saudistem
EDGEx

الألعاب التعليمية  هل لها أثر على التحصيل الدراسي لتلاميذ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

الألعاب التعليمية  هل لها أثر على التحصيل الدراسي لتلاميذ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
كتابة : أسيل حباشي - ريما حمراوي

يعتبر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من أكثر الاضطرابات السلوكية النمائية انتشارا في الوسط المدرسي، وخاصة في المراحل الأولى من التعليم الابتدائي.

إذ يؤثر سلبا وبشكل كبير على الأداء الأكاديمي للتلميذ وخاصة في مجال العلوم الذي يتطلب بدوره تركيزا وانتباها لفترات طويلة. غالبا ما يجد التلاميذ المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه صعوبة في متابعة التعلم بالطريقة التقليدية القائمة على الإلقاء والتلقين، ذلك ما يؤدي إلى وجود صعوبة في التعلم مما يسبب ضعف في تحصيلهم العلمي مقارنة ببقية زملائهم. وفي إطار البحث في تنويع الطرق البيداغوجية وتطوير أساليب واستراتيجيات التعليم، برزت الألعاب التعليمية كوسيلة بيداغوجية فعالة في تدريس التلاميذ ذوي الاضطراب كونها تجذب الانتباه وتحفز التلاميذ على التعلم بطريقة مرنة وممتعة. ومنه يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على التلاميذ الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وتأثير هذا الأخير على تحصيلهم الدراسي العلمي وتبين مدى فاعلية اعتماد أسلوب الألعاب التعليمية كمدخل علاجي وتربوي في نفس الوقت.

 

فما هو أثر توظيف أسلوب الألعاب التعليمية على التحصيل الدراسي لتلاميذ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مجال العلوم؟

 

أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

نقص الانتباه

يظهر ذلك من خلال عدم قدرة الطفل على الانتباه إلى التفاصيل الدقيقة وارتكاب عدة أخطاء في المهام والواجبات المدرسية كما يجد صعوبة في المحافظة على الانتباه أثناء القيام بالأعمال أو ممارسة الأنشطة. إذ يعاني الطفل من فوضوية وصعوبة في المحافظة على النظام بالإضافة إلى عدم حسن إدارة الوقت أو التحكم فيه والتردد في أداء المهام التي تتطلب مجهود عقلي. كذلك يعاني الطفل المصاب من سرعة تشتت الانتباه بالمؤثرات الخارجية وكثرة النسيان في الأنشطة اليومية والمدرسية خاصة.

فرط الحركة

نتبين ذلك من خلال ممارسة الطفل لنشاط أو لعبة ما دون نوقف. كما يجد صعوبة في الجلوس في المقعد لفترات طويلة. كذلك نجده يتنقل من مكان إلى آخر دون هدف محدد. و نلاحظ كثرة حركات الرأس، الأطراف و حتى العينين أي حركة مفرطة وجري وتسلق في كل زمان و مكان ذلك ما ينجر عنه صعوبة في ممارسة المهام الدراسية.

الاندفاعية

 يظهر ذلك من خلال مقاطعة الآخرين أثناء الحديث أو القيام بنشاط ما والتطفل عليهم، عدم القدرة على انتظار الدور أو القيام بأشياء مزعجة أو اتخإذ قرارات دون التفكير في النتائج. كما غالبا ما يكون مزعجا ويضايق الآخرين.

 

 

تأثير اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على التحصيل الدراسي:

تتطلب العملية التعليمية التعلمية توفر مجموعة من القدرات والمهارات لدى الطفل كالقدرة على الإدراك، الفهم والاستيعاب، الانتباه والتذكر بالإضافة إلى القدرة على الكتابة، القراءة وغيرها. إذ تختلف هذه القدرات من شخص إلى آخر لعدة أسباب لعل أبرزها الأسباب الوظيفية العصبية كما هو الحال مع التلاميذ المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

وتبدأ مشكلات تشتت الانتباه في الظهور أولا في مرحلة المدرسة أين يواجه التلميذ مهام متعددة تفرض عليه أن يكون منتبها لفترات طويلة أو أن يبذل مجهودا لإتمام المهام المعقدة. يمكن التفطن إلى الاضطراب لدى الأطفال في مراحل العمر الأولى حيث يكون الطفل كثير التململ ويحب الثرثرة والتنقل من المقاعد باستمرار كما يتشتت انتباهه ويتأثر بسرعة بالمؤثرات الخارجية. كما أقرت العديد من الدراسات أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي وخاصة في مجال العلوم التي تتطلب من الطفل قدرة عالية على التركيز والانتباه، مما يؤدي إلى تراجع المستوى الأكاديمي للطفل كما يمكن أن يؤدي إلى التعرض إلى صعوبات التعلم نظرا لضعف قدرات الإدراك الحسي، البصري، السمعي وغيرها ومنه يصعب على الطفل ملاحظة وتحليل ما يشاهده أو يسمعه وبالتالي تراجع تحصيله الدراسي العلمي.

 

أهداف الألعاب التعليمية

– تدريب المتعلم على الانتباه، التعليل، التركيز ودقة الملاحظة.

– إكساب المتعلم أسلوبا علميا في التفكير.

– تنمية الخيال العلمي للمتعلم.

– تنمية الزاد المعرفي العلمي للمتعلم.

– إثارة دافعية الطفل للتعلم عن طريق البحث والتجريب.

– التخلص من الطاقة الزائدة عن طريق إعمال الجسد.

 

التجربة الميدانية

لنتبين أثر توظيف الألعاب التعليمية على التحصيل الدراسي العلمي لتلاميذ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قمنا بالتواصل مع مدير المدرسة الابتدائية بباجة “فيكتور هيقو” ومعلمة السنة الثانية بالمدرسة على الدرس المراد تدريسه وهو درس “صلب، أشد صلابة من، له نفس الصلابة”، وفقا لذلك تم الاتفاق على أن يدرس القسم الأول بالطريقة التقليدية، أما القسم الثاني قمنا فيه بتقديم الدرس باستعمال الألعاب التعليمية. وفي الختام قمنا بإنجاز نفس التقييم لكلا القسمين لنتبين بعد ذلك الفرق الكامن بين الدرسين ومدى فاعلية استخدام الألعاب التعليمية في تدريس تلاميذ اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

 

الاستنتاجات

القسم الأول الذي درس بالطريقة التقليدية لم ينجح في التقييم وخاصة التلاميذ ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه التي كانت نتائجهم دون المتوسط وضعيفة مقارنة ببقية التلاميذ ولم يتمكنوا قط من المفهوم العلمي. أما القسم الثاني الذي درس بأسلوب الألعاب التعليمية نجح في التقييم وخاصة التلاميذ ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه التي كانت نتائجهم جيدة ومتقاربة مقارنة ببقية التلاميذ وذلك ما يثبت تمكنهم من المفهوم العلمي كبقية التلاميذ.

 

ويمكن أن نستخلص من خلال ما تحصلنا عليه من نتائج إثر اعتمادنا على أدوات البحث من استبيان ومقابلات وصولا إلى الملاحظة والتجربة الميدانية، أن القسم الذي درس بطريقة الألعاب التعليمية تفوق في التقييم عن القسم الذي درس بالطريقة التقليدية وبشكل ملحوظ. كما أُثبتت فاعلية هذه الألعاب خاصة مع التلاميذ المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ومدى تأثيرها على التحصيل المعرفي العلمي لهم. أي أن الاعتماد على الألعاب التعليمية في تدريس العلوم كطريقة بيداغوجية تعتبر فعالة، ممتعة ومفيدة في آن واحد، تجذب التلاميذ عامة والتلاميذ ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه خاصة.

 

الخاتمة

يمثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عائقا أمام التحصيل الدراسي العلمي لتلاميذ المدارس الابتدائية وخاصة في المرحلة الأولى. فمجال العلوم يحتاج من التلميذ الانتباه والتركيز المتواصل. ومنه فان الاعتماد على أسلوب الألعاب التعليمية مع هذه الفئة من التلاميذ تعتبر فعالة للتخفيف من آثار هذا الاضطراب والتحسين من أدائهم الدراسي العلمي من خلال توفير بيئة دراسية نشيطة ومحفزة تساهم في دمج التلاميذ المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في العملية التعليمية التعلمية وتطوير قدراتهم أكثر وبشكل ايجابي. فالألعاب التعليمية تعتبر من الأساليب البيداغوجية المبتكرة والجديدة التي تعمل لا فقط على تحسين المستوى الدراسي للتلاميذ، بل تعزز الثقة بالنفس، تنمي قدرات الطفل الذهنية والجسدية وتشجع على المشاركة الفعالة والنشيطة مع أترابه. ومن هنا نتبين أهمية إدماج توظيف أسلوب الألعاب التعليمية في المناهج الدراسية وخاصة في تدريس العلوم لدعم التلاميذ ذوي لاحتياجات الخاصة واضطرابات التعلم.

 

المراجع:

[1] ليسان.ج.باين، اضطرابات نقص الانتباه دليل المعلم و الوالدين، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، القاهرة، 2014، ص 24.

2 مشيرة عبد الحميد أحمد اليوسفي، النشاط الزائد لدى الأطفال (الأسباب وبرامج الخفض)، المركز العربي للتعليم والتنمية، مصر،2005، ص 21 و22.

3إيمان عباس الخفاف، اللعب، دار المناهج للنشر والتوزيع، 2015.

 

Image from: freepik.com

 

كتابة : أسيل حباشي – ريما حمراوي

تحت إشراف: الدكتورة سناء عيسي

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو