مرشد سياحي
Ipsef

بذكاء وليس بجدٍ، ماذا يعني الواجب المنزلي الآن؟

بذكاء وليس بجدٍ، ماذا يعني الواجب المنزلي الآن؟
ترجمة: منى الزوين

لم يكن من السهل أبداً أن يؤدي الأطفال واجباتهم المنزلية حتى عندما كان لا يحتاج شرحاً، لكن ماذا قد يعني الواجب المنزلي في هذه الأيام وقد أصبح المنزل هو المدرسة، كيف نتأكد أن أطفالنا لن يتراجعوا عن مستواهم!

 

هذا الذي يفرض علينا السؤال الموجود في عنوان الموضوع: بذكاء وليس بجدٍ واجتهاد، ماذا يعني الواجب المنزلي الآن وكيف يكون طفلك في مساره الصحيح؟

إن جعل الأطفال يقومون بتأدية واجباتهم موضوع شائك في أفضل الأحوال. والآن بما أن أكثرنا يتناوب بين التدريس في البيت، والعمل في البيت، فسنعاني من صعوبة لجعل الأطفال يتقدمون ولو خطوة للأمام. ولكن عندما يعود الأطفال للفصول والمدارس لن تبقى الواجبات المنزلية كما هي الآن. فكيف نحفز أطفالنا ليستمروا بالتعلم داخل البيت ايضاً؟ سيكون تحدياً لابد من مواجهته ومن المفيد جداً للوالدين وللأطفال أن يتخطوه سوياً.

 

تقول شارلوت قايتور “كمديرة مدرسة فإني أقدّر تفاوت الآراء حول الواجبات المنزلية فيما لو كانت كثيرة جداً أو قليلة، أو فيما إذا كان هناك رضا بآلية ضبط المدرسة. لكنه سيشعرك بأنك مرتبط بما يحدث داخل المدرسة. سترى بنفسك إذا كان طفلك يَفهم ما يُملى عليه. سيكون المعلم قادراً على رؤية الطفل فاهماً بدون الحاجة لقوانين الفصل. سيطور استقلاليتهم وإحساسهم بالمسؤولية لحدٍ كبير”.

 

إذن كيف للوالدين أن يدعموا أبناءهم بموضوع الواجبات المنزلية؟

إن المفتاح هنا الواقعية في التوقيت، كما تقول قايتور “أكثر المعلمين سيعطون إرشادات للوقت الذي يستغرقه النشاط، مثلاً (٢٠) دقيقة. تخبرهم بذلك وتضع مؤقتاً ليتسنى للطلاب رؤية كم من الوقت قد تبقى لهم”.

 

إذا كان النشاط يستغرق (٢٠) دقيقة، فشجع طفلك ليقوم به لمدة (٢٠) دقيقة ثم يتوقف حتى ولو لم تكفه لتأديته للمهمة كاملة، هذا أفضل من أن تؤديها بنفسك عن طفلك أو أن تحمّله أداء النشاط لساعات. فالمعلم يفضّل أن يعرف ما الذي يقدر على أدائه طفلك وما الذي لا يقدر عليه.

 

أما إذا كان طفلك رافضاً للواجبات المنزلية، فاسمح له بالرفض على أن يكون مستعداً ومسؤولاً تماماً عن العواقب التي تتبع عدم تأديته لواجباته. قيامك بالعمل كولي أمر مع معلم طفلك أمر شاق هنا. فلا بأس من التحدث للمعلم عن وجود صعوبة في تأدية الواجب. كما يمكنك إرسال إشعار أن طفلك رفض تأدية الواجب أو أنه استنفد الوقت المفترض لتأديته ولم يتمكن من الانتهاء منه. كن صادقاً فالتوضيح يساعد كثيراً.

 

إن الاستعانة بمدرس خاص لتأدية الواجبات قد تكون فكرة متناقضة، ألا يعني ذلك المزيد من الواجبات؟ ألا يقوم المدرس بأداء الواجبات عن طفلك؟ إلا أن الحقيقية أن المدرس الخاص بمثابة داعم لولي الأمر وللطفل. فهو يزوّد الطفل بمساحة آمنة لذكر كل ما يراه صعباً في الواجب، بعيداً عن فصله المزدحم، أو إذا كان الواجب بمصلحات يفوق شرحها قدرة الوالدين، أو للتعود على أسلوب مألوف.

 

تقول قايتور “لا شك أننا جميعاً في موضع محبط خصوصاً في هذه الظروف، في الوقت الذي يدرس فيه الأطفال داخل منازلهم. كما أن مدرسينا الخصوصيين لا يؤدون واجبات الأطفال. بل نشجعهم على الاستقلالية. فنقوم بالموازنة بين دعمهم لحل مشكلة عدم فهمهم ولكن بعدها ندعهم لوحدهم ليكملوا باقي التمرين.”

 

إن التدريس الخاص قد ساعد أطفال بتطوير ثقتهم بأنفسهم وباستمتاعهم أثناء التعلم، إنه أظهر للطفل أن التعليم ممتع وأنه مع الممارسة كل شيء ممكناً وأنه أيضاً يوضح للوالدين فيما إذا كان الطفل في المسار الصحيح بالنسبة لعمره أو فيما إذا كان أعلى قليلاً. إن التدريس الخصوصي يُبقي الوالدين مرتبطين بالمسار ويظهر لنا ما الذي يعاني منه أطفالنا.

 

هناك الكثير في الحياة وفي التعلم غير الواجبات، فلا تقضي ساعات بلا جدوى على تأديتها. الأطفال يحتاجون أوقات للاسترخاء في منازلهم بنفس القدر الذي يحتاجون فيه لتطوير مهاراتهم خارج المنهج، مثل الموسيقى والرياضة. كل ما في الأمر هو أننا بحاجة استراتيجيات لتساعد الوالدين والأطفال ليعملوا بذكاء وليس بجد واجتهاد.

 

كتابة: لوسي جولين (Lucy Jolin)

ترجمة: منى الزوين

 

المصدر:

Smarter, not harder: what homework means now and how to get your kids on the right track | Children’s online learning explored | The Guardian

https://www.theguardian.com/childrens-online-learning-explored/2020/jul/27/smarter-not-harder-what-homework-means-now-and-how-to-get-your-kids-on-the-right-track

 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو