كيف تكون العلاقة بين المعلم والطالب إيجابية؟ وماهي أهمية ذلك؟ وما الذي يمنع من تكوين العلاقة الإيجابية وكيف يمكن تعزيزها من قبل المدرسة؟
يعد التواصل بين المعلمين والطلاب في الفصل أمرًا مهمًا لأنه يجعل وقت الفصل الدراسي أكثر إمتاعًا، ويبني علاقة قوية بين الطلاب والمعلمين إذ يزيد من القدرة الاستيعابية للطالب في الفصل ويجعله أكثر راحة في طرح الأسئلة ولا يخجل من طلب المساعدة من المعلم.
فمن وجهة نظر الطالب أصبحت الطريقة القديمة للمعلمين في بناء العلاقة مع الطلاب غير متوافقة مع طريقة تفكير الطلاب في العصر الحديث، فالمعلم المرح والمنفتح على الطلبة والقريب منهم، ويتعامل معهم من منطلق الصداقة، يكون أكثر قدرة على إيصال المعلومة، ولا يعني هذا التعدي على حقه كمعلم، أو استغلال هذه العلاقة الحديثة بشكل يخل بمسار العملية التعليمية.
ومن وجهة نظر المعلم يُعد بناء المعلم التعليمي لعلاقة مع الطلاب والقيادة كموجه طريقة ممتازة لتحسين التواصل مع الطلاب في بيئة الفصل الدراسي، ويمكن أن يؤدي الاتصال الشخصي من قبل المعلم مع الطلاب إلى زيادة الدافع الذاتي لديهم للتعلم، وعندما يشعر الطلاب من خلال الاهتمام بعملهم من أجل إتقانه، فإنهم يطورون حب التعلم لديهم والذي سيفيدهم طوال حياتهم.
ومن وجهة نظر المدرسة هناك العديد من أسباب معوقات الاتصال التعليمي، والتي قد تكون مفردة أو متعددة في نفس الوقت، لذلك يجب دراسة هذه المشكلة بالتفصيل لمعرفة السبب ومعالجتها لتعزيز العلاقة الإيجابية بين المعلمين والطلاب، ولكي يحصل الطلاب على أقصى استفادة من العملية التعليمية ويساهم في تنمية مهاراتهم التعليمية وخبراتهم المعرفية.
أما من وجهة نظري يعد الاتصال الإيجابي بين الطالب والمعلم من أهم العوامل التي تؤثر على سلوك الطالب وإنجازه العلمي، فالتواصل الفعال بين الطرفين يساعد على بناء الثقة والاحترام المتبادل، ويخلق بيئة تعليمية إيجابية تشجع على التعلم والمشاركة، وللاتصال الإيجابي بين الطالب والمعلم آثار عديدة على سلوك الطالب، منها زيادة الشعور بالانتماء عندما يشعر الطالب الذي يتمتع بعلاقة إيجابية مع معلمه أنه ينتمي إلى الفصل الدراسي، ويشعر بالانتماء إلى المدرسة ككل.
وهذا الشعور بالانتماء يعزز شعور الطالب بالمسؤولية والالتزام، ويجعله أكثر رغبة في المشاركة في الأنشطة المدرسية، وكما أن الاتصال الإيجابي بين الطالب والمعلم يساعد على تحسين السلوك الاجتماعي للطالب، فالطالب الذي يشعر بالاحترام والتقدير من معلمه يكون أكثر تقبلًا للآخرين، وأكثر حرصًا على اتباع قواعد السلوك الاجتماعي، ويساعد أيضاً على تقليل المشكلات السلوكية في الفصل الدراسي، فالطالب الذي يشعر بالتواصل الإيجابي مع معلمه يكون أقل عرضة للسلوكيات العدوانية أو الاندفاعية، وكلما شعر الطالب الذي يتمتع بعلاقة إيجابية مع معلمه أنه مهتم بتعلمه، شعر بالدافعية للتعلم والمشاركة في المناقشات والأنشطة الصفية، مما يساعد الاتصال الإيجابي بين الطالب والمعلم على تحسين الأداء الأكاديمي للطالب، فالطالب الذي يشعر بالتواصل الإيجابي مع معلمه يكون أكثر قدرة على فهم الدروس وتطبيقها، ويكون أكثر رغبة في التعلم وتحقيق أهدافه.
وهناك العديد من النصائح التي يمكن للمعلمين اتباعها لتعزيز الاتصال الإيجابي بين الطالب والمعلم، منها بناء علاقة شخصية مع الطلاب، حيث يحتاج المعلمون إلى بناء علاقة شخصية مع الطلاب من أجل التواصل معهم بشكل فعال، ويمكن للمعلمين القيام بذلك من خلال التعرف على الطلاب على المستوى الشخصي، واهتماماتهم واحتياجاتهم، ويشمل التواصل بين المعلم والطالب كلاً من التواصل اللفظي والغير لفظي، لذلك يجب على المعلمين الانتباه إلى لغة الجسد الخاصة بهم، واختيار الكلمات التي يستخدمونها بعناية.
ويعد أيضاً الاستماع النشط من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها المعلمون، فيجب على المعلمين الاستماع باهتمام إلى ما يقوله الطلاب، والتأكيد على أنهم يفهمون ما يقولونه، وتقديم التغذية الراجعة للطلاب بشكل إيجابي، والتركيز على النقاط الإيجابية في أداء الطلاب، وأن يقدموا الاقتراحات بطريقة بناءة، فمن خلال اتباع هذه النصائح، يمكن للمعلمين تعزيز الاتصال الإيجابي بين الطالب والمعلم، مما يؤثر إيجابًا على سلوك الطالب وإنجازه العلمي.
الصورة من حساب: وزارة التعليم – عام
كتابة: تركي المحرق
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *