مرشد سياحي
Ipsef

ما هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على أدمغة المراهقين؟

ما هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على أدمغة المراهقين؟
ترجمة: هاشم علي الصعب

عشرة أمور يجب أن تعرفها عن هذا التأثير

 

الإحصائيات هنا واقعية. ففي العام الماضي، ذُكر أن حوالي فتاة من كل 3 فتيات مراهقات يفكرن جدياً في الانتحار. وهناك واحد من كل خمسة مراهقين يُعرفون باسم مجتمع الميم حاولوا الانتحار في العام نفسه. وبين عامي 2009 و2019، تضاعفت معدلات الاكتئاب بين المراهقين. كان هذا قبل جائحة كوفيد-19. السؤال: ماذا عن الآن؟

تشكل النمو البشري عبر آلاف السنين من خلال التطور المتكامل بين العقل والجسد. قال ميتش برينشتاين، كبير مسؤولي العلوم في جمعية علم النفس الأمريكية (APA)، أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ هذا الأسبوع، أنه خلال العشرين عامًا الماضية، أدى ظهور التكنولوجيا المحمولة ومنصات التواصل الاجتماعي إلى تغيير ما استغرق تطويره 60 ألف عام. “لقد بدأنا للتو في فهم كيف يمكن أن يؤثر ذلك على تنشئة الشباب.”

تقدم شهادة برينشتاين المكونة من 22 صفحة ، إلى جانب العشرات من الحواشي المفيدة، بعض الإيضاحات التي نحن في أمس الحاجة إليها حول كيف تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في أزمة الصحة العقلية للمراهقين. ومن أجلكم أيها الآباء المشغولون، ومقدمي الرعاية والمعلمين، لخصناها في عشر نقاط:

 

أولاً: التفاعل الاجتماعي هو المفتاح لنمو كل طفل وتنشئته:

البشر مخلوقات اجتماعية، ونحن نتعلم من خلال التفاعل الاجتماعي. يقول برينشتاين: “لقد كشفت العديد من الدراسات أن تفاعل الأطفال مع أقرانهم له آثار دائمة على وضعهم المهني، والمادي، ونجاح علاقاتهم، وتطورهم العاطفي، والصحة العقلية، وحتى على الصحة البدنية ومعدل الوفيات بعد سن الأربعين”. هذه الآثار أقوى من آثار معدل الذكاء لدى الأطفال، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والتحصيل العلمي”.

 

هذا يساعد في تفسير أسباب النمو الهائل لمنصات وسائل الإعلام الاجتماعي في فترة من الزمن قصيرة نسبيا. ولكن هل نوع التفاعل الاجتماعي الذي تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي صحي؟

 

ثانياً: تسير منصات وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من الأحيان في المسلك الخاطئ للتفاعل الاجتماعي.

قد تسأل، ما هو المسلك الصحيح؟ الإجابة وفقًا لبرينشتاين تكمن في التفاعل وبناء العلاقات “التي تتسم بالدعم والحميمية العاطفية والصراحة والاحترام الإيجابي والعرى الوثيقة (أن يسند كل من الطرفين الآخر) والثقة “.

تكمن المشكلة في أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا (وإن لم يكن دائمًا) تصنف الناس بحسب عدد “الإعجابات” وعدد “المتابعين”، مما قد يدفع المراهقين إلى نشر أشياء عن أنفسهم، أكانت صحيحة أم لا، من أجل الحصول على أكبر قدر من الانتباه. وحذر برينشتاين من أن هذه الأمور “تخلق سمات معاكسة تماماً للسمات المطلوبة في العلاقات الناجحة والتكيفية”. وبعبارة أخرى، تقدم وسائل التواصل الاجتماعي “محتوى فارغ للتفاعل الاجتماعي”، والذي وإن بدا أنه يساعد في إشباع احتياجاتنا البيولوجية والنفسية، لكنه في الحقيقة لا يحتوي على المضمون السليم الذي قد يجلب الفائدة المرجوة.

وقد أثبتت البحوث حقيقة أن وسائل التواصل هي فعلا سبب للشعور بالوحدة عند المراهقين.

 

ثالثاً: إنها ليست في مجملها سيئة.

أوضح كبير مسؤولي العلوم في جمعية علم النفس الأمريكية APA أن وسائل التواصل الاجتماعي ودراستها أحدث عمراً من أن نصل إلى العديد من الاستنتاجات اليقينية المطلقة حولها. في الواقع، يمكن أن تغذي وسائل التواصل الاجتماعي حاجة المراهقين للتواصل الاجتماعي بطرق صحية عند استخدامها استخداماً صحيحاً.

تشير الأبحاث إلى أن الشباب يشكلون صداقات عبر الإنترنت ويحافظون عليها. غالبًا ما توفر هذه العلاقات فرصًا للتفاعل مع مجموعة أقران أكثر تنوعًا مما نجده في علاقات التواصل في الواقع الحقيقي، وتكون علاقات وثيقة وهادفة وتوفر دعمًا مهمًا للشباب في مواجهة الضغوط.”

علاوة على ذلك، كما أشار برينشتاين: “هذه المنصات الرقمية توفر مساحة مهمة لاكتشاف الذات والتعبير عنها” للعديد من المراهقين المهمشين ويمكن أن تساعدهم في تكوين علاقات هادفة ربما تحميهم من آثار الضغوط.

 

رابعاً: المراهقة هي “فترة ضعف نمائي” يتوقُ فيها المراهقون إلى الحصول على مكافآت اجتماعية دون أن تكون لديهم القدرة على كبح جماح أنفسهم.

يقول برينشتاين أنه عند دخول الأطفال سن البلوغ، فإن مناطق الدماغ المسؤولة عن الشغف بالمكافآت الاجتماعية، مثل حب الظهور ولفت الانتباه والإطراء من الأقران تميل إلى التطور بشكل جيد قبل بقية أجزاء الدماغ المسؤولة عن قدرتنا على ضبط سلوكياتنا، ومقاومة الإغراءات، ويمكن لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تكافئ المراهقين بـ “الإعجابات” و “المتابعين” الجدد أن تثير وتغذي هذا الشغف.

 

خامساً: زر “الإعجاب” يمكن أن يجعل السلوك السيئ يبدو جيداً.

لطالما واجهت هوليوود مجموعات الآباء الذين يشعرون بالقلق من أن أفلام العنف أو الجنس المفرطة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على سلوكيات المراهقين. وهذا يبرر مخاوف مماثلة تجاه المراهقين الذين يشهدون سلوكًا سيئًا على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن الأمر معقد. تأمل هذا:

قال برينشتاين للمشرعين: “كشفت الأبحاث التي تفحص أدمغة المراهقين أثناء وجودهم على موقع وسائل التواصل الاجتماعي المحاكية أنهم عند مشاهدتهم لصور غير قانونية وخطيرة، لوحظ تنشيط قشرة الفص الجبهي مما يشير إلى تثبيط صحي تجاه السلوكيات غير التكيفية”.

هذا جيد. هذا يعني أن قشرة الفص الجبهي تساعدنا على اتخاذ قرارات ذكية (وآمنة). مرحى لقشرة الفص الجبهي! ولكن هنا تكمن المشكلة.

ذكر برينشتاين، عندما ينظر المراهقون إلى هذه السلوكيات غير القانونية أو الخطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة برمز “الإعجاب” بها من الآخرين، فإن الجزء من الدماغ الذي يبقينا آمنين يتوقف عن العمل أيضًا، “مما يشير إلى أن” الإعجابات” قد تقلل من تثبيط الشباب (أي ربما زيادة ميلهم) نحو السلوك الخطير وغير القانوني.”

وبعبارة أخرى، فإن السلوك السيئ يظل سيئاً، حتى يبدأ الآخرون في الإعجاب به.

 

سادساً: يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا أن تجعل “سلوكيات الاضطراب النفسي” تبدو جيدة.

تحدث برينشتاين على وجه التحديد عن المواقع أو الحسابات التي تعزز السلوكيات المضطربة في الأكل وإيذاء النفس غير الانتحاري، مثل “القطع الذاتي”.

“تشير الأبحاث إلى أن هذا المحتوى قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط لتصوير هذه السلوكيات، ولكن لتعليم الشباب كيفية الانخراط فيها، وكيفية إخفاء هذه السلوكيات عن البالغين، وتشجيع المستخدمين بنشاط على الانخراط في هذه السلوكيات، ومعاقبة أولئك الذين يعبرون عن رغبتهم في سلوك أقل خطورة.”

سابعاً: الاستخدام المتطرف لوسائل التواصل الاجتماعي قد يشبه الإدمان إلى حد كبير.

 قال برينشتاين للمشرعين أيضاً: “تتداخل مناطق الدماغ التي تنشطها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع المناطق المسؤولة عن الإدمان على المواد غير القانونية والخطرة”.

واستشهد بسلسلة من الأبحاث التي تقول أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي لدى المراهقين غالبًا ما يُظهر بعضًا من نفس أعراض الإدمان التقليدي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أدمغة المراهقين لا تملك نوعًا من أدوات التحكم الذاتي التي يمتلكها الكبار.

 

ثامناً: تهديدات التنمر عبر الإنترنت حقيقة.

وحذر برينشتاين المشرعين من أن “الإيذاء والمضايقة والتمييز ضد الأقليات العرقية والإثنية والجنسانية والجنسية أمر متكرر على الإنترنت وغالبًا ما يستهدف الشباب. يعاني بعض شباب المجتمع من مستوى عالٍ من التنمر والتهديدات وإيذاء النفس على وسائل التواصل الاجتماعي “.

وقال برينشتاين: “إن فحوصات الدماغ للبالغين والشباب تكشف أن التحرش عبر الإنترنت ينشط نفس مناطق الدماغ التي تستجيب للألم الجسدي وتؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تكرر الاعتداء الجسدي وتخلق أضرارًا جسدية وعقلية”.

 

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، “الشباب الذين يبّلغون عن أي تورط في سلوك التنمر هم أكثر عرضة للإبلاغ عن مستويات عالية من السلوك المرتبط بالانتحار من الشباب الذين لا يبلغون عن أي تورط في سلوك التنمر”.

في وقت سابق من هذا الشهر، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا في نيو جيرسي بعد أن هاجمها زملاؤها الطلاب في المدرسة وتم نشر مقطع فيديو للاعتداء على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

تاسعاً: من الصعب ألاّ تقارن نفسك بما تراه في وسائل التواصل الاجتماعي.

حتى الكبار يشعرون بذلك. نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ثم نقارن أنفسنا بالمتواجدين فيها، بداية من صور عطلاتنا السياحية إلى المظهر الشخصي ومحيط الخصر- خصوصا محيط الخصر وكيف يبدو مظهرنا أو كيف نريد أن يكون مظهرنا بناءً على ما يجلب كثرة “الإعجابات” مما لا يجلبها. وقد تتضخم آثار مثل هذه المقارنات على المراهقين.

 

“يوضح علم النفس أن التعرض لهذا المحتوى عبر الإنترنت يرتبط بانخفاض الصورة الذاتية والتصورات المشوهة عن الجسم بين الشباب. هذا التعرض يخلق عوامل خطر قوية لاضطرابات الأكل، والسلوكيات غير الصحية لإدارة الوزن، والاكتئاب “.

 

عاشراً: النوم هو أكثر أهمية من زر “الإعجاب”.

تشير الأبحاث إلى أن أكثر من نصف المراهقين يظهرون على الشاشات قبل وقت النوم مباشرة، وهذا يمكن أن يمنعهم من الحصول على النوم الذي يحتاجونه. لا تقتصر السلبيات فقط في قلة النوم، بل في أعراض مثل الصحة الذهنية السيئة، وضعف المستوى الدراسي، وصعوبة تنظيم الإجهاد، “جداول النوم المضطربة مرتبطة بالتغيرات في نمو الدماغ الهيكلي في سنوات المراهقة. وبعبارة أخرى، فإن انشغال الشباب بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قد يكون له آثار ضارة على حجم أدمغتهم “.

 

رابط المقال الأصلي:

https://www.kqed.org/mindshift/61026/10-things-to-know-about-how-social-media-affects-teens-brains

 

بقلم كوري تيرنر لموقع: mindshift.com

ترجمة: هاشم علي الصعب

1 تعليق

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

1 التعليق

  • حسونه الصعب
    أبريل 26, 2023, 4:38 م

    ، شكرا من القلب على تقديم هذا المحتوى الهادف اسال الله ان يجعلك من الصالحين

    الرد

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو