aisc
saudistem

الطفل «الأيسر».. إعاقة أم تميز؟ في مجتمع نمطي

الطفل «الأيسر».. إعاقة أم تميز؟ في مجتمع نمطي
كتابة: حسناء لقمان

اليوم العالمي للعُسر (مستخدمي اليد اليسرى) 13أغسطس

إذا كان طفلك يستخدم يده اليسرى بشكل أساس للكتابة وأداء المهام اليومية، فإنه قد يكون طفلًا أعسر. يُطلَق على الأشخاص الذين يُفضِّلون استخدام يدهم اليسرى في الأنشطة الحركية والحياتية اسم “الأعسر”. وتعتبر الأعسرية حالة طبيعية ومنتشرة بين الناس، حيث يصبح بين 10 إلى 15 في المئة من السكان أعسرين. وعلى الرغم من أنه لا يوجد تفسير واضح لسبب اليسارية، إلا أن الجينات تلعب دورًا هامًا في تحديد الأعسرية لدى الأفراد.

 

إن الأطفال الأعسرين يمكن أن يواجهوا تحديات في مجالات معينة، خاصة فيما يتعلق بالأدوات المصممة للأشخاص الأيمنين. قد يجد الطفل الأعسر صعوبة في استخدام المقص أو فتح الزجاجات أو حتى كتابة الرسائل بخط يد جيد. ولهذا السبب، يمكن أن تكون مهمة إيجاد أدواتٍ مصممة خصيصًا للأطفال الأعسرين لتسهيل حياتهم اليومية. كما يُنصَح بتشجيع الطفل على استخدام اليد اليسرى في جميع المهام التي تتطلب الاستخدام اليدوي، وذلك لتعزيز التحصيل الدراسي والإبداع والثقة في النفس.

أولاً: الأسباب الرئيسة لتياسر الأطفال:

تياسر الأطفال أو الطفل الأعسر يعتبر اضطرابًا حركيًا يتميز بصعوبة تنظيم الحركة والتنسيق بين اليدين والأقدام لدى الأطفال. وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور تياسر الأطفال.

أحد الأسباب الرئيسة لتياسر الأطفال هي العوامل الوراثية. فقد يكون هذا الاضطراب مرتبطًا بتغيرات في الجينات، مما يؤثر على نمو الجهاز الحركي للطفل. يعني ذلك أن لديه نقص في المهارات الحركية الدقيقة التي تساعده في القيام بالأنشطة اليومية بسهولة.

 

علاوة على ذلك، يمكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا في ظهور تياسر الأطفال. فمثلاً، قد يتعرض الجنين لضغوط أو تهيج في الرحم أثناء الحمل، مما يؤدي إلى تشوهات في النمو والتطور الحركي لديه. بالإضافة إلى ذلك، قد تسهم العوامل الوقائية مثل الجلوس الطويل أمام الشاشات أو عدم القيام بالتمارين الحركية في زيادة احتمالية ظهور التياسر لدى الأطفال.

 

ومن الأهمية بمكان أن يتم التشخيص المبكر لتياسر الأطفال، حيث يتيح ذلك بدء العلاج والتدخل المبكر لتحسين المهارات الحركية لدى الطفل. يمكن للعلاج أن يشمل تمارين العلاج الوظيفي والعلاج الحركي والتدخل السلوكي لتدريب الأطفال على تعلم المهارات الحركية الأساسية وتنمية التنسيق الحركي والمهارات الملموسة. قد يتضمن العلاج أيضًا الاستعانة بأدوية خاصة في بعض الحالات المتقدمة.

 

في النهاية، لا يوجد سبب واحد محدد لتياسر الأطفال، بل إنه نتيجة تفاعل بين العوامل الجينية والبيئية. ولا يجب أن تعتبر تاسر الأطفال عائقًا كبيرًا، فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد الطفل على تطوير قدراته الحركية وتحسين نوعية حياته.

 

ثانياً: الدعم العائلي والتعليمي  في مساعدة الطفل الأعسر:

الدعم العائلي والتعليمي يعدان عنصرين أساسيين في مساعدة الطفل الأعسر على التكيف في المجتمع. يجب على الأهل والمعلمين أن يكونوا صبورين ومتفهمين، وأن يقدموا الدعم والتشجيع للطفل في استخدام يده اليسرى بكل ثقة. من المهم أن يذكروا له أنه ليس هناك شيء خاطئ في كونه أعسرًا، وأن لديه الحق في استخدام يده اليسرى بكل سهولة وثقة.

 

– يلعب الدعم العائلي والتعليمي دورًا حاسمًا في مساعدة الطفل الأعسر على التعامل مع صعوباته وتحقيق نجاحه في الحياة اليومية والتعليمية. يمكن أن يشمل الدعم العائلي مجموعة واسعة من الجوانب، بدءًا من نمو الثقة بالنفس وحتى توفير البيئة الملائمة للتحفيز والمشاركة الإيجابية في الأنشطة المختلفة. يمكن لأفراد العائلة أن يكونوا داعمين ومشجعين للطفل الأعسر عن طريق تقديم الاهتمام والتشجيع المستمر، وتعزيز قدراته ومهاراته الفردية. علاوة على ذلك، يمكن للأسرة أن تلعب دورًا فعالًا في تعليم الطفل الأعسر كيفية التعامل مع التحديات التي قد يواجهها.

 

-من جانبها، تلعب المؤسسات التعليمية دورًا حيويًا في مساعدة الطفل الأعسر. يمكن أن توفر هذه المؤسسات بيئة تعليمية ملائمة بما في ذلك تقديم برامج تعليمية مخصصة للأعسر وتجهيزات للتسهيلات الحركية. من خلال الاهتمام بالاحتياجات الخاصة للأعسر وتوفير الدعم والتوجيه، يمكن للمعلمين والمعلمات أن يكونوا عونًا فعالًا في تطوير مهارات الطفل وتعزيز ثقته بالنفس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤسسات التعليمية أن تقدم ورش عمل وأنشطة توعوية تساهم في نشر الوعي حول قضايا الأعسر وتعزيز التفاهم والتسامح في المجتمع.

 

باختصار، يجب أن يكون للدعم العائلي والتعليمي دوراً محورياً في الحياة اليومية للطفل الأعسر. من خلال تقديم الدعم والتوجيه وتوفير بيئة ملائمة للنمو والتطور، يمكن أن يتمكن الطفل الأعسر من تحقيق إمكانياته الكاملة والتفوق في الحياة. يجب على الأسر والمؤسسات التعليمية أن يعملوا جنبًا إلى جنب لضمان حصول الطفل الأعسر على الدعم الذي يحتاجه لأن يكون ناجحًا وسعيدًا في مساره التعليمي والشخصي.

 

ثالثاً: اليوم العالمي للأشخاص العُسر:

اليوم العالمي للعُسر هو تظاهرة عالمية تحتفل بها الدول حول العالم في الثالث عشر من أغسطس من كل عام. تهدف هذه المناسبة إلى زيادة الوعي وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي العُسر أو الإعاقة الحركية. تُعتبر هذه المناسبة فرصة فريدة للتعبير عن التضامن والمساندة لهذه الفئة المهمة من المجتمع.

يقام في هذا اليوم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز التفاهم وتقديم الدعم للأشخاص ذوي العُسر. يتم من خلالها تسليط الضوء على قضاياهم المختلفة وتحفيز المجتمعات لتوفير فرص متساوية للجميع، بغض النظر عن حالتهم البدنية.

 

تتضمن هذه الفعاليات توعية الناس عن أنواع العُسر المختلفة وأسبابها وتأثيرها على حياة الأشخاص ذوي العُسر. كما يتم تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية لتسليط الضوء على حقوقهم وضرورة اعتماد المجتمعات سياسات شمولية تؤمن لهم فرصاً متساوية وتمكنهم من تحقيق طموحاتهم وأهدافهم الشخصية والمهنية.

 

علاوة على ذلك، يتم استغلال هذا اليوم لرفع الوعي حول القضايا المتعلقة بالتشريعات والسياسات التي تؤثر على حياة الأشخاص ذوي العُسر. ويتم تشجيع التفاعل والمشاركة في الحوار العام حول السبل الفعالة لتحسين الحياة اليومية لهذه الفئة من المجتمع.

 

 

رابعاً: صفات أطفال الإيسر:

إن الأطفال مستخدمي اليد اليسرى لديهم صفات مميزة تميزهم عن غيرهم من الأطفال. يعد الطفل الأيسر شخصية فريدة حيث يتميز بقدرته الفائقة على استخدام يده اليسرى في مهامه اليومية. إليك بعض الصفات المشتركة لأطفال الأيسر:

أ. الإبداع: يمتلك أطفال الأيسر موهبة فطرية تجعلهم مبدعين ومخترعين. يمتلكون ذكاءًا عاليًا في القيام بالأنشطة الفنية والإبداعية مثل الرسم والكتابة والموسيقى.

ب. التفكير الاستراتيجي: يتمتعون بقدرة استثنائية على التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات. يمتلكون التركيز اللازم لتحليل المواقف واختيار الحلول الأمثل.

 

ج. الحس الفني: يتمتعون بحس فني رفيع وانتقائي. يمتلكون ذوقًا متفردًا في التصاميم والألوان والترتيبات الجمالية.

د. سرعة الاستجابة: يكونون قادرين على استجابة سريعة للمواقف والتحديات المختلفة. يمتلكون قدرة فائقة على استيعاب المعلومات وتنفيذ المهام بشكل متسارع.

هـ. الذكاء الجسمي-الحركي: يتميزون بقدرتهم البارزة على التحكم في حركات أجسادهم بشكل دقيق ومنسق. يتفوقون في الرياضة والأنشطة الحركية ويكونون أكثر مرونة وقوة في هذا المجال.

 

 

من هي أشهر شخصيات الأيسر؟

يوجد العديد من الشخصيات الشهيرة التي تعتبر أيضًا أشخاصًا عُسر. بعض هذه الشخصيات تشمل:

ليوناردو دا فينشي: رسام ومخترع إيطالي شهير يعرف بتفوقه في مجالات متعددة مثل الفن والعلوم والتشريح.

بابلو بيكاسو: رسام ونحات إسباني يعتبر أحد أبرز فناني القرن العشرين. كان بيكاسو أيضًا أيسر وقد أبدع العديد من الأعمال الفنية الرائعة.

هيلين كيلر: ناشطة أمريكية ومؤلفة وأول مكفوفة صماء لتعلم القراءة والكتابة. كانت كيلر أيضًا أيسر ونموذجًا للإصرار والتحدي.

نيل أرمسترونج: رائد الفضاء الأمريكي وأول إنسان يهبط على سطح القمر. كان أيضًا أيسر وقد قاد مهمة أبولو 11 التاريخية.

 

تلك هي بعض الصفات البارزة لأطفال الإيسر وأمثلة لبعض الشخصيات الشهيرة الأيسر. إنهم يثبتون أن الأيسر ليس عيبًا بل هو هبة فريدة تجب علينا أن نحترمها وندعم الأطفال الذين يتمتعون بها.

 

في النهاية، يعطي اليوم العالمي للعُسر فرصة لتكريم إنجازات الأشخاص ذوي العُسر وإبراز إمكاناتهم ومساهماتهم في المجتمع. وهو تذكير للجميع بواجبنا تجاه هذه الفئة من الأشخاص في توفير بيئة يمكنهم فيها التفاعل والعيش بكرامة ومساواة.

 

Image from: freepik.com

 

كتابة: حسناء لقمان

1 تعليق

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

1 التعليق

  • عمر أبكر علي
    أغسطس 30, 2023, 12:23 م

    حقيقة مجلتكم في قمة الروعة،فيهامواضيع قيمة تخدم المجال التربوي.

    الرد

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو

ltexpo