعلم بطرق شتى، باستخدام أساليب التعلم النشط، بما في ذلك استخدام المهام والمشاريع التطبيقية، والتعلم بالاستقصاء، والتعلم التعاوني، والندوات السقراطية، والمحاكاة ولعب الأدوار، والتفكير التصميمي (على سبيل المثال، استخدام مساحات التصنيع، حيث يمكن للطلاب إنشاء منتجات ملموسة)، والسماح للطلاب بخيارات “الصوت والاختيار” المناسبة في الواجبات والمهام الأدائية.

 

*لوحة الرجل الفيتروفي: لوحة رسمها ليوناردو دافينشي تمثل وصفا لجسم الإنسان.

رابط المقال الأصلي:

 https://www.edutopia.org/article/strategies-capture-students-attention

الصورة من حساب إدارة التعليم بالشرقية

 

 

بقلم جودي ويليس وجاي ماكتيغي

ترجمة: هاشم علي الصعب

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو