يظهر استطلاع رأي جديد أن الآباء والمعلمين على حد سواء حذرين بنفس القدر بشأن العودة الحضورية إلى المدارس، مشيرين إلى أن القلق الشديد بشأن سلامة الطلاب والمعلمين هو السبب الرئيسي الذي يدفعهم لتفضيل العودة التدريجية الحذرة للمدارس.
كلف الاتحاد الأمريكي للمعلمين، الذي يضم (1.7) مليون عضو، شركة (هارت للأبحاث) بإجراء استطلاع مزدوج لمعرفة ما إذا كان أولياء الأمور والمعلمين على اتفاق على آلية ما لكيفية إعادة فتح المدارس مغايرة لما قد تقترحه الحكومة.
وقال جاي مولينو، (مسؤول في هارت)، في اتصال مع الصحفيين يوم الثلاثاء، “في الواقع، لدى المعلمين وأولياء الأمور دوما نفس التوجهات، فيما يتعلق بالصحة والتعليم، والآن تأتي الصحة أولاً”.
وعما إذا كان هناك نوع من الانقسام بين الآباء والمعلمين حيال ذلك، قال مولينو: “هذه ليست حقيقة”.
تم إجراء الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة ما بين 16 أغسطس إلى 26 سبتمبر وشارك فيه أكثر من (1000) من أولياء أمور طلاب المدارس الحكومية وأكثر من (800) معلم بمدارس التعليم العام. كانت السنة الدراسية الجديدة قد بدأت بالفعل لحوالي ثلثي الآباء والمدرسين الذين شاركوا في الاستبيان.
وأفاد أكثر من نصف أولياء الأمور والمعلمين أن مدارسهم قد عاودت فتح أبوابها مع وضع حد أدنى من التدابير الوقائية لتنظيم حضور الطلاب، بينما اثنان من كل خمسة شاركوا بالاستطلاع كانت مدارسهم قد عاودت الافتتاح بنظام التعليم عن بُعد.
وفي اجابة عن أيهما يمثل مصدر قلق أكبر، العودة الفورية وفتح المدارس للتعلم الحضوري أم العودة بشكل تدريجي وعلى مراحل؟، قال (59٪) من أولياء الأمور و(64٪) من المعلمين إن إعادة فتح المدارس بسرعة كبيرة أمر مقلق للغاية.
وعند سؤالهم ما هو العامل الأكبر الذي قد يحدد ما إذا كان يجب إعادة فتح المدارس للتعليم الحضوري؟ ومتى وكيف؟ – والاختيار بين حماية صحة الطلاب والمعلمين أو تلبية الاحتياجات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية للطلاب – قالت الغالبية العظمى من كلا الطرفين أولياء الأمور ( 68٪)، والمعلمين (77٪) أن الألوية القصوى هي سلامة الطلاب والمعلمين.
وفي اتصال هاتفي أيضاً قال راندي وينجارتن، رئيس اتحاد المعلمين الأمريكي: “إنهم قلقون أكثر من أن سلطات المقاطعة ستطبق العودة الفورية بسرعة كبيرة جدًا للمدارس بدلاً من العودة بحذر بالغ”.
قلة قليلة من المشاركين بالاستطلاع كانوا معارضين لإجراءات شديدة الحذر للعودة للمدرسة ويعتقدون أنه يجب إعادة فتح المدارس بالكامل للتعليم الحضوري”. فمن بين أولياء الأمور، يعتقد (21٪) أنه يجب السماح بإعادة فتح المدارس لحضور الطلاب، ويعتقد (36٪) منهم أيضا أنه يجب إعادة فتح المدارس باستخدام نموذج مدمج للتعلم الحضوري والتعلم عن بُعد، بينما يعتقد (43٪) من المشاركين أنه يجب على المدارس الاستمرار في التعلم عن بُعد في الوقت الحالي.
تتشابه هذه الردود مع ردود المشاركين من المعلمين، حيث يعتقد (14٪) منهم أنه يجب إعادة فتح المدارس للحضور الكامل للطلاب، ويعتقد (30٪) منهم أنه يجب إعادة فتح المدارس باستخدام نموذج مدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد، ويعتقد (56٪) منهم أنه يجب على المدارس أن تستمر في العمل في التعلم عن بُعد في هذه الفترة.
يفضل ثمانية من كل (10) من أولياء الأمور والمعلمين أن تتبنى الحكومة إعادة افتتاح المدارس تدريجياً على عدة مراحل، وقال أغلبية كبيرة من الآباء والمعلمين أنهم سيكونون مرتاحين للعودة الحضورية للمدارس إذا كانت لدى الحكومة جميع التدابير الضرورية، مثل: إجراءات الفحص والكمامات ونقاط التعقيم وأدوات التعقيم وتدابير التباعد الاجتماعي والتهوية المناسبة، وميزانية اضافية للمساعدة في تغطية جميع التكاليف.
وحتى تكون الرسالة من هذا الاستطلاع أكثر وضوحاً: نستطيع القول أن الجميع يريد العودة الحضورية إلى المدارس، لكن هذا لا يمكن أن يحدث دون اتخاذ تدابير السلامة اللازمة وتوفير التمويل المناسب لذلك. إن القلق الأكبر الذي يساور الآباء والمعلمين تجاه إعادة فتح المدرسة للتعلم الحضوري هو القلق العام بشأن سلامة وصحة الطلاب والمعلمين حيث قال (77٪) من الآباء و (76٪) من المعلمين إنهم قلقون جدًا على أطفالهم وأنفسهم من أن تكون المدرسة مصدراً للإصابة بفايروس كورونا.
يقول وينجارتن: “هذا هو العامل الأهم الذي يشغل بال الجميع، إنها ليست الأولوية الأولى للمعلمين فحسب، بل للآباء أيضاً.”
والجدير بالذكر أن كلاً من أولياء الأمور والمعلمين بدو واثقين من أن الحكومة ستتخذ الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين، بينما كان الآباء أكثر رضا من المعلمين تجاه الخطط التي تضعها السلطات المحلية لإعادة افتتاح المدارس.
يضيف وينجارتن “في الوقت الحالي، عند الحديث عن العودة إلى المدرسة نحن لا نملك خيارات أفضل، إنه أمر صعب جدا”.
بقلم لورين كاميرا ، كاتبة مهتمة بالشأن التعليمي
لموقع (U.S.News)
image from: www.bbb.org
ترجمة :هاشم علي الصعب
المجلة التربوية الاليكترونية
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *