saudistem

من هو ‫المعلم الذي سيساهم في تحقيق رؤية الوطن؟

من هو ‫المعلم الذي سيساهم في تحقيق رؤية الوطن؟
كتابة: عبدالله الأحمري

إن المعلم والمعلمة بناة رؤى الأوطان وحجر الأساس للتنمية، وفي هذه المقالة أستعرض لقراء المجلة التربوية الإلكترونية دور المعلم في هذه المرحلة والمهارات المطلوبة.

 

دور المعلم في بناء المجتمع: 

لا يمكن الحديث عن تطوير أداء المعلم وكفاءته دون الإشادة بالدور المحوري الذي يقوم به المعلمون والمعلمات في بناء المجتمعات. فهم العمود الفقري للعملية التعليمية، والمصدر الأول للإلهام، والقوة الدافعة التي تشكّل العقول وتبني الأجيال.

 

المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مربٍّ، وداعم، وملهم. هو من يزرع بذور الإبداع في نفوس الطلاب، ويربي فيهم القيم والمبادئ. ومع كل تحدٍ يواجهه، يقدم المعلم أعظم صور التفاني والإخلاص، سواء كان ذلك في غرفة الصف، أو أثناء إعداد الدروس، أو حتى في تفاعله مع أولياء الأمور. المعلم هو ذلك النور الذي يضيء ظلام الجهل، والأمل الذي نغرسه في قلوب أجيال المستقبل.

 

التقدير والتحديات:

ولا يسعنا الحديث عن تطوير الأداء دون توجيه أسمى عبارات التقدير للمعلمين والمعلمات، الذين يعملون بلا كلل في ظل تحديات متزايدة. فهم من يضيئون الطريق للجيل القادم، ويقودون عجلة التنمية في المجتمع. إن كفاحهم اليومي هو ما يصنع الفرق الحقيقي، ويهيئ الطلاب ليصبحوا مواطنين صالحين يسهمون في نهضة أوطانهم.

 

ومع ذلك، يواجه المعلمون تحديات كبيرة تتطلب حلولًا مبتكرة ودعمًا مستمرًا. تطوير المعلم وصقل مهاراته يُشكّل هاجسًا كبيرًا في وزارات التعليم في العالم أجمع، وعلى إثر ذلك تكوّنت لدينا قناعة بأن المعلم هو حجر الزاوية في تطوير أي أمة وأي شعب، فهمًا وارتقاءً بالثقافة والحضارة.

 

رؤية 2030 ودور التعليم في التطور الوطني:

وانطلاقًا من رؤية سيدي ولي العهد -حفظه الله- الطموحة، والتي نعيش منها تطورات وإنجازات مجتمعية واقتصادية تغطي كافة مناحي الحياة، باتَ لزامًا على التعليم أن يواكب هذه التحولات ويتسارع لتحصيل نصيبه منها. ولأجل العيش باقتصادٍ مُزدهر يتوجب تنفيذ تعليم مستمر ومتجدّد.

 

هنا، يمكننا التأمل في تجربة سنغافورة الرائدة، التي نقلت دولة فقيرة تعيش على المعونات إلى دولة متقدمة اقتصاديًا وذات شأن مالي عالمي. ففي عام 1997م، رفع الرئيس السنغافوري شعار: “مدرسة تفكر، وطن يتعلم”، في إشارةٍ إلى أن التطوير يبدأ من التعليم. هذا الشعار ساهم في تصنيف البنك الدولي لسنغافورة كواحدة من أفضل دول العالم في تنمية القوى البشرية.

 

مهارات القرن الواحد والعشرين:

في خضم التعليم المعاصر، تتجلى الحاجة إلى تطوير المعلم ليكون قادرًا على نقل المسؤولية التعليمية من الطريقة التقليدية القائمة على التلقين إلى الطريقة القائمة على الابتكار والاستغلال الأمثل للموارد التكنولوجية.

 

يتحدد مستوى المعلمين والمعلمات اليوم بقدرتهم على الإجابة عن سؤال محوري: ما هي مهارات القرن 21؟

هذه المهارات تشمل:

  • الإبداع والتفكير الناقد: هل يُدرب المعلم طلابه على التفكير النقدي وحل المشكلات؟
  • المهارات الرقمية: هل يمتلك الطلاب القدرة على البحث الفعّال باستخدام الموارد الرقمية؟
  • المهارات الحياتية: مثل المرونة، التكيف، وحكمة التصرف.

 

الواقع أن طلابنا يستخدمون التقنية كوسيلة تواصل، دون استثمارها بما يحقق فائدة ملموسة. وهنا يأتي دور المعلم في توجيه الطلاب نحو الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا، وتعليمهم كيفية تحليل المعلومات وتوجيه النقد الهادف لنوعية المحتوى الذي يتعرضون له يوميًا.

 

دور القيادة المدرسية في تطوير المعلم:

من المهم أن يمتلك مديرو المدارس رؤية شاملة تجاه المعلم، تشمل كفاءته، وتطوره، وامتلاكه المهارات الحياتية والذكاء الاجتماعي. القيادة المدرسية الفعّالة تبدأ من أن يكون المدير قدوة في تلك المهارات، مما يخلق بيئة تعليمية ملهمة للمعلمين والطلاب على حد سواء.

 

يجب على مديري المدارس أن يركزوا على:

  1. تحفيز المعلمين أكاديميًا ومهنيًا: سواء من خلال الاجتماعات أو الجوائز التحفيزية.
  2. توفير فرص التدريب المستمر: لتطوير مهارات المعلمين بما يتماشى مع متطلبات العصر.
  3. نقل الثقافة القيادية: بحيث يتحول كل معلم إلى قائد داخل فصله.

 

دور المعلم في تطوير ذاته:

ولا تؤتي هذه الأدوار أُكُلها، ولا يجني المعلم ثمارها؛ حتى يكون له دافع من نفسه، ورغبة صادقة في تطوير ذاته، بزيادة معارفه، وبناء ثقافته، وتنمية ملكاته، فبهذه الأمور نستطيع بناء معلم قادر على تخريج أجيال تسهم إسهاماً كبيراً في تطوير التعليم، وتنمية الوطن، وتحقيق أهداف الرؤية الطموحة.

 

ختاماً، لنكن جميعًا جزءًا من التغيير الذي يبدأ من المعلم. فلنعمل على دعمهم، وتطويرهم، وتقدير جهودهم، لأنهم الأساس الذي تُبنى عليه أحلام أمتنا. السبيل الوحيد لتطوير التعليم يبدأ من تبنّي المعلم للثقافة الكافية والقيادة الحقيقية للتطوير والتحسين داخل الفصل.

 

كتابة: عبدالله الأحمري

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو