مرشد سياحي
Ipsef

صورة أوضح لماهية “المدرسة الجيدة”

صورة أوضح لماهية “المدرسة الجيدة”
ترجمة: هاشم علي الصعب

أظهرت دراسة جديدة أن تعزيز جانب العلاقات لدى الطلاب والعقلية الإيجابية تجاه التعلم له تأثير على نجاحهم على المدى الطويل أكبر من تأثير التركيز على المستويات التحصيلية.

 

غالبًا ما يتم وصف مستويات الطلاب التحصيلية على أنها طريقة موضوعية لقياس مدى جودة المدرسة. وعلى الرغم من أن هذا صحيح إلى حد ما، لكن جزءا آخر من القصة لم يروى. بالنسبة للطلاب الذين يأتون من الخلفيات الاجتماعية الفقيرة، فإن المدارس التي تركز على الأبعاد الاجتماعية والعاطفية للتعلم فإن تعزيز بناء العلاقات، والشعور بالانتماء، والمثابرة، على سبيل المثال – قد يكون له تأثير أكبر في تحسين النتائج طويلة الأجل مقارنة بالمدارس التي تركز فقط على المستويات التحصيلية العالية.

 

في دراسة جديدة أجرتها جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن المدارس التي لها تأثير قوي على رفاهية الطلاب قد تساعد الطلاب بدرجة لا تحققها المدارس التي تركز فقط على درجات الاختبارات. قد لا تحصل هذه المدارس على أعلى الدرجات في المستويات التحصيلية، ولكن من الأرجح أنها تساعد الطلاب على التخرج والالتحاق بالجامعات، خاصة الطلاب الذين تقل احتمالية قيامهم بذلك في المقام الأول.

 

يقول جاكسون وهو الخبير الذي أجرى الدراسة أن “نتائج الاختبارات ليست كل شيء، والمدارس التي تعزز التنمية الاجتماعية والعاطفية لها تأثير إيجابي كبير جدا على الطلاب”. “وهذا التأثير كبير بشكل خاص بالنسبة للطلاب الضعفاء أصحاب المستويات الدراسية المتدنية.”

 

لنرى الصورة بشكل أوضح:

هذه الدراسة هي الأحدث ضمن سلسلة دراسات تبحث في التأثير الواسع للمعلمين والمدارس على الطلاب. البحوث السابقة لجاكسون نظرت في تأثير المعلمين على المهارات غير المعرفية مثل التنظيم الذاتي، ووجدت أن المعلمين الذين قاموا بتطوير هذه المهارات لدى الطلاب ساهموا في تحسين نتائج طلابهم على المدى الطويل، ليس فقط من ناحية الدرجات، ولكن أيضًا معدلات الحضور والتخرج من المدارس الثانوية. يشير جاكسون إلى أن المهارات القيّمة للنجاح في المستقبل لا تُقاس عادةً بالاختبارات. لذلك، بينما يتم تقييم المعلمين والمدارس غالبًا من خلال قدرتهم على تحسين درجات اختبار الطلاب، يجب استخدام معايير أشمل.

 

في الدراسة الحالية، نظر جاكسون وزملاؤه في أكثر من 150 ألف طالب في الصف التاسع التحقوا بمدارس شيكاغو العامة بين عامي 2011 و2017، وقاموا بتحليل نتائج الاختبارات والسجلات الإدارية. كما قاموا بفحص الردود على استطلاع سنوي للطلاب أكملوه حول التنمية الاجتماعية والعاطفية والمناخ المدرسي. غطى الاستطلاع مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك علاقات الأقران، وشعور الطلاب بالانتماء، ومدى صعوبة مذاكرتهم للاختبارات، ومدى اهتمامهم بالمناهج التي كانوا يدرسونها، ثم بعد ذلك تم دمج البيانات في فهرس من ثلاثة أجزاء: أحدها يتضمن درجات الاختبار والنتائج الأكاديمية الأخرى، ومؤشر “الرفاه الاجتماعي”، ومؤشر “عادات العمل”.

 

وجد فريق جاكسون أن المدارس التي سجلت درجات عالية في المؤشرين الأخيرين هي تلك التي عززت النمو الاجتماعي والعاطفي وكانت أيضًا الأكثر فاعلية في دعم نجاح الطلاب على المدى الطويل. في هذه المدارس، كانت مؤشرات غياب الطلاب أقل، وتخرج المزيد من الطلاب والتحقوا بالجامعة. وربما الأهم من ذلك، أن الفوائد كانت أكبر بالنسبة للطلاب الذين كانوا يواجهون ظروفا صعبة في إكمال دراستهم.

 

يقول جاكسون: “تتوافق هذه النتائج إلى حد كبير مع الدراسات التي وجدت أن التأثيرات النفسية، وتحديداً تأثير بعض العوامل كالشعور بالانتماء، تميل إلى أن يكون لها أكبر الأثر على الطلاب ذوي الدخل المنخفض أو من يعانون مشاكل اجتماعية، لذا فإن البيانات التي وجدناها تتفق مع فكرة أن هذه العينة من الطلاب بشكل خاص هي الأكثر استفادة من التأثيرات الاجتماعية والعاطفية للمدرسة.”

 

لماذا تعتبر المهارات غير الإدراكية مهمة:

على الرغم من أن جميع الطلاب يستفيدون من الالتحاق بالمدارس عالية الأداء، إلا أن الاختلافات التي لاحظها جاكسون وزملاؤه كانت في المدارس التي تقدم تعليمًا جيدًا. اكتشفوا أن تأثير المدرسة على الأبعاد غير المعرفية للتعلم – العلاقات الصحية وعقلية النمو، على سبيل المثال – كانت أكثر نجاحا على المدى الطويل من تأثير المدرسة على درجات الاختبار.

 

على سبيل المثال، وجد جاكسون أن المدارس الثانوية التي كانت فعالة في تحسين شعور الطلاب بالترابط والانتماء كان لها أكبر تأثير على الطلاب “المعوزين”، حيث تحسنت معدلات تخرجهم بنسبة 3.1 نقطة مئوية. في المقابل، ارتفعت معدلات التخرج للطلاب الموسرين في هذه المدارس الثانوية بمقدار 0.6 نقطة مئوية.

 

كان للمدارس التي كانت تركز على نتائج الاختبارات تأثير أقل بكثير على معدلات التخرج، حيث قامت بتحسينها بمقدار 1.8 نقطة للطلاب ذوي الظروف الصعبة و0.2 نقطة للطلاب العاديين.

 

يقول جاكسون: “إن الطلاب المعوزين من المرجح أن يكونوا أقل نسبيًا في المقاييس الاجتماعية والعاطفية عندما بداية المرحلة الثانوية”. “هم أقل عرضة لمشاعر الانتماء القوية في مدارسهم، وأقل احتمالا أن يكون لديهم المثابرة أو المشاركة الأكاديمية التي قد تكون لدى الطلاب من ذوي الظروف الاجتماعية الجيدة. لذلك فإن هؤلاء الطلاب هم المستفيدون أكثر من المدارس التي تعمل على تحسين هذه العوامل”.

 

إذن ما هي الدروس المستفادة؟

 تعتبر بعض المدارس الثانوية أفضل من غيرها في تعزيز العلاقات الصحية والمهارات الاجتماعية والعقلية – مثل المثابرة وعادات الدراسة الجيدة هي التي تعزز النجاح على المدى الطويل. لذلك يرى جاكسون، أنه لا ينبغي قياس النجاح من حيث درجات الاختبار وحدها.

 

يقول جاكسون: “إذا نظرت إلى الأشخاص الناجحين في الحياة، فغالبًا ما تكون لديهم سمات إيجابية حقيقية، بالإضافة إلى الذكاء الحقيقي “. “إنهم أذكياء للغاية، وعلى دراية كبيرة، ومنظمون جيدًا، وفي الغالب يميلون إلى المشاركة، ولديهم دافعية عالية. لذلك هناك الكثير من السمات الأخرى التي لا يتم قياسها من خلال درجات الاختبار، ولكنك تجدها إذا نظرت في صفات الأفراد الناجحين”.

 

كتابة: يوكي تيرادا (لموقع edutopia.com) 

ترجمة: هاشم علي الصعب

 

رابط المقال الأصلي:

https://www.edutopia.org/article/fuller-picture-what-good-school

Image by Gábor Adonyi from Pixabay

1 تعليق

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

1 التعليق

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو