مرشد سياحي
Ipsef

الموهوبون.. حتى لا نفقد إبداعاتهم

الموهوبون.. حتى لا نفقد إبداعاتهم
كتابة: د. فاطمة مطر

كان لدراستي المتعلقة بمهارات التفكير أثر كبير في أسلوب تفكيري، وخصوصا عندما أكتشف أني عند إغفال تطبيقها تؤثر على حل المشكلات المهنية والشخصية في الوقت ذاته.

وعندما تعود بي الذاكرة لبداية التطبيق لهذه الدراسة في عام 2019، التي قد تشغل كل باحث عن جميع الاحداث والحالة الاستثنائية حوله وإن كانت غامضة، ربما تحتاج لملفات أخرى من الجهد والبحث.

في العديد من الملاحظات، أجد نفسي أتساءل: “هل يُبدي المربين اهتماما عندما يلاحظون هؤلاء الموهوبين، أم أنه أنا فقط؟” خصوصا عندما تكون علامات فارقة نتبينها بالملاحظة فقط لهؤلاء؛

بالطبع بدأت على الفور أفكر في أن هذه الموهبة ربما ستكون في أعلى المستويات التي يمكن تصل إليها (اعتمادًا على الرعاية المتوفرة) حتى يتم توفير الدعم والاثراء له والآخرون ببرنامج التدخل.

إن فهم موهبتهم الخاصة وتطوير الشعور بالهوية لديهم أمر بالغ الأهمية لتطوير الذات. حيث يعاني العديد من الموهوبين من صعوبة التعرف على موهبتهم وكيفية تطوير هذه الإمكانات نظرًا لوجود مساحات قليلة لمساعدتهم في الاستشارة، تطوير إمكاناتهم المتدفقة في هذا العمر.

في الواقع أني حينها لم أكن أملك سهمين إنما سهم إنفاذ خطتي البحثية فقط، في حين تراجع اهتمامي للسهم الآخر، واكتفيت بمحادثات وتوجيهات لمعلماتهم. في حين كنت على يقين من أنه لم يكلف أحد عناء بإثراء تلك الموهبة.

ربما لأن معلميه لا يعرفون ماذا يفعلون، لقلة خبراتهم في التعامل مع هؤلاء، فلم يتلقوا التدريب اللازم، وكذلك عدم توفر منسقي مواهب بالمدارس، علما أن التعامل مع هؤلاء يلزمه احترافيه، حتى لا يساء فهمهم من قبل الأفراد العاديين.

هل فقدنا إبداعهم؟ 

صالح هو الطالب المتميز بالصف من حماسه تجده دائم الوقوف، لديه سرعة بديهة عالية، والمرونة الفكرية واستعداه للتعلم عالٍ، من يطبق برامج مهارات التفكير يعلم جيدًا كيف يميزهم، استمطار الأفكار واستمراريتها للإتيان بأفكار مبتكرة، تتسم بالعمق، وصفها “ستيرنبرغ” بالذكاء المنطقي الأكاديمي وهي تمثل قدرته على الإبداع والمرونة الفكرية.

فالذكاء مصطلح يتضمن عادة الكثير من القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، وحل المشكلات، وسرعة التعلم. وقد أكد على ضرورة تنشيط اتجاهاتنا نحو الأطفال الموهوبين، لكن مدارسنا تحت وطأت المناهج وإنجازات التحصيل الدراسي، بينما الموهبة أكثر من مجرد تحصيل الدرجات أو درجات اختبار.

إبراهيم طالب في الصف السادس هو ليس طالبا متميزاً، لكن أداءه على القياس جيد، وكذلك في تحصيله المدرسي، يغلب عليه الهدوء والانغماس بإكمال أي رسم يقابله يزيد فيه بهجة عالية، أفكاره تصويرية تنهمر عليه بطلاقة ومرونة فلا تفتر يداه عن الرسم أبدا، وقد لاحظت ذلك حتى في أوراق العمل التي يتم تطبيقها على المجموعات، نلحظ فيها إبداعات أخرى، وإن طالبتهم بالتسليم يشير زملاءه بأن إبراهيم لا يزال ينقش فيها من خطوط رسماته الجميلة.

هؤلاء وغيرهم كثير يكافحون مع شعور موهبتهم الذي لم يتمكنوا من فهمه بعد، فهم يعانون كثيرا لفهم ذواتهم، والتعرف بإمكاناتهم، فمن يساندهم لتحرير مهاراتهم الكامنة!

الأدوار المميزة في رعاية الموهبة

 أولاً: وزارة التربية والتعليم بالإمارات:

على صعيد وزارة التربية والتعليم هناك جهود ملموسة في الاهتمام بالموهوبين في دولة الإمارات لم تشهده من قبل حيث وفرت الوزارة مبادرة “روائع” بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، وتهدف إلى تطوير مواهب وقدرات الطلبة في شتى مجالات الفن والثقافة، مبادرات لتعزيز التفكير الإبداعي والنمو الذهني الاجتماعي ورفع مستوى الكفاءة.

ثانياً: مؤسسة حمدان بن راشد مكتوم للموهبة والابتكار:

تتبنى المؤسسة عددًا من المعسكرات الطلابية تقدم خلالها برامج إثرائية للطلبة الموهوبين وبرامج متخصصة للمبتكرين تتضمن فعاليات وأنشطة تربوية وتعليمية ومهنية.

الأمر الآخر تتبنى المؤسسة تدريب العديد من الكوادر البشرية المدرجين في الميدان التربوي على دبلوم الموهبة وماجستير الابتكار، مما قد يغطي جزء لا بأس به من احتياج وزارة التربية لهذه التخصصات واستثمارها بالواقع الميداني لتنفيذ برامج تدريبية لزملائهم، وكذلك بتطبيق مبادرة الوزارة (روائع) للطلبة الموهوبين في المدارس.

ويجب أن تؤخذ الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية للأفراد الموهوبين بعين الاعتبار وأن يتم التعامل معها باهتمام.  ونحن نقرأ كثيراً في عالمنا حول العديد من الأفراد الموهوبين الآخرين الذين لديهم قصص لم تحظى بالرعاية المناسبة وتم استغلال هذه المواهب بمواقف سلبية وذلك بسبب الموهبة التي ضاعت بسبب سوء الفهم، وسوء التشخيص، والافتقار البسيط إلى البصيرة التي لدينا تجاه الموهوبين.

المصادر:

sengifted.org/intelligence

https://www.moe.gov.ae/Ar/ImportantLinks/Pages/TalentDiscovery.aspx

https://www.ha.ae/ar

 

كتابة:

د. فاطمة مطر

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو