aisc
saudistem

“بيزا” يعيد ترتيب العالم التعليمي.. والدول تعلن خططها للإصلاح

“بيزا” يعيد ترتيب العالم التعليمي.. والدول تعلن خططها للإصلاح

ضرب إعصار نتائج اختبارات PISA العالم بأكمله، بعد تطبيقه على أكثر من مليون طالب حول العالم. لكن العالم العربي كان الأشد ضرراً وامتعاضاً وسخطاً على تلك النتائج التي تشير إلى الهاوية التي يقع فيها النظام التعليمي في عالمنا. ورغم غياب الكثير من الدول العربية عن تقييم PISA إلا أن دولاً خليجية مثل الإمارات والسعودية وقطر لم تكن نتائجها تعبّر عن حجم العمل المبذول في تطوير المنظومة التعليمية والتي يُصرف عليها مليارات من الدولارات بأجل تحسين نواتج التعلم.

السعودية تركز على نواتج التعلم.. والإمارات ستكون ضمن أفضل 20 دولة

 

وربما أن نتائج مشاركة لبنان التي أتت في ذيل القائمة مرتبطة بما تعانيه لبنان من كوارث اقتصادية وسياسية أثرت على التعليم. وتعرف PISA بيزا بأنها البرنامج الدولي لتقييم الطلبة، وهي دراسة دولية تطبقها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) كل 3 سنوات وتستهدف الطلاب في عمر15عاما، وتقيس مهاراتهم في ثلاث مجالات رئيسة محددة هي: مجال الرياضيات، ومجال العلوم، ومجال القراءة وذلك في 79 دولة حول العالم.

 

رئيس الوزراء الأردني عمر رزاز، وزير التربية والتعليم الأسبق علّق على نتائج الأردن بأنها إنجاز وطني مهمّ حققته الأردن في نتائج اختبار بيزا لعام 2018، وهذا ثمرة جهود كبيرة، ومن ضمن أولويّات عمل الحكومة.

ومن جهته أعلن وزير التربية والتعليم الأردني د. تيسير النعيمي أن الأردن يتقدم في نتائج دراسة البرنامج الدولي لتقييم الطلبة بامتحان بيزا 2018، وهناك تحسن جوهري مقارنة مع دورة الدراسة 2015 حيث أظهرت النتائج 20 درجة الزيادة في مبحثي العلوم والرياضيات و11 درجة في القرائية مما ساهم في تقدم الأردن 18 رتبة في العلوم، و7 رتب في الرياضيات و10 رتب في القرائية. فيما اتهم منسّق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة في الأردن د. فاخر دعاس بأن الإعلان عن تقدم وإنجاز ما هو إلا مضلل للفشل و”استخفاف رسمي بالوطن والمواطن معاً”. حيث تساءل دعاس “هل تعتبر الحكومة أن ارتفاعا بـ(10-20) نقطة من أصل 1000 نقطة يعتبر تغيّرا “دالًّا إحصائيًا؟! ولماذا اعتبرت الحكومة سابقا أن التراجع بـ(10-20) نقطة لا يعتبر دالا إحصائيًا، كما حدث في تقريرها حول نتائج امتحان عام 2015 والذي شهد تراجعا في نتائج الأردن في الامتحان؟! وهل تعتبر حكومتنا أن حصولنا على أرقام أقل المتوسط العالمي بـ 80-90 نقطة يعتبر إنجازًا وطنيًا؟!”

 

فيما لم يعلق وزير التعليم السعودي على منصة تويتر أو نائبه حول نتائج PISA بل فضلوا إعداد ورش عمل مع المسؤولين والقيادات في وزارة التعليم وإدارات التعليم بجانب مشاركة من هيئة تقويم التعليم والتدريب من أجل مناقشة النتائج، حيث دعا وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ المعلمين والمعلمات وقادة المدارس؛ لتأسيس ميثاق يعنى بتحسين نواتج التعلم يتضمن مستهدفات وضوابط محددة، وترجمته فعلياً داخل الصف الدراسي، بما يسهم في تطوير أداء المعلمين، وتحسين النواتج التعليمية للطلاب. وأشار وزير التعليم إلى أن نتائج الاختبارات الدولية والتحصيلية أكدت ضعف الطلبة في الفهم القرائي والمهارات الكتابية، لذلك تم تخصيص 5 دقائق تطبيقات كتابية لخمس حصص باليوم للصف الثاني والثالث الابتدائي، و10 دقائق تطبيقات كتابية لخمس حصص باليوم  للصف الرابع والخامس الابتدائي؛ لتعزيز مهارات الكتابة والقراءة، مشيراً إلى أهمية العناية بوقت التعلم في كل حصة وكل يوم، وتحديد حد أدنى لوقت التمدرس (العمليات التي تجرى داخل الفصل الدراسي)، وعدم الاعتماد على وقت التدريس، وجعل ذلك عمل أساسي وأصيل لإدارة التعليم ومكاتب التعليم، لافتاً إلى أن استمرار التقويم المستمر في وضعه السابق لم يغيَر من حال التعليم، بل أثبتت النتائج انخفاض نتائج المملكة في الاختبارات الدولية في فترة التطبيق، وبالتالي كان تعديل اللائحة أحد الحلول المقترحة والمهمة.

وطالب المشرف العام على إدارة قياس الأداء الدكتور فهد السحيمي بأن تصل نتائج الاختبارات لجميع المعلمين، وجميع المدارس، ومكاتب وإدارات التعليم بمناطق ومحافظات المملكة، حيث أنهم المعنيين في النهاية بعمليات التطوير والتحسين التي تتم على المدارس. وشدد وكيل وزارة التعليم  للتعليم العام الدكتور محمد بن سعود المقبل:” إن المشهد العام لتنفيذ الاختبارات الدولية والتحصيلية لم يعد كما كان، حيث من الأهمية أن ندرك كيف نستفيد من هذه الاختبارات وتكون عامل دعم حقيقي لنا، ولا نقف عند نتيجة معينة، ونقول هذا موقعنا من العالم دون أن يكون هناك استفادة وتحليل لهذه النتائج بوقفة صادقة، بحيث لا تنتهي عند أبواب وزارة التعليم،  بل تمتد للمدرسة والمعلم والطالب”.

فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الإماراتية عن تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة 8 نقاط في مهارات الرياضيات، وفق نتائج دراسة تقييم “بيسا” PISA 2018 الدولي في دورتها الأخيرة لعام 2018، والتي تم الإعلان عنها ضمن الإعلان الرسمي، لنتائج الدول المشاركة في مقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) في العاصمة الفرنسية باريس حيث تقدمت الإمارات بشكل ملحوظ في نتائج العلوم والقراءة والرياضيات.

وأوضحت الإمارات أنها المشاركة في هذا النوع من الاختبارات والتقييم الدولي، يفيد صناع القرار التربوي في تقدير البيانات الناتجة عن التقييم، بغية الاستفادة منها في رسم السياسات والتخطيط الملائم المرتبط بالمواد المشار إليها، وإجراء التصحيح المستمر في المنهجية التعليمية المتعلقة بها. ويكتسب التقييم أهمية خاصة، نظراً لأنه يدخل ضمن قائمة الأجندة الوطنية، التي ترسم ملامح مستقبل الدولة، وتضع الخطوط العريضة للمستهدفات العامة، ومن ضمنها أن تكون الدولة ضمن أفضل 20 دولة على مستوى العالم في تقييم PISA بحلول عام 2021م.

يشار إلى أن “PISA” يركز على المهارات الأساسية التي تضمن للطالب عملية التعلم المستمر في المواد الدراسية، ويقيس قدرته على تطبيق هذه المهارات في الحياة اليومية، والذي يعتمد على إدراك أوسع للمفاهيم الأساسية، كما يقيس قدرته على استيعاب المفاهيم، وإتقان العمليات، وحل المشكلات، والقدرة على العمل في مواقف متعددة الظروف. كما أنه ينظر للابتكار أيضاً لدى الطلاب، وللتجهيزات المدرسية، واستجابات قادة المدارس حول بعض القضايا، وقياس مستوى التنمر الذي يتعرض له الطلاب في المدارس.

 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو

ltexpo