“جميع معارفنا الحالية ستتحول إلى سلة المهملات ما لم نواصل البحث عما يثري العلوم”
مجهول
نقل مالكوم جلادويل في كتابه “المتميزون” دراسة لكارل ألكسندر حيث تتبعت الدراسة نتائج 650 طالب من طلاب الصفوف الخمس الأولى في مهارات القراءة والرياضيات وقام بتقسيم الطلاب حسب طبقاتهم الاجتماعية والاقتصادية إلى ثلاث طبقات: متدنية، ومتوسطة، وراقية.
وجد أن طلبة الصف الأول المنتمون للأسر الأكثر ثراء يزيدون عن طلبة الصف الأول المنتمين للأسر الأفقر بــ23 درجة. تزداد الفجوة بين الطلاب في الصف الخامس وتصبح أكثر من الضعف. كانت هناك محاولات لإيجاد تفسير لهذا التفاوت والذي يزيد بمرور المراحل الدراسية بين طلاب الأسر الأكثر ثراء والأكثر فقرا، فكان هناك تفسيران، التفسير الأول هو أن الأطفال الفقراء ليس لديهم نفس القدرات الموروثة للتعلم مثل الأطفال الأكثر ثراء وأنهم ليسوا في نفس مستوى درجات الذكاء، بينما كان التفسير الثاني أن المدارس غير مهيئة واهملت الأطفال الفقراء، فالمعلمون لا يقدمون لهم ما يحتاجون ولا يدرسونهم المهارات اللازمة.
ثم يعلق مالكوم على أن هذان التفسيران غير صحيحان. تتبع الكاتب نتائج التحصيل للطلاب في هذه المدرسة ووجد أن المدرسة تعطي الطلاب امتحان كاليفورنيا للتحصيل الدراسي عند نهاية العام الدراسي (يونيو) وتعطيهم أيضا امتحان في بداية العام الدراسي (سبتمبر) وقارن بين نتائج الطلاب قبل نهاية وبداية العام الدراسي.
ووجد أن الاختبارات قبل نهاية العام الدراسي لا توجد بين الطلاب فروق ولكن الفجوة بين الدرجات تحدث بالاختبار الذي يقدم في بداية العام الدراسي، فتزيد درجات القراءة لدى الأطفال الاكثر ثراء بـــ15 درجة بينما الأطفال الأكثر فقرا تنقص درجاتهم بــ4 درجات. ثم يقدم الكاتب تفسير لهذه النتائج وهي اختلاف أساليب التربية، فيضرب مثل لطفل منتمي لدى الطبقة الثرية يتم إدخاله في معسكر صيفي حيث يدرس بعض المواد وإشراكه في برامج خاصة ووجود كتب في المنزل يستطيع قراءتها، ويرى والداه أنه لا بد أن يبقى الطفل منشغلا بقوة بالعالم من حوله. بينما طفلة تنتمي لطبقة فقيرة لا توجد لديها هذه الوسائل ولا تتوفر لديها القدرة المالية لدخولها لمعكسر صيفي ولا تأخذها أمها إلى دورات صيفية ولا توجد كتب في أرجاء منزلها. ثم يعلق الكاتب بأن الطفل الثري ليس بالضرورة أكثر ذكاء من الطفلة الفقيرة ولكنه تجاوزها بالعلم ، فهو أضاف إلى رصيده أشهر من التعلم.
فالمسؤولية على الوالدين كبيرة جدا خلال إجازة الصيف من خلال توفير البيئة المناسبة للطفل لإستمرار تعليمه، وأن يتم البحث عن المصادر المناسبة والمفيدة لتوفيرها للطفل.
Photo by Andrea Piacquadio from Pexels
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *