aisc
saudistem

التوجيه الطلابي في مدراسنا ورؤية (٢٠٣٠)

التوجيه الطلابي في مدراسنا ورؤية (٢٠٣٠)
كتابة: لطيفة العجراء

إن استراتيجية مملكتنا العربية السعودية المتكاملة للتنمية التي تتمثل في رؤية ٢٠٣٠، جعلت من تنمية القدرات البشرية إحدى مرتكزاتها الأساسية؛ لتهدف إلى بناء مستقبل مشرق للمملكة، وذلك من خلال ثلاثة محاور مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

 

وتعمل هذه الرؤية على تمكين المملكة العربية السعودية من تبوء مركز قيادي على المستوى العالمي في العديد من المجالات، ومن ضمنها المجالات التربوية والتعليمة، فهما الركيزة الأساسية لنمو المجتمعات وحجر الأساس الذي يُبنى عليه تقدم أي دولة من الدول.

 

وتسعى رؤية ٢٠٣٠ إلى أن يمتلك الطالب قدراتٍ تُمكِّنه من المنافسة عالميا، من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف، كما تركز الرؤية على تطوير أساس تعليمي متين يسهم في غرس القيم منذ الصغر.

ولتحقيق ذلك يتطلب منا عمليات إرشادية مخططة ومنظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته ويعرف قدراته وينمي إمكانياته ويحل مشكلاته، وموجه تربوي فعّال يوجه الطالب خلال مسيرته الدراسية ليحقق أعلى مستويات الكفاءة النفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية، فبناء شخصية الطالب منذ بداية مسيرته الدراسية إلى نهايتها يجب أن يكون على نفس درجة أهمية مواد اللغات والحساب والتاريخ وغيرها.

 

ولنضرب مثلاً بالنظام التربوي التعليمي الناجح في كوريا الجنوبية، فقد أدركت كوريا الجنوبية بعد الحرب أنها لا تملك أي موارد تساعدها على النهوض؛ إلا مورد واحد فقط وهو الإنسان، ومن هنا قررت كوريا الجنوبية وضع معظم جهودها في الارتقاء بالتربية والتعليم، كانت كوريا الجنوبية مصيبة تماما في هذا القرار؛ فبعد ٥٠ عاما فقط، أصبحت في المركز الثاني على مستوى التعليم عالميا.

 

فالنظام التعليمي في كوريا الجنوبية يعتمد بشكل رئيس على التنشئة التربوية للأطفال واعتبارهم أهم موارد الدولة، فهو لا يعبأ بالاختبارات بقدر ما يعبأ ببناء الشخصية والمهارات والمفاهيم الأساسية التي يجب أن يعيها الطلاب، غير أن هذا لا يعني سهولة المنهج التعليمي؛ وإنما يعني طول المدة الدراسية التي قد تدفع الكادر التعليمي إلى الانتظار مع الطلاب حتى ساعات متأخرة بعد اليوم الدراسي، للتأكد من ترسيخ هذه المفاهيم لديهم، ومتابعة تطور شخصية الطالب، فكما يتم إعداد الكادر التعليمي ليكونوا مؤهلين للتعامل مع الطلاب تربويا ونفسيا، يتم إعداد الطالب نفسياً واجتماعياً وتربويا ومهنياً للتعامل مع الحياة، إضافة إلى مساعدته على اكتشاف موهبته الاصلية وتطويرها .

 

فمن المهم جداً وضع الخطط والبرامج الارشادية التي تغير عمق شخصية الطالب وتصنع منه نسخة أفضل، وهذا يتطلب أيضاً ممارسات إرشادية فعلية في الميدان تُحدث فرقاً واضحاً وجلياً، وليس فقط شعارات متكررة توزع للطلبة لا تحدث إلا تأثيراً سطحياً لا يمتد لوقت طويل ولا يغيّر في شخصية الطالب على المدى البعيد.

 

 إن ثقافة اللجوء إلى المختصين النفسيين والاجتماعيين ليست رائجة في مجتمعنا بشكل عام وبين شبابنا وأولياء الأمور بشكل خاص، فهذا يؤكد لنا أهمية دور الموجه الطلابي في المدرسة بحيث أنه قادر على توجيه وإرشاد الطالب من مرحلة رياض الأطفال إلى أن يصبح شاباً واعياً وناضجا في جميع جوانب الشخصية. إذ أن بداية الاستفادة من خدمات الموجه الطلابي من عمر صغير تجعلنا نتفادى التراكمات التي قد تظهر نتيجتها اضطرابات وظواهر فاسدة في المجتمع في عمر الشباب، فيقوم الموجه الطلابي بالتواصل مع الطالب من خلال حضوره للمدرسة بمعدل خمسة أيام في الأسبوع، فهو قادر على أن يحدث تغييراً جذرياً في شخصية الطالب من خلال التوجيه النفسي والاجتماعي والمهني والفكري والمتابعة المستمرة، لينتج لنا جيل واعي، متزن، طموح، قادر على مواجهة تحديات عصره، وينهض بوطنه إلى مقدمة مصاف الدول المتقدمة.

 

 

الصورة من حساب (وزارة التعليم – عام) على تويتر

 

 

كتابة: لطيفة العجراء

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو

ltexpo