توفر الظروف الصعبة التي نعيشها هذه الأيام فرصة للطلاب من أجل التدرب على مواجهة المشاكل الحياتية الحقيقية التي يعيشونها كل يوم.
في ظل جائحة كورونا، يحاول المعلمون اكتشاف طرق للتأكد من سلامة الجوانب الاجتماعية والعاطفية والدراسية لطلابهم. علاوة على ذلك، نحاول جميعًا معرفة كيفية القيام بذلك بطرق مختلفة، سواء من خلال شاشات التعلم الافتراضية أو من خلال التعلم الحضوري بوجود الاجراءات الاحترازية.
ومع ذلك، لازال لدينا المجال لمنح الطلاب فرصة مناقشة التحديات المحيطة بهم، ووابل الأخبار التي يسمعونها يوميا حول الجائحة، والمنهج الدراسي الذي يحتاجون لتحقيق النجاح فيه خلال هذا الموسم الطويل، وأحد أفضل الخيارات لتلبية هذه المطالب هو أن يشارك الطلاب في التعلم الجاد القائم على المشاريع (Project-based Learning) – وهو منهج تعلم يضمن جدية عالية من الطلاب وانخراطهم في تجارب مفيدة جدا من خلال أسلوب حل المشكلات أو أداء المهام سواء في التعلم عن بعد أو وجها لوجه.
ثلاث متغيرات يجب مراعاتها عند تصميم التعلم القائم على المشاريع
أولاً: التركيز على التحدي: يحتاج الطلاب إلى تجارب وتوقعات تعليمية صعبة كل يوم وأفضل طريقة لضمان التحدي هي التأكد من أن هذه المشاريع تستند إلى الصرامة. وأقصد بالصرامة هنا، المقدار اللازم من الجودة والتكامل في تحديد الحقائق والمهارات الأساسية وربطها وتطبيقها عبر مواقف متعددة.
تُعد استراتيجية (التعلم القائم على المشاريع) مثالية لتلبية هذه المتطلبات بسبب طبيعة تسلسل المشاريع والتي تبدأ بمهمة أو سؤال قائم على التطبيق، ثم يقوم الطلاب بتحديد وربط الحقائق والمهارات الأساسية للإجابة على السؤال الأولي.
بهذه الطريقة، يتعلم الطلاب كيفية تعريف ووصف وربط وتطبيق المعرفة من خلال سؤال أو مهمة قائمة على المشروع.
معايير ضمان الصرامة في التعلم القائم على المشاريع:
-تزويد الطلاب بمستوى عالٍ من تمارين القراءة والكتابة والتحدث. عندما يقرأ الطلاب ويكتبون ويتحدثون، يتعين عليهم التفكير في صميم المحتوى المعرفي. وحاول تجنب مهام القص واللصق التي لا تتطلب جهدا معرفيا.
-قدّم للطلاب مشكلة أو سؤالًا صعبًا يتضمن سياقات أو مواقف متعددة. عندما يظهر للطلاب أن المشكلة أو السؤال قد يحدث في مواقف متعددة، ستكون هناك فرصة أكبر لهم لتطبيق معارفهم.
معايير التطبيق أثناء التعلم عن بعد:
-اطلب من الطلاب معاينة موضوع أو مهمة صعبة قبل الحصة، ثم اطلب منهم نشر ما يعرفونه مسبقا عن الموضوع وأسئلة محددة لديهم حول هذا الموضوع أو المهمة.
-ابدأ كل درس باستعراض موجز للسؤال أو المهمة الصعبة، واطلب من الطلاب أن ينشروا على الدردشة عن توقعاتهم للإجابات التي سيقدمها الدرس لهذا السؤال أو المهمة الصعبة.
ثانياً: التركيز على الوضوح: من أهم العوامل التي تساعد الطلاب على الفهم العميق للمحتوى المعرفي هو إعطاء وتقديم ملاحظات دقيقة. وعلى الطلاب تحمّل مسؤولية تعلمهم عند حصولهم على مستوى عالٍ من الوضوح لأهداف التعلم مقارنة بسياق المشكلة أو المهمة. عندما يكون لدى الطلاب وضوح بشأن المعارف السابقة وعلاقتها بالمعارف الحالية ستكون لديهم قدرة أكبر للتركيز خلال التعلم والانسجام مع معلميهم وأقرانهم واكتساب المعارف الجديدة. لذلك، فإن وضوح أهداف التعلم للطلاب هو خطوة ذات تأثير كبير يجب على المعلمين التركيز عليها.
يُعد ضمان الوضوح أمرًا صعبًا للغاية خلال الحصة الدراسية، ولكن هناك بعض الاستراتيجيات التي من الممكن أن تُحدث الفرق مع الطلاب. ولمزيد من المعلومات حول هذه النقطة، اطلع على برنامج “التعلم المرئي” لجون هاتي، وكتاب غراهام نوثال بعنوان “الحياة الخفية للمتعلمين”، وأطروحة الدكتوراه لديريك ألكسندر مولر، “تصميم الوسائط المتعددة الفعالة لتعليم الفيزياء”.
معايير الوضوح:
-يستخدم الطلاب نماذج عمل بجودة مختلفة لبناء أدوات التقييم. قدّم للطلاب أمثلة على النجاح في تحقق أهداف التعلم العميق المطلوب منهم، ثم اطلب منهم بناء نموذج تقييم يحدد عناصر نجاح تلك النماذج.
-يستخدم الطلاب بعض الاستراتيجيات لمناقشة طرق تقديم التغذية الراجعة باستخدام نماذج العمل وأدوات التقييم. يحتاج الطلاب إلى أن يتعلموا بدقة كيفية تقديم تغذية راجعة لبعضهم البعض. إن أحد الاقتراحات هو استخدام أساليب مثل (الأصدقاء الناقدين) كوسيلة منظمة لتقديم الملاحظات وتلقيها. من المهم أيضًا أن يستخدم الطلاب نماذج العمل وأدوات التقييم عند تقديم التغذية الراجعة، حتى يتمكن أولئك الذين يتلقون هذه التغذية من رؤية أمثلة ملموسة للأهداف والتوقعات وتمكنهم من تحديد الفجوات الحالية في الأداء.
معايير التطبيق أثناء التعلم عن بعد:
-انشر نماذج العمل على منظومة التعلم الخاصة بك، واطلب من الطلاب العمل كأقران لتصنيف هذه النماذج، وكتابة الأساس المنطقي لهذه النماذج، وبناء نموذج التقييم.
-قم بتسجيل فيديو لعملية تبادل الملاحظات والتغذية الراجعة التي يجريها عدداً من الطلاب، واطلب من بقية الطلاب مشاهدة الفيلم ثم مناقشة الاستراتيجية التي استخدمها الطلاب لتقديم الملاحظات وتلقيها.
ثالثاً: تطوير ثقافة التعلم: تطوير قدرات الطالب على تقييم أدائه الحالي مقارنة بأهداف التعلم الأساسية ووضع وتنفيذ استراتيجيات للتحسين تعتبر واحدة من أكثر الاستراتيجيات تأثيرًا لتحسين تعلم الطلاب. عندما يتحمل الطلاب مسؤولية تعلمهم، فإن مستوياتهم تتطور بشكل ملفت. ,خلال التعلم القائم على المشاريع (Project-based Learning)، يمكن للمعلمين دمج استراتيجيات محددة تبني ثقافة ملكية الطلاب لتعلمهم بمرور الوقت.
معايير الوضوح:
-تنفيذ هذه الاستراتيجيات بشكل يومي روتيني يساعد على ضمان معرفة الطلاب بأهداف التعلم وتقييم أدائهم الحالي وتحديد الخطوات المستقبلية، ومشاركة نتائجهم في مجموعات صغيرة. تعتبر تدريبات التأمل اليومية ضرورية للطلاب للتركيز على التعلم أكثر من مجرد إكمال أداء المهام.
-قم بتغيير وجهات النظر والسيناريوهات أو السياقات والمهام الموكلة للطلاب، ثم ناقش هذه التغييرات مع الطلاب. يحتاج الطلاب إلى تقييم وجهات نظر مختلفة للمشكلة والتكيف مع التغييرات في تحديات العالم الحقيقي التي يعملون على معالجتها.
معايير للتطبيق أثناء التعلم عن بعد:
ابدأ مع الطلاب كل يوم للإجابة على ثلاثة أسئلة: ما هو هدف التعلم الذي أسعى له؟ ما الذي تعلمته إلى الآن؟ وماهي خطوة التعلم القادمة؟
أرسل إلى الطلاب تحديثات حول موضوعاتهم أو مشاريعهم عبر البريد الإلكتروني أو الدردشة الجماعية، ثم قم بإعداد لقاءات للمجموعة لمناقشة التغييرات والخطوات التي سيتخذونها للتعامل مع هذه التغييرات.
بقلم : مايكل ما كدويل
المصدر:
https://www.edutopia.org/article/3-keys-making-project-based-learning-work-during-distance-learning
Photo by RF._.studio from Pexels
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *