وغالبًا ما تحل محل المصادر التقليدية للمعلومات، نتيجة لذلك سعت العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية في العالم إلى الاستفادة من مزايا التعلم الإلكتروني ودمجها في العملية التعليمية من أجل تحقيق قضايا تعليمية أفضل وتجربة غير تقليدية في عملية التدريس، ويمكن القول أن تكنولوجيا المعلومات ساهمت بشكل كبير في هيكلة العموميات التمهيدية المتعلقة بالتعليم ، حيث دعمت العملية التعليمية بتقنيات متنوعة بدءاً بالبرمجيات، مما ساهم في رفع الإنتاجية التعليمية إلى التحيز الإلكتروني.

وقد تمت إعادة التطورات التكنولوجية المتتالية في هذا المجال في عدد لا بأس به من الأدوات المختلفة التي يمكن أن تساهم في التعلم الإلكتروني، ولا تقتصـر منصات التدريس الإلكترونية على تلك التي تقدمها الجامعات فقط، ولكن منصات أخرى مشابهة مثل Zoom وGoToMeeting وGoogleClassrooms وMicrosoft ومع خيارات أكثر تقدمًا من تلك التي توفرها منصات التعلم التقليدية، ويمكن القول إنه مع تنوع الأدوات المستخدمة، تباينت درجة رضا الطلبة عن قضايا العملية التعليمية، فضلاً عن قدرتهم على إستيعاب هذه الأدوات وفهمها واستخدامها.

كما يمكن وصف التعليم عبر الإنترنت كأداة يمكن أن تجعل عملية التدريس أكثر تركيزًا على التلميذ، وأكثر إبداعًا، وأكثر مرونة بالفعل. تُعرَّف العملية التعليمية عبر الإنترنت بأنها “مهام التعلم محيط متزامن أو غير متزامن يستخدم تحيزًا مختلفًا كالهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وما إلى ذلك مع إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وفي هذه البيئة المحيطة يمكن للطلبة أيضًا أن يكونوا في أي مكان (مستقلين) للتعلم والتفاعل مع المعلمين.

فقد تم تنظيم تضاريس العملية التعليمية المتزامنة بمعنى أن يحضـر الطلبة محاضرات حية، وهناك وقت حقيقي بالنسبة للتفاعل بين المعلمين والمتعلمين، كما يمكن للعملية التعليمية المتزامنة أن تعطي الكثير أيضًا للتفاعل والتواصل الإجتماعي.

لم يعد التدريس عبر الإنترنت خيارًا، بل أصبح ضرورة، وقد جعلت كورونا 19 المؤسسات تنتقل من عدم الإتصال إلى الإنترنت من خلال التعليم قبل أن يكونوا متحفظين على التغيير لقبول التكنولوجيا فائقة الحداثة.

فقد أظهر لنا هذا الوباء الجانب المربح من التدريس عبر الإنترنت والتعلم الإلكتروني، وبمساعدة الإنترنت وأساليب التدريس يمكننا إشراك عدد كبير من الطلبة في أي وقت وفي أي جزء من العالم.

تجدر الإشارة إلى أن كل من المزايا والعيوب المرتبطة بالتعلم جعلت العديد من المؤسسات التعليمية تستعير أنظمة التعلم كجزء من العملية التعليمية، وأثناء أزمة كورونا 19 تحول الانتباه إلى التعلم من خلال التكنولوجيا مرة أخرى، وبدلاً من النظر إليه كأداة إثباتية لعملية التعليم التقليدية، فقد أصبح كبديل للتعليم التقليدي الذي يعتمد على التواصل مع الطلبة والدروس وجهًا لوجه، في حين أن الممارسات التربوية أصبحت محفوفة بالمخاطر في ظل الوباء.

وعلى الرغم من المزايا التي يوفرها مجال التعلم الإلكتروني، إلا أن هناك العديد من الآفات والعقبات التي أرتبطت بها، مثل قدرة القائمين على العملية التعليمية على استخدام الأدوات التكنولوجية المتاحة لهم بكفاءة وفاعلية لتحقيق الأفضل والاستفادة منها، وقدرة المؤسسات التعليمية على إقتناء البرامج والعتاد اللازم لتوفير التعلم الإلكتروني، وإمتلاك الطلبة المهارات التي تسمح لهم باستخدام أدوات التعلم، بالإضافة إلى عدم توفر الأدوات التعليمية المتاحة في شكل إلكتروني. وبالتالي، هناك حاجة إلى العاملين في مجال التعليم لإتقان استخدام أدوات التعلم الإلكتروني في فترة زمنية قصيرة من أجل الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية.

وقد أبلغت العديد من البلدان عن مجموعة من العقبات والتحديات التي تواجه أسلوب التعلم الإلكتروني، وأهم هذه العوامل هو الافتقار إلى الهيكل والتكنولوجيا القابلة للتطبيق لعملية التعلم الإلكتروني ، بالإضافة إلى التحديات المالية المتمثلة في فراغ الدعم المالي لدعم إستدامة برامج التعلم الإلكتروني، وعدم توفر العاملين في التخصص على شرائح كافية من التعلم المسبق وضعف قدرات الطلبة ، وتشابه مشاكل الإنترنت مع الانقطاعات المتكررة وعدم وضوح الصورة والصوت ، بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالتعليم المسبق، وأيضًا وفقًا لطبيعة التخصص حيث يجب أن يكون بعضها وجهاً لوجه لمتطلبات الإتصال الفعال والجماعي بين المتعلم والمعلم لتوصيل المعلومات بشكل أكبر.

واتضح أيضاً بأن المعلمين لم يمكّنهم التدريس السلس والبعيد من تحديد مدى فهم الطلاب الدروس، على الرغم من أن المنصات التعليمية تقدم طرق تقييم حديثة ومتنوعة، إلا أنها لا تؤخذ في الإعتبار بديلاً عن التفاعلات وجهاً لوجه، حيث أن الإتصال المباشر هو بلا شك أكثر كفاءة ويقدم تقييمات أكثر عدلاً للطلاب.

ومن أبرز التوصيات المقترحة لتحسين وتطوير الإيجابيات والتغلب على السلبيات:

–ضرورة زيادة الوعي التكنولوجي للطلبة وتدريبهم على الاستخدام الأمثل لأدوات وبرامج التعليم عن بعد لتحقيق موضوعات تعليمية أفضل.

–حث المعلمين على استخدام أدوات تعليمية مختلفة للتأكد من ملاءمتها لإيصال المادة العلمية بشكل جيد للطلبة، حيث أصبح التعلم عن طريق الإنترنت ضرورة لابد منها.

–أن يقوم التعليم بصياغة لوائح وقواعد جديدة تضمن تقاطع الممارسات التربوية في ضوء استخدام المعلمين لبرامج التعلم الإلكتروني بإختلاف المنصات التعليمية لتجنب وضع الطلبة تحت الضغط.

–ضرورة إعداد دراسات موسعة للتعلم الإلكتروني في الوطن العربي للتعرف على التوجهات الحالية والاستفادة منها في تطوير إطار منهجي للتعلم المسبق.

–إجراء مزيد من الدراسات لأداء شامل بتقييم جميع جوانب عملية التعلم الإلكتروني.

–تزويد المؤسسات الأكاديمية بالمعدات والأدوات والمختبرات اللازمة في تطبيق برامج التدريس الخاصة بهم عبر الإنترنت.

–استخدام الإشراف وتكتيكات المتابعة للتأكد من أن المعلمين يؤدون أدوارهم بشكل كامل، لا سيما مع غياب إجراءات الإشراف عبر التعليم الافتراضي.

–إنشاء دائم لمنصة تعليمية لبث المحاضرات لتكون وسيلة تعمل في وضع غير متصل بالشبكة، سوف تساعد هذه التقنيات في التغلب على المشكلات الفنية عبر الإنترنت في العملية التعليمية.

–عقد ورش عمل للمعلمين لتدريبهم على الاستخدام الأمثل للأدوات المتقدمة لهذه التقنيات وعدم الاكتفاء باستخدام أدوات بسيطة.

–أن يكون هناك متابعة ومراجعة وتحديث للتعلم الإلكتروني باستمرار بحيث تعمل بكفاءة في جميع الأوقات وخاصةً عند الطوارئ.

المراجع:

-أحمد ماهر خفاجة شحاتة, ناهد محمد بسيوني سالم, & خالصة عبدالله البراشدية. (2022). تجربة التعليم الإلكتروني لقسم دراسات المعلومات بجامعة السلطان قابوس في ظل جائحة كورونا. Journal of Information Studies & Technology (JIS&T), 2022(1), 3.‏

-Dhawan, S. (2020). Online learning: A panacea in the time of COVID-19 crisis. Journal of educational technology systems, 49(1), 5-22.‏

-Alolaywi, Y. (2021). Teaching online during the COVID-19 pandemic: Teachers’ perspectives. Journal of Language and Linguistic Studies, 17(4), 2022-2045.

Image from: freepik.com

كتابة: تركي المحرق