إن من أبرز أسس التوجيه المهني: أن خدمات التوجيه المهني ليست مقتصرة على معلم أو مرشد.
ترى الكاتبة أن كل من يتقدم على وظيفة أو تخصص معين بدون استثناء بحاجة للإرشاد المهني والتوجيه؛ وذلك لمساعدته على معرفة ما يناسبه ويتوافق مع قدراته. فليس شرطاً أن تقتصر خدمات التوجيه المهني على المجال التربوي فحسب بل جميع المجالات. فالمقبلين على المهن سواء كانت تربوية أو غير تربوية، مثل: الطب، الهندسة، الصناعة… وغيرها، مهما كانت نوعية المهنة لابد للمقبلين عليها من توجيه مهني لتأهيلهم، ولمعرفة قدراتهم وإمكانياتهم، أيضاً لمعرفة إن كانوا مناسبين لتلك المهنة أم لا؟
أيضاً إذا كان الشخص قد استفاد من خدمات التوجيه المهني قبل أن يبدأ في العمل أو التخصص، فإنه لا يقع في حيرة من أمره مستقبلاً، بل على العكس من ذلك، سوف يكون مدركاً ومتيقناً أنه في المكان المناسب وسوف يتكيف مع ذلك العمل ومع المجتمع المتواجد في ذلك العمل، وبالتالي سوف يكون إنجازه متميز.
وكذلك في التخصص سواء كان في المرحلة الثانوية (علمي أو أدبي)، أو في المرحلة الجامعية فالمستفيد من خدمات التوجيه المهني يكون قد رسم خطته الدراسية المستقبلية بشكل أفضل من شخص قد يكون التخصص إما اقتداء بأصدقائه، أو بسبب اختيار والديه لذلك التخصص بدلاً منه.
مثال: عندما أنهيت المرحلة الثانوية كان طموحي علم النفس، ولكن بسبب نظرة المجتمع الذي اعيش فيه لهذا التخصص كانت نظرة دونية، كان هذا التخصص في نظرهم للمجانين وأنه يؤدي إلى الوساوس والهلوسة وأفكار لم ينزل الله بها من سلطان، فاخترت تخصص اللغة العربية لمدة سنة ونصف ولكني لم أرى نفسي في ذلك التخصص، لم أستطع حفظ المعلقات الأدبية، ولم أتمكن من إعراب الجمل بما يكفي، ولم أتمكن من حفظ الألفيات التي قد تتجاوز الألف بيت؛ لذلك لم أستطع الاستمرار في اللغة العربية إلا لهدف ارتفاع المعدل وتغيير التخصص، وبفضل من الله وتوفيقه غيرت التخصص بعد سنة ونصف والتحقت بعلم النفس ولله الحمد. والشاهد من المثال بما يرتبط مع الأساس الذي يقول: إن خدمات التوجيه المهني ليست مقتصرة على المعلم والمرشد.
نعم بل حتى المجتمع بحاجة للتوجيه المهني وبحاجة للإرشاد عن توجهات أبنائهم المهنية وميولهم، أيضاً الطلاب بحاجة ماسة أكثر من غيرهم؛ لكونهم بداية الطريق وتوجيههم مهنياً بطريقة سليمة تمكنهم من الاستمرار.
الاستفادة: التوجيه والإرشاد المهني سواء للجماعات أو الأفراد يؤدي إلى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك عن طريق الارشاد والتوجيه المسبق.
المراجع:
عبدالهادي، جودت والعزة، سعيد. (2014). التوجيه المهني ونظرياته. دار الثقافة للنشر والتوزيع.
Image from: steveanderson.com
كتابة: صالحة يحيى القحطاني
ماجستير التوجيه والإرشاد التربوي
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *