يساهم تدريس الطلاب على تقديم “الشكر والامتنان” على تطوير الوعي الاجتماعي لديهم، كما أنه يعد عنصراً رئيساً في التعلم الاجتماعي والعاطفي.
كوني معلم، فإنني أهدف إلى أن أعيش الحياة كقدوة، وأعلّم الطلاب أن يفعلوا الأشياء التي أفعلها. وأقدم لهم نموذجا في اللطف والامتنان فيما أقوله وما أفعله.
“يتعلم الأطفال مما أنت عليه أكثر مما تلقنه لهم. “- دو بويز
الامتنان هدية رائعة لها تأثير عميق على سعادتنا لأنها تؤثر على انطباعاتنا وتقودنا إلى أن نعيش حياة مليئة بالرخاء والفرح. إنه جزء من طريقة تفكيري وشعوري ورؤيتي وتجربتي للعالم.
كل تفاعل مع الطلاب هو فرصة لرفع معنوياتهم بطريقة هادفة من خلال لطفنا وتقديم امتناننا وتعاطفنا. ومن خلال جعل يومهم أكثر إشراقا، يمكننا أن نُحدث أثرا إيجابيا في حياتهم وبصمة دافئة على قلوبهم.
من المهم أن نشارك مع طلابنا كيف يمكنهم أن يعيشوا حياة “الامتنان”. يمكن أن يكون لهذه الدروس تأثير أكبر خلال الأوقات الصعبة عندما تكون الأمور أكثر كآبة.
أربعة طرق لنمذجة وتعليم الامتنان:
أولاً: التشجيع على تقديم الشكر والامتنان للأقران:
يبدأ الطلاب كل صباح يومهم في ساحاتنا التعليمية بممارسة بعض الأنشطة مع بعضهم البعض مثل القراءة، أو الرسم، أو الألعاب التعليمية، أو الأعمال اليدوية. قبل أن ينتهوا من هذه الأعمال، يتم تشجيعهم دائمًا على توجيه الشكر لزملائهم في الفصل الذين شاركوا معهم هذه الأعمال. هذا يبني لديهم شعورًا بالامتنان على الوقت الجيد الذي قضوه سوية ويجعلهم يعيشون يومهم وهم يشعرون بالتقدير والامتنان.
وهكذا، في أي وقت يعمل فيه الطالب مع شريك أو في مجموعات صغيرة، يتم تذكيره بتقديم الشكر لشركائه في هذه الأعمال. يؤكد منظمة إطار التعلم التعاوني الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي (CASEL) أن هذا يساعد على تطوير الوعي الاجتماعي للطلاب في “الفهم والتعبير عن الامتنان”. يا لها من هدية أن نتعلم وندعم بعضنا البعض!
ثانياً: إظهار ونمذجة الامتنان بوضوح خلال الدائرة الاجتماعية:
بعد بدايتنا الناعمة، نلتقي دائمًا في دائرة المجتمع الخاصة بنا. من خلال إجراء تحول صغير في اللغة، يمكنك تضمين عبارات الامتنان. على سبيل المثال، في أيام الاثنين، بدلاً من أن أطلب من الطلاب مشاركة أبرز ما حدث في عطلة نهاية الأسبوع، أطلب منهم مشاركة شيء يشعرون بالامتنان له في عطلة نهاية الأسبوع.
وبالإمكان أيضا تخصيص يوم الخميس مثلا للتدريب على مشاركة مشاعر الامتنان. ونختار تركيزًا مختلفًا في كل مرة. على سبيل المثال: ما الذي نشكر عليه في أنفسنا، أو العائلة أو الأصدقاء أو الطبيعة أو الماء أو كيف نشعر في فصلنا.
تمنحني الأنشطة الاجتماعية فرصة استثنائية للتعبير عن امتناني وتقديري لمدى حبي لكوني معلمهم، ومدى امتناني لما هم عليه، ومدى امتناني للمرح والفرح اللذين نحظى بهما معًا كل يوم. ونحن نشعر كل يوم بالمشاعر المتبادلة على أن يتم النظر إلينا والاستماع إلينا كذلك وتثمين إمكاناتنا وتقديرينا. يا لها من هدية أن تكون معلمهم!
ثالثا: التعبير عن الامتنان للصفات القيادية للطالب كأسلوب لإدارة للفصول الدراسية:
في سنواتي الأولى من التدريس، كنت أنادي بأسماء الطلاب الذين لا يلتزمون بالتعليمات، فوجدت لها أثرا سلبيا على الطلاب. في وقت لاحق من حياتي المهنية، أصبحت أردد عبارات مثل، “أحب الطريقة التي يجلس بها [فلان] بهدوء”، من أجل تشجيع الامتثال من الآخرين الذين لم يلتزموا بعد. ولكن عندما استوعبت أن الطلاب ليسوا هنا لإرضائي، قمت بتغيير كلماتي لأشكر الطلاب صراحة وتحديدا على أشياء مثل هبة الاهتمام الخاصة بهم، وعلى استعدادهم للتعلم، وعلى العمل الدؤوب نحو أفضل ما لديهم.
اكتشفت أن أحد أكثر الوسائل فعالية لإدارة الفصول الدراسية هو ملاحظة السلوكيات الإيجابية التي أردت رؤيتها وتسميتها ورعايتها من خلال التعبير عن الامتنان. لذا الآن أشكر الطلاب على كونهم قادة. أقول: “شكرًا لكونك قائدًا من خلال القيام بالشيء الصحيح (أو لكونك قدوة)”. إنه تغيير بسيط في إختياري للكلمات في شكل عبارات إمتنان وأولي اهتماما إيجابيا لأولئك الذين يتصرفون بمسؤولية واحترام. يلاحظ بقية الطلاب ذلك ويبدأون مباشرة في الالتحاق بزملائهم.
وأعتقد جازما أن جميع الطلاب لديهم صفات قيادية. وإذا كنت تبحث عن قائمة بمهارات القيادة، فإن الأطفال لديهم بالفعل العديد من هذه المهارات. الأمر متروك لنا لاكتشاف هذه المهارات وصقلها والثناء عليها. كتبت تدوينة بعنوان “موهبة القيادة” حول الجوانب الخمسة لتطوير هذه المهارات في الفصل الدراسي. نحن بحاجة إلى اكتشاف إمكاناتهم أولاً، ونؤمن بهم، ونعزز إمكاناتهم، ونعلمهم صراحة مهارات القيادة، ونوفر لهم الفرص لاستعراض هذه المهارات.
يحب الطلاب أن يطلق عليهم قادة. في الواقع، عندما يلاحظون الآخرين الذين يظهرون مهارات القيادة، سيقولون الآن لبعضهم البعض، “شكرًا لكونك قائدًا!” وهذا يضيء الفصل في كل مرة ويضفي ابتسامة على الوجوه. يا لها من هدية مساهمتنا في تحسين ثقافة الفصل الدراسي!
رابعاً: شارك الامتنان في التعليقات:
يبدأ روتيني في تقديم التغذية الراجعة بانتظام بالتعبير عن الامتنان. أحب أن أظهر اعترافي للطلاب بجهودهم وتفانيهم في تعلمهم ونموهم. سواء كانت ملاحظات على كتاباتهم، أو مهمة رياضية، أو تقييم، في أي وقت أقدم فيه ملاحظات مكتوبة أو شفهية، فإنها تتضمن بيان امتنان.
ويقطع هذا التقدير شوطا طويلا في تعزيز رفاهيتهم وأخلاقيات عملهم الشاق من أجل التعلم في المستقبل. يا لها من هدية أن يكون لديك طلاب يحبون العمل بجد!
امنح هدية الامتنان بسخاء
الامتنان هو هبة للآخرين بقدر ما هو بالنسبة لك. فكّر في مدى دفء قلبك للتعبير وتلقي التقدير. تساعد هذه المشاعر الإيجابية على توفير ثقافة مثالية للتعلم والنمو والرفاهية التي تجلب الفرح والتقدير للجميع في مجتمع الفصل الدراسي الخاص بك.
الامتنان يعني أن تكون مشاركا، لذلك التعبير عنها وإعطائها بحرية وسخاء. كلما زاد امتنانك للعديد من الهدايا التي تكتشفها، زادت وفرة وفرح حياتك.
بقلم ليفيا تشان لموقع Edutopia.com
ترجمة: هاشم علي الصعب
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *