الإنسان قبل المكان
سعياً لجعل مجتمعنا مبتكر لحلول تعود بأثر إيجابي ومستدام من خلال تدريب شبابنا ببرامج تطويرية ومتخصصة فقد بادرت الهيئة الملكية بمحافظة العلا بطرح برنامج نوعي وفريد من نوعه يحمل اسم “حمّاية”.
انطلق حمّاية بدايةً في محافظة العلا عام ٢٠١٨، وبعد النجاح الذي لاقاه انضمت محافظة خيبر مع العلا كمرحلة ثانية للبرنامج في العام الذي يليه، أمّا في مرحلته الثالثة اتسع نطاقه ليشمل تيماء بالإضافة إلى العلا وخيبر. ولو أمعنا النظر قليلاً بهذه المحافظات الثلاث نجد أن بينها رابط مشترك كونها تتمتع بإرث حضاري وتراثي غني وقوي يمتد لآلاف السنين ويستحق أن نعتني به ونحميه بل ونستثمر الطاقات الشبابية لابتكار ما يخدم المنطقة والوطن كمساهمة فعالة في تحقيق الرؤية الطموحة.
يتيح موقع البرنامج التسجيل للالتحاق به في جدول زمني محدد وفق ضوابط وشروط محددة من أبرزها أن يكون المشترك من سكان المنطقة المستهدفة لأن حضارة تلك المحافظات قامت بأهلها وخير من يعتني بها ويستثمرها هم أهلها، بعدها يتم ترشيح المشتركين والمشتركات وفق مفاضلة مدروسة بعدد محدد حسب الشواغر المتاحة. ليتم أخيراً تقسيمهم إلى مجموعات كل مجموعة لها قائد فريق توكل إليه مهام محددة أبرزها التيسير للمشتركين والمشتركات وتقديم الدعم والتوجيه والتحفيز لتقديم أفضل ما لديهم.
يمرُّ البرنامج بأربع مراحل أساسية: أولها مرحلة التحضير وذلك في حفل تدشين وورش عمل تعريفية للبرنامج لتوضّح للمشترك سياسة البرنامج وطريقة سيره وضوابطه والمهام المطلوبة منه بالإضافة إلى حقوقه والمزايا التي يحصل عليها عند انتظامه. تبدأ بعدها مرحلة التطوير والتي تشمل مسارين: مسار حصيلة ومسار تحدث مع العالم.
إن مرحلة التطوير هي المرحلة الجوهرية والمرحلة الأطول. فمسار حصيلة يشمل عدداً من الدورات التدريبية لتطوير المهارات والمعارف المهم اكتسابها في العمل وفي حياة الإنسان المعاصر عموماً. أما مسار “تحدث مع العالم” يشمل دورات اللغة الإنجليزية والفرنسية بمستويات مختلفة بعد تحديد مستوى كل مشترك في حمّاية وتخصيص المنهج المناسب لكل مستوى.
أما المرحلة الثالثة وهي المعرفة تشتمل على منتديات وورش عمل توعوية تتمحور حول الموروث، البيئة، الطبيعة، الأصالة والاستدامة.
ويختتم البرنامج بمرحلة الانطلاق والذي يكون لمدة شهر واحد يصل إليه فقط النخبة المميزة بأدائها من المشتركين والمشتركات طيلة أحد عشر شهرًا مضت من البرنامج ليتم دعمهم وتمكينهم في مجال الابتكار والريادة الاجتماعية وفق خطة مدروسة.
وهكذا ينتهي البرنامج بعد سنة كاملة مليئة بالفرص التطويرية في مجالات تخدم المجتمع المحلي وتحقق الطموحات، سنة مليئة بالدعم والتحفيز المستمر والإلهام والاستثمار في طاقات وإمكانات الشباب بالإضافة لإلقاء الضوء على الثروات التاريخية العظيمة التي تحظى بها المناطق الأثرية.
حمّاية برنامج بُذلت لأجله ميزانية سخيّة من وطن سخي، وتظافرت به جهود جبارة إيماناً بقدرات وإمكانيات الشباب بتحقيق التطلعات.. ينتهي كبرنامج ولكن أثره سيبقى وسيستمر على أيادي شبابنا بعد أن صُقلت مهاراتهم وتشعبت معرفتهم ليسهموا بتقديم أفضل ما لديهم لمنطقتهم ووطنهم.
ويمكن الاطلاع على برنامج حمّاية من خلال الموقع الرسمي:
كتابة:
منى الزوين
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *