من خلال المواقف التدريسية التي مررت بها معلماً ومن خلال الملاحظات الصفية أثناء زيارتي للعديد من الزملاء المعلمين وجدت أن أهم مفاتيح النجاح لدى المعلم يكمن في امتلاك القدرة على تقديم “حصة جاذبة” يستطيع من خلالها تحقيق أهداف تعليمية محددة بكفاءة عالية وبطريقة أكثر سلاسة وفي جو تعليمي مرح وخفيف على الطلاب. وقد يتفق معي الكثير أن أي معلم بإمكانه أن يكتسب القدرة على تقديم درس بهذه المواصفات إذا استمر في تأمل ممارساته التدريسية ودأب على تطويرها وصقلها.
سأستعرض هنا بعض “النصائح” التي تساعد المعلم على “الإتقان” الذي يقوده لأن يبقى في أذهان طلابه طويلاً:
أولاً: لا تترك شيئاً للصدفة
آخر ما ينتظره طلابك هو أن تسألهم: “ما هو درسنا لهذا اليوم؟”، العشوائية تقودك إلى لا شيء، سوء التخطيط يهدر وقتك وأوقات طلابك، يُضعف ثقتهم فيك، يصنع الفوضى خلال الدرس ومن ثم يقودك إلى علاقة مضطربة معهم.
بدلاً عن ذلك خطط لكل ثانية من وقت الحصة، ضع أهدافاً دقيقة محددة لا تزيد عن أربعة، وتأكد من وضوحها ومن إمكانية تحققها ومن إمكانية قياسها. ضع هذه الأهداف كتحدٍ أمام طلابك في بداية الحصة وأطلب منهم تقييماً في نهاية الحصة وهل تحققت الأهداف؟
ثانياً: الاستغلال الأمثل لوقت الحصة
بناء على أهدافك قسّم درسك إلى أجزاء في كل جزء هناك هدف محدد يتم تحقيقه باستراتيجية محددة وواضحة وخلال وقت محدد يكون دور الطالب والمعلم فيها واضحاً. ومن درسٍ إلى درس تأمل مدى قدرتك على إنجاز أهدافك في الوقت المحدد ومن خلال الأساليب التي وضعتها ومدى كفاءة الانجاز ثم عزز ما نجحت فيه وعالج أخطاءك بشكل مستمر.
ثالثاً: ابتعد عن التلقين
ركّز في كل أنشطة الدرس على أن يكون الطالب هو محور التعلم، ثم قلل من الوقت الذي تتحدث فيه، وضع الطالب في حالة بحث عن المعلومة بدلاً من أن تقدمها له جاهزة معلبة.
الأنشطة الجماعية وتعلم الأقران والألعاب التعليمية تزيد من مستوى تحقيق الأهداف وتقلل من وقت التعلم وتزيد جاذبية الحصة للطلاب وتجعل التعلم أكثر متعة.
رابعاً: لا تهمل علاقتك مع طلابك
ابحث في كل ما يعزز علاقتك بطلابك، تخطيطك الجيد وإجادتك في تقديم دروسك تكسبك ثقتهم، شمولية درسك لكل مستويات الطلاب تشعرهم بعدالتك، إذا لامست مهارات التفكير العليا لديهم شعروا باحترامك لهم فزاد احترامهم لك.
وقبل الوصول لعقولهم حاول الوصول لقلوبهم، كن قريباً منهم، أشعرهم باهتمامك بهم، مازحهم ولاطفهم وشاركهم اهتماماتهم. مشاركتك في الأنشطة المدرسية قد تقربك منهم أكثر.
خامساً: لا يخلو درسك من المتعة
عند بدء الدرس لا مانع من طرفه أو قصة قصيرة أو حديث خارج موضوع الدرس لدقيقتين أو ثلاث تستجمع فيه أذهان الطلاب وأسماعهم ثم تنتقل بهم بطريقة مشوقة إلى درسك. الألعاب التعليمية كما ذكرت تجعلهم أكثر تشوقاً وتزيد من تركيزهم وانتباههم.
سادساً: كن مرناً بما فيه الكفاية
لا تتردد في تغيير استراتيجيتك أو التعديل عليها إن وجدت أنها لم تناسب الطلاب. ولا تستخدم نفس الأسلوب لجميع الدروس وجميع الأوقات لأن ما يصلح للحصة الأولى قد لا ينفع للحصة السابعة. ثم استمع لآراء طلابك وتفهم نقدهم.
سابعاً: المعلم الجيد يقيس أداءه بشكل جيد
طبّق جميع أنواع التقييمات التي تقودك لتحسين وتقويم أدائك وأداء الطلاب. بنهاية كل فقرة ضع تقييماً وكذلك بنهاية كل درس. حيث أن التقييم الجيد سيقودك أيضاً لتحسين الأهداف واختيار الأسلوب الأفضل.
فالتقويم الذاتي للطالب وتقويم الأقران يعطي تصور أفضل عن حالة التعلم ويزيد من مسؤولية الطالب عن تعلمه، أنصحك بالاطلاع والتدريب على ماهيته وأساليبه.
ختاماً، يبقى التدريس خبرات متراكمة ومهارة يتم تطويرها من خلال تأمل المعلم المستمر لأساليبه وأدواته والاطلاع على كل جديد في مجاله. وكذلك، وهذا الأهم، من خلال الاستفادة من مجتمع التعلم المهني المحيط فيه وزياراته واحتكاكه بأقرانه من المعلمين المتميزين وذوي الخبرة.
الصورة من حساب (وزارة التعليم – عام) على تويتر
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *