شهدت العاصمة السعودية الرياض انطلاقة مؤتمر الاستثمار في التعليم الذي أقامته شركة Informa Connect بالشرق الأوسط خلال اليومين السادس والسابع من شهر ديسمبر الحالي، بالشراكة مع عدة جهات من أبرزها: نيوم، سمارت تكنولوجي، كويلرز، إي ستارز، وبالشراكة الإعلامية مع المجلة التربوية الإلكترونية.
ويأتِ مؤتمر Education Investment Saudi لقراءة السوق الاستثماري لقطاع التعليم في السعودية، واستعراض الفرص الهائلة المتاحة للمدارس العالمية، الدولية، والجامعات، والمعاهد، والشركات المرتبطة بالقطاع التعليمي؛ إذ يحرص المؤتمر الذي يرافقه معرضٌ مصغّر، على بناء شبكة علاقات للمهتمين بالاستثمار والتعليم، وتوليد العديد من الفرص التي تساهم في تحقيق أهداف الدولة.
وعن الاستثمار في التعليم يجد المدير التنفيذي لشركة كويلرز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منصور أحمد (Mansoor Ahmed) أنه “من المتوقع أن يؤدي التغيير في سياسات المملكة العربية السعودية، وخاصة السماح بملكية أجنبية بنسبة (100٪)، إلى زيادة ثقة المستثمرين وتتوقع كوليرز (Colliers) عددًا كبيرًا من الاستثمارات من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وجميع أنحاء العالم”.
بينما ترى فايزة مبين من مدرسة Beech Hall العالمية بالرياض أن “التعليم يحمل قدرًا هائلاً من الأهمية فيما يتعلق بالعوامل الأساسية لتنمية المجتمع، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق تنمية اقتصادية مستدامة دون استثمار كبير في رأس المال البشري، أي أن نثري الناس من خلال معايير تعليمية صحيحة تمكنهم من فهم أنفسهم والعالم الذي نعيش فيه”.
وتضيف مبين: “وفقًا للعديد من الأبحاث، يعد الاستثمار في التعليم الخطوة الصحيحة لتطوير الاقتصادات الذكية إذ يقود التعليم الطريق نحو الصحة والتمكين والتوظيف. وكما تشير الدلائل إلى أن كل عام إضافي من التعليم يعزز دخل الفرد بنسبة 10٪ ويزيد الناتج المحلي الإجمالي للبلد بنسبة 18٪.”
وبجانب الأرقام والدراسات التي احتواها المؤتمر، لم يغب الجو الحماسي عن أرواح المشاركين، إذ تقول ماقز بيرن (Mags Byrne) من شركة Estars المتخصصة في الألعاب الإلكترونية بأنها “متحمسة جدًا للفرص المتاحة في المملكة العربية السعودية، هناك استثمارات ضخمة في التعليم. وأعتقد أن دمج الرياضات الإلكترونية في التعليم هو مبادرة إيجابية ضخمة يمكن دمجها في جميع المدارس في المملكة العربية السعودية”.
وعن هدف EStars للمشاركة في مؤتمر الاستثمار في التعليم تشرح بيرن بأنها تسعى لجعل EStars علامة تجارية معترف بها في المملكة العربية السعودية، باعتبارها (مزود الحلول الوحيد) للمدارس، وسررت بمناقشة كيفية استخدام الرياضات الإلكترونية في التعليم مع المندوبين والحضور وأيضًا لعرض عمل إي ستارز عبر نادي الرياضات الإلكترونية، وتصميم وبناء غرفة الرياضات الإلكترونية وقدرتنا على تسهيل مؤهلات الرياضات الإلكترونية والتدريب عليها أيضاً من بين أشياء أخرى كثيرة”.
ويعرف القارئ أن الألعاب الإلكترونية والتطبيقات تنال جزءًا كبيراً من اهتمامات الجيل الحالي في المنطقة العربية، لكن هل لدينا سوق لصناعة الرياضات الإلكترونية؟ توضح “بيرن” بأنه: “نظرًا لأن (89٪) من سكان المملكة العربية السعودية هم من هواة الألعاب، فليس من المستغرب النمو في كل ما يتعلق بالألعاب والرياضات الإلكترونية حسب ما ذكره أحد المسؤولين السعوديين”.
وتضيف بيرن “ففي سبتمبر 2022، أطلق سمو ولي العهد الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، والتي شكلت حقبة جديدة لجعل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا للألعاب بحلول عام 2030م، وأنا متحمسة جدًا لهذا الأمر ومتحمسة لأن تكون EStars جزءًا من الصناعة في السعودية”.
ما الأجدى، الاستثمار في التعليم العام أم التعليم العالي؟
يؤكد منصور أحمد على أن: “هناك نقص كبير في التعليم الخاص لمراحل التعليم العام في المملكة العربية السعودية، حيث تبلغ حصة التعليم الخاص حاليًا 5٪ فقط. وبحلول عام 2030، ستكون هناك حاجة إلى ما يقرب من (200.000) مقعد جديد في القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية، وستكون هناك حاجة إلى (60.000) مقعدًا أخرى في الرياض. ومع ذلك، نتيجة لتطوير الرياض كمركز إقليمي لتجمع مكاتب الشركات الرئيسة من المتوقع أن يزيد عدد السكان إلى 15 مليون بحلول عام 2030، لذا فإن مائتي ألف مقعد في الرياض ستكون مطلوبة في القطاع الخاص. وسيكون هناك أيضًا حوالي 2.7 مليون مقعد مطلوب بحلول عام 2030 في التعليم العالي، منها حوالي 150ألف في القطاع الخاص.”
ويضيف أحمد: “مع ذلك، نتيجة للتحول الاقتصادي وبرامج التنويع في إطار رؤية 2030 ومن المتوقع أن تحفز حملة التدقيق الطلب على التعليم العالي ، تتوقع كوليرز حدوث تحول في الطلب من العروض التقليدية نحو الذكاء الاصطناعي (AI) ، العلوم الروبوتية ، الطاقة النووية ، الطاقة المستدامة ، الطاقة المتجددة ، الطاقة الشمسية ، إلخ. ومن المتوقع أن يتحول الطلب نحو دراسات البحث والتطوير المستندة إلى الأدلة (R & D) مع الأخذ في الاعتبار أجندة التحول الاقتصادي في إطار رؤية 2030 وديناميكيات السوق المتغيرة، بدلاً من مجالات الدراسة التقليدية للتغلب على “عدم التوافق” بين الدرجات، مهارات ومتطلبات سوق العمل”.
ولم تغيّب دراسة كوليرز فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومدارسهم من هذا الرصد الاستثماري، إذ يقول أحمد: “هناك طلب كبير لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة (SEN) طلبًا كبيرًا بسبب عدم وجود أي مشروع مخصص. وبناءً على تقديرات كوليرز، يعاني حوالي (1.4) مليون سعودي من الإعاقة، من بينهم حوالي (360،00) في الرياض”. ويردف أحمد: “الحاجة الحالية هي تطوير متكامل مصمم خصيصًا للمعاقين متخصص في مجال تقديم برامج وخدمات شاملة تلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، والتي يجب أن تلبي جميع أنواع الإعاقات مع مجموعة كاملة من الخدمات بما فيها: (حضانة ورياض أطفال ومدرسة – كلية جامعية – مستشفى ومركز تأهيل – رعاية سكنية – مركز مشاركة اجتماعية ومجتمعية – دعم البنية التحتية واللوجستيات)”.
وتنظر مبين إلى المؤتمرات الأكاديمية على أنها “فرصة لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات والأبحاث، كما تسمح للحاضرين بالمشاركة في مناقشات ثاقبة مع الآخرين حول آخر الأحداث في مجال الدراسة. وتعد مشاركة المعرفة عند حضور المؤتمرات الأكاديمية فرصة لا تقدر بثمن لاكتساب وجهات نظر جديدة وتوسيع آفاق التربويين”. وعن أبرز ما يجذبها من قضايا ومواضيع في الفعاليات التربوية تذكر مبين أن: “الحديث عن التصاميم العالمية للتعلم وتصميمات المناهج ودمج الدمج في النموذج التعليمي هي موضوعات تهمني”.
يشار إلى أن هذا المؤتمر كان بتنظيم من شركة InformaConnect الشرق الأوسط وضمن سلسلة مؤتمرات EdEx المختصة بالقطاع التعليمي، وبشراكة إعلامية مع المجلة التربوية الإلكترونية.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *