يحظى الطلاب ذوي الإعاقة في وطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) بعناية ودعم ولاة الأمر حفظهم الله، ولقد حققت المملكة انجازات هائلة في رعاية وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة.
وبدعم من وزارة التعليم؛ سخرت كافة الخدمات والإمكانات لتسهيل سير العملية التعليمية عن بعد وتخطي أي عقبات تواجههم بكل احترافية. فقد سعت المملكة العربية السعودية لتبني الخيارات التقنية وتطويرها ودعم المعرفة التقنية، والاقتصاد المبني على مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات بمختلف محاوره. وذلك وفق ما نصت عليه رؤية المملكة (2030) من “تنمية البنية التحتية الرقمية”، وما تضمن ببرنامج التحول الوطني (2020) من أهداف تعليمية استراتيجية ومبادرات تنفيذية، وذلك في الهدف الأول منها إلى “إتاحة خدمات التعليم لكافة شرائح الطلاب” والهدف الثالث إلى “تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار”.
كما شملت توصيات مؤتمر قمة العشرين في التوصية رقم (13) تهيئة الظروف الملائمة لمنع حدوث خسائر في التعليم في المستقبل، وسد الفجوة الرقمية من خلال توسيع إمكانية الوصول إلى تقنيات الاتصال، وكذلك في التوصية رقم (16) على “تبني التقنيات والنهج الجديدة المبتكرة لدعم فرص تعلم متساوية، وضمان تحقيق العدالة والمساواة في التعليم والقضاء على التهميش والتمييز”. كما جاء في الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة التأكيد على “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.
وقد حرصت وزارة التعليم على دعم طلاب التعليم العام والطلاب من ذوي الإعاقة حيث شملت الهدف الثالث من أهداف وزارة التعليم على “تعزيز التحول الرقمي” والهدف السابع منها على “تحسين تكافؤ فرص التعليم لجميع الفئات”، وتناولت رؤية التعليم الطموحة وهي “تعليم متميز لبناء اقتصاد معرفي منافس عالمياً” في الخارطة الاستراتيجية لوزارة التعليم 2030 على التقنية حيث أكدت الممكنات في الخارطة على تفعيل التقنية الحديثة والرقمنة، وفي العمليات الداخلية للخارطة على “تحسين البيئة التعليمية والتدريبية” والمستفيدين على تحسين تكافؤ فرص الحصول على التعليم للجميع”، وعلى صعيد النتائج: بأنه “مجتمع حيوي وتعليم متميز وتطوير معارف ومهارات الطلبة. كما تمخضت أبرز المبادرات الاستراتيجية فيها إلى “التحول نحو التعليم الرقمي لدعم تقدم الطالب والمعلم”.
وبعد أكثر من عام دراسي في التعلم عن بعد ومن خلال ما وفرت وزارة التعليم عبر المدرسة الافتراضية عدة أدوات يمكن للطالب الاختيار منها في الوقت الذي يناسبه، وحسب الإمكانات التقنية المتوفرة لديه وهي (قناة عين، رابط القناة على اليوتيوب، بوابة عين الإثرائية، بوابة المستقبل، منصة مدرستي) حيث تحولت الدراسة فيه من مرحلة التلقين إلى التلقي عن بعد عبر منصات التعليم الالكترونية والافتراضية. لقد أتاحت وزارة التعليم الخيارات التعليمية عن بُعد للطلاب ومنهم الطلاب ذوي الإعاقة من منازلهم، من خلال توفيرها الوسائل الفضائية والإلكترونية التي تسهم في إيصال الرسالة التعليمية بصورة متكاملة طوال اليوم لضمان استمرار العملية التعليمية للأبناء عبر قنوات التعليم الرقمية التي وفرتها لجميع المراحل، كما سعت جاهدة للتصدي لكل المعوقات التي قد تعرقل سير تعليمهم بأقصى كفاءة ممكنة.
ومع التطور الالكتروني الذي فرض هيمنته على كل شيء، يمكن اقتراح بعض النماذج للبيئة التعليمية المدمجة في حال العودة للدراسة ومع استمرار جائحة فايروس كورونا (Covid-19) لا سمح الله ومن هذه النماذج ما يلي:
النموذج الأول
فصول افتراضية هجينة لتمكين الطلاب من الحضور المباشر مع إتاحة الفرصة لانضمام الطلاب عن بعد في حال تغيب بعض الطلاب عن المدرسة لأي سبب كان. وفي هذا النموذج يكون المعلم فيها حاضراً على الواقع، بينما الطلاب على نوعين البعض منهم حضورهم (عن بعد) والبعض الآخر يكون حضورهم حياً بالصفوف الدراسية.
مبررات وجود هذا النموذج:
-استثمار تدريس المعلم في خدمة عدد أكبر من الطلاب.
-اندماج بعض طلاب المناطق النائية مع طلاب منطقة أخرى.
-زيادة أعداد الطلاب الملتحقين في أحد المدارس ذات الكثافة العالية.
-إصابة بعض الطلاب لا قدر الله بفايروس كورونا.
النموذج الثاني
النمط العكسي وجود فصول افتراضية متجاورة في فصول المدرسة تستوعب عدد كبير من الطلاب، وفي كل فصل مجموعة من الطلاب كل طالب يظهر من خلال شاشته والتي تسمح للمعلم التفاعل المتزامن معهم. وفي هذا النموذج يكون المعلم فيها حاضراً على الواقع بالمدرسة، بينما الطلاب يكون حضورهم (عن بعد).
مبررات وجود هذا النموذج:
أ. طلاب فصل أو مدرسة بأكملها انضمت ليقوم بتدريسها معلم من منطقة أخرى.
ب. طلاب لهم ظروف خاصة أو حالات صحية مرضية (معفيين) من الحضور
ج. للمحافظة على سلامة كافة الطلاب من الإصابة بالفايروس.
د. معلم يتواجد في مدرسة يقوم بتدريس أحد الفصول حضورياً، وفي ذات الوقت يقوم بتدريس حصة أخرى لفصل آخر افتراضياً.
النموذج الثالث
وجود فصول واقعية تستوعب عدد محدد من الطلاب، يظهر المعلم فيها لتقديم خدمته (عن بعد) على الشاشة والتي تسمح للمعلم التفاعل المتزامن مع الطلاب المتواجدين في مقاعدهم الدراسية بالمدرسة. وفي هذا النموذج يكون حضور المعلم فيها (عن بعد)، بينما الطلاب يكونون (حاضرين) بالمدرسة، وقد يتوافق هذا النموذج مع المراحل العليا.
مبررات وجود هذا النموذج:
-نقص أعداد المعلمين في تخصصات معينة، فيمكن استثمار المعلم في تدريس أكثر عدد ممكن من الطلاب بشكل متزامن.
-سد الحاجة لبعض المناطق النائية في بعض التخصصات المختلفة.
– إصابة المعلم لا قدر الله بفايروس كورونا.
ولضمان تحقيق الكفاءة القصوى في النظام التعليمي الالكتروني (عن بعد) بما يتوافق مع احتياجات وخصائص الطلاب من ذوي الاعاقة، من خلال توفير كافة الفرص التعليمية المتنوعة بما يتناسب مع كافة أنماط التعلم لديهم، ووفق طرق التواصل المختلفة معهم، باتباع الطرائق والاستراتيجيات التدريسية الالكترونية الأكثر ملائمة لهم. حيث تعتمد الخيارات على الأسلوب التفاعلي عن بعد في التعليم والمعتمد على التقنية، والعالم الافتراضي (المواقع التعليمية الالكترونية، المقررات الالكترونية، الخطط التربوية الفردية الالكترونية، تقنية (3D)، تقنية الواقع المعزز، QR، الكتب والقصص الرقمية، المكتبات الالكترونية، الاختبارات الالكترونية، البريد الالكتروني، الكتابة التوضيحية، خدمات الترجمة الاشارية، البرامج الناطقة…).
من أبرز الخدمات الداعمة للأشخاص الصم وضعاف السمع
أولاً: خيارات مترجم لغة الإشارة
-عرض مجموعة من أسماء المترجمين.
– المترجم (أصم – سامع).
-حجم شاشة المترجم (مع المحتوى أو بدون محتوى).
ثانياً: خيارات استراتيجية التدريس
كافة موضوعات المقرر الدراسي مشروحة باستراتيجيات تدريسية متعددة ومن القائمة يختار الاستراتيجية المناسبة له (خرائط المفاهيم – التفكير البصري….).
ثالثاً: خيارات الكتابة النصية
-خيارات خدمة تكبير الخطوط والنصوص.
-توفير الكتابة النصية على جميع مقاطع الفيديو المعروضة (CC).
-توفير الكتابة (التسمية) التوضيحية لمعاني المفردات والمصطلحات.
رابعاً: خيارات المعلم
خيارات خدمة اختيار المعلم الذي يقوم بتوصيل المحتوى له (معلم تربية خاصة – معلم تعليم عام).
خامساً: خيارات الصوت والتحكم
خيارات التكبير والتضخيم الصوتي.
خدمات داعمة للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر
أولاً: خيارات التوصيف:
خيارات الشرح الوصفي للمقاطع المرئية والفيديو والصور والأشكال والخرائط والوسائط المختلفة.
ثانياً: خيارات التكبير:
خيارات تكبير الشاشات لضعاف البصر.
ثالثاً: خيارات الألوان:
خيارات التحكم بالألوان لضعاف البصر.
رابعاً: خيارات البرامج التفاعلية:
خيارات التطبيقات والبرامج الملائمة للمكفوفين وضعاف البصر.
خامساً: خيارات القراءة والكتابة:
خدمة الناطق للكلمات المكتوبة وإتاحة القراءة للكلمات المكتوبة.
Image from: https://icalcolombia.org/
كتابة:
د. أروى علي أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية
أكاديمية متخصصة في التربية الخاصة
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *