مراجعة لكتاب عادات التفكير الإيجابي للمعلمين من تأليف غريس ستيفين
10 خطوات لتقليل الإجهاد وزيادة مشاركة الطلاب وإعادة إثارة شغفك بالتدريس
تتناول معظم الكتب التربوية جانب التطوير للتربية والتعليم من خلال نظريات ومناهج وتقنيات التعليم، فيما يتميز هذا الكتاب بالجانب المعنوي وتعزيز إيجابية ” المعلم لخلق فصول دراسية أكثر سعادة للمعلمين والطلاب، فالمعلم الإيجابي يخلق بيئة تعلم إيجابية داخل الصف فيما يخلق المعلم السلبي بيئة سلبية لنفس الحجرة الدراسية ونفس الطلاب.
وفي هذا الكتاب تهتم الكاتبة “جريس ستيفين” بجانب الصحة النفسية والتفكير الإيجابي للمعلم في ظل ضغوط المهام التدريسية الصعبة وروتينية إجراءاتها ومشاكل التواصل مع الطلبة والزملاء واولياء الأمور من واقع خبرتها في التدريس ومن خلال التأكيد على أن السعادة تبنى بالتفكير الإيجابي وليس بالظروف ومن خلال عرض مبدأ إيجابي لكل فصل وسرد تطبيقات عملية لكل منها في نهاية الفصل.
تتضمن هذه المبادئ المشاكل التي تسبب الإحباط والارهاق والغضب في مهمة التعليم وكيفية التحرر من الضغوط بضبط التوازن في جوانب الحياة الشخصية والمهنية وبممارسة الهوايات وتعزيز التفكير الإيجابي لدى المعلم وتعزيز التواصل الإنساني مع الطلاب والزملاء في بيئة التعلم وخارج اسوارها. حيث تؤكد على أن السعادة مكونة من خمسة عناصر قابلة للقياس وهي المتعة والمشاركة والمعنى والعلاقات والإنجاز وتوضح الكاتبة كيف يتحقق كل عنصر في مهنة التدريس .
ويتضمن الكتاب مناقشة الضغوط والمشاكل والمشاعر السلبية في مهنة التعليم مع تقديم حلول عملية لها فعلى سبيل المثال لا الحصر تقترح الكاتبة لعلاج الشعور بالضغط وانعدام التقدير والذي عادة ما يشعر به المعلمون، أن يخصص المعلم ملفاً أو درج خاص يحتفظ فيه كل رسائل الشكر والملاحظات الإيجابية والتي تم تلقيها من طالب أو زميل أو مشرف أو وولي أمر وطباعتها ان كانت عبر وسيلة تقنية وذلك لإعادة النظر فيها عند الشعور بانخفاض تقدير الذات أو الإحباط.
كما تقدم الكاتبة تمرينا عمليا لضبط ما يسمى عجلة الحياة لتحقيق التوازن في كافة جوانب الحياة من خلال عرض عشرة أسئلة لكل جانب وتقدير جانب الخلل في أي جانب للعمل على تطويره وبالتالي تحقيق الصحة النفسية فالتوازن يعني أن يكون المعلم معلما ووالدا وشريكا وصديقا أفضل في حين ان الاختلال يرفع مستوى السلبية والضغوط.
ومن أهم ما تؤكد عليه الكاتبة أهمية تحقيق التواصل الإنساني والتفكير الإيجابي مع الطلبة والزملاء وأولياء الأمور مما يسهم في دافعية الطالب نحو التعلم ورفع مستوى تعاون الزملاء واولياء الأمور ، فالكل ( انسان) يحتاج أولا للشعور بالتقدير والاهتمام بشكل شخصي ، فإبداء ملاحظة إيجابية للطالب في أي جانب شخصي او سلوكي او تحصيلي يرفع مستوى ثقة الطالب ودافعيته نحو تطوير ذاته وتقديره للمعلم ، وكذلك ضرورة التركيز على ملاحظات السلوك الإيجابي والتحدث عنه للطالب والتزام ذكر عدة إيجابيات حصلت في الصف ( يوميا) في غرفة المعلمين سيسهم في خفض التوتر والغضب وتعزيزها لدى الطلاب والمعلمين.
كما أن المبادرة لإرسال رسالة إيجابية لولي امر الطالب حول أي سلوك او إيجابية -يتعمد اقتناصها- في الطالب حتما ستسهم في تعاون ولي الامر مستقبلا لاي نقد او توجيه لاعتقاده بتقبل المعلم لابنه دون شخصنة التوجيه في الملاحظات الاخرى مستقبلاً. كما أن المبادرة في التعاون مع الزملاء بعرض المساعدة أو احضار كوب قهوة في الصباح وتعمد الحديث عن أي حدث إيجابي في الصف للزملاء وتجنب الخوض في الجدال السلبي والتذمر ومجالسة السلبيين يسهم في صحة المعلم النفسية ورفع طاقته الإيجابية والشغف نحو مهنة التعليم.
وختاماً تتيح الكاتبة تحميل وطباعة مذكرة لمتابعة وتطبيق الخطوات المذكورة في الكتاب على الموقع www.happy-classrooms.com .
مراجعة: مها إبراهيم الفوزان
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *