حتى لا يكون التدريب عن بعد في ظل أزمة الكورونا مهنة من لا مهنة له.
تعد التنمية المهنية أحد أبرز جوانب إصلاح التعليم والتي تلقى اهتماماً واسعاً في الأوساط التربوية. وتهدف عملية التطوير المهني إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم وإعداد منسوبي المنظومة التعليمية لمواجهة التحديات القائمة الحالية والمستجدات المستقبلية في عملهم. ويعتبر التدريب أحد المحاور الضرورية لعملية التنمية والتطوير المهني من خلال زيادة المعارف وتدعيم الاتجاهات وتحسين المهارات، بما يساهم في تحسين الأداء في العمل وتحقيق أهداف المنظمة.
وفي ظل الأزمة الحالية التي يشهدها العالم – أزمة انتشار فيروس كورونا – ومع قرارات تعليق الحضور لمقرات العمل لاستكمال الإجراءات الوقائية والاحترازية الموصي بها من قبل الجهات الصحية المختصة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19). فإن هذا القرار بلا شك يتطلب ايجاد العديد من الحلول البديلة واستمرار تنفيذ الخطط التدريبية للإدارات. وكان التدريب عن بعد هو أحد هذه الحلول.
ويمكن النظر إلى التدريب عن بعد بأنه ذاك النوع من التدريب القائم على أسلوب إيصال الرسالة التدريبية للمتدرب من خلال استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. كما أن التدريب عن بعد ليس بديلاً عن التدريب المباشر وجهاً لوجه، ولكنه مكملاً له في حالة التباعد المكاني؛ وبالتالي فهو يتكامل معه ويكوّن منظومة واحدة متكاملة.
وفي ظل الزخم الهائل الذي نشهده الآن من برامج عن بعد تستهدف منسوبي المنظومة التعليمية بكافة مستوياتها؛ وإذا كنا ننشد نظاماً راقياً للتدريب وحتى لا يكون التدريب مهنة من لا مهنة له؛ لذا فإنه يتوجب على الجهات المسئولة إعادة النظر في شكل البرامج وأهدافها وفلسفتها والأسس التي تقوم عليها وأساليب تنفيذها وتقويمها. فالتدريب وسيلة وليس غاية، كما أنه استثماراً وليس استهلاكاً أو اهدرا.
يقول ميتسوشيتا Mitsushita إنني على استعداد لإنفاق الملايين على تعليم وتدريب المرؤوسين، ولكني لست على استعداد لدفع تكلفة ارتكاب نفس الخطأ مرتين، وهنا تكمن فلسفة الجودة والارتقاء بالعمل من خلال التدريب والتطوير.
وحتى ينجح التدريب عن بعد في تحقيق أهدافه؛ يجب أن تتوفر لدى المدرب والمتدرب مجموعة من القدرات والمهارات عند ممارسة التدريب عن بعد ومنها ما يلي:
– تقبل طريقة التدريب عن بعد.
– مهارة استخدام الحاسب الالي وشبكة الانترنت.
– توفر بريد الكتروني والتمكن من التواصل من خلاله.
– وعلى المدرب أن يمتلك المهارة الواضحة في تقديم البرامج التدريبية بكفاءة وفاعلية وجودة عالية. وأن تتوفر لدى المتدرب الرغبة في التعلم.
ويمر التدريب عن بعد بأربع مراحل مهمة كالتالي:
المرحلة الأولى: التخطيط | ويتم في هذه المرحلة وفي ضوء تقدير الاحتياجات للفئة المستهدفة وضع الخطة العامة للبرنامج، بالإضافة لوضع الاستراتيجيات العامة والخاصة للتدريب والإجراءات اللازمة للبدء وتصميم البرامج التدريبية عن بعد. |
المرحلة الثانية: تصميم التدريب عن بعد | يتم في هذه المرحلة ترجمة السياسات والاستراتيجيات والإجراءات التي تم وضعها في مرحلة التخطيط لتحقيق أهداف التدريب، والبدء بتصميم المنهج التدريبي وإعداد المحتوى التدريبي عن بعد، وتقييم وتحكيم المحتوى، وتصميم الموقع. |
المرحلة الثالثة: تنفيذ التدريب عن بعد | تمثل هذه المرحلة تنفيذ التدريب في بيئة افتراضية تتيح نوعا من المرونة والحرية في اختيار مكان وزمان التدريب. |
المرحلة الرابعة: تقويم التدريب عن بعد | تستند هذه المرحلة على أسس ومعايير تقويم التدريب عن بعد، واستخدام نماذج التقييم المختلفة الخاصة بالمتدرب والمدرب ومنسق التدريب، وتطوير نظام قياس أثر التعلم لتحديد فعالية التدريب. |
وإذا كان التعليم عن بعد هو المستقبل المنظور للنظام التربوي؛ فإن التدريب عن بعد هو المستقبل المنظور لتطوير مهنة التدريب، كنظام مرن تفاعلي بين المدربين والمتدربين، فيه يكتسب المتدربين المهارات اللازمة، من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، ودون التقيد باعتبارات الزمان والمكان، ووفق ظروف المتدربين، بما يوفر الوقت والجهد..
المراجع:
أبو النصر، مدحت محمد. (2017). التدريب عن بعد بوابتك لمستقبل أفضل. المجموعة العربية للتدريب والنشر: القاهرة.
بدر، أحمد فهيم. (2011). تكنولوجيا التدريب عن بعد. السحاب للنشر والتوزيع: مصر.
توفيق، عبد الرحمن. (2002). أفكار لكسر الإطار. مركز الخبرات المهنية للإدارة: القاهرة.
2 تعليقات
2 التعليقات
Hoda salman
يوليو 11, 2020, 8:08 مكلام مهم وفعلا لابد أن يكون هناك هيكله لنظام التدريب عن بعد ووضع المناسبين لها …..
الردالف شكر على الطرح الرائع والكلام الصح💖
مليحه عسيري
يوليو 11, 2020, 9:07 مكلام رائع من شخصيه رائعه من دكتوره احبت التدريب واعطت له الكثير من وقتتها وعلمها ولازالت مستمره ولازال الميدان يحتاج لها ولكل من سلك طريقها
الردمليحه عسيري