يمكن أن يمثل استخدام التعلم القائم على المشاريع تحديا مع الطلاب الصغار، ولكنه يستحق الجهد المبذول.
التغيير في منهجية التدريس قد يكون أمرًا معقدًا ومربكًا وربما مرهقا. وقد يكون لدى المعلمين تحفظات حول تغيير أساليبهم التدريسية عندما يضعون بالاعتبار استجابة الطالب أو زيادة وقت الحصة أو قلة الدعم. كما أنهم قد تنقصهم المعرفة بكيفية القيام بهذه الخطوة. لكن الانتقال إلى التعلم القائم على المشاريع يستحق الجهد المبذول. يتضمن الانتقال نحو نهج التدريس بالتعلم القائم على المشاريع العديد من الفوائد المحتملة للمعلمين والطلاب على حدٍ سواء.
عُقدت نقاشات في مجموعات تركيز شملت قادة مدارس ومعلمي الصفوف الأولية من مدارس تطبق التعلم القائم على المشروعات من جميع أنحاء الولايات المتحدة كجزء من مشروع للإعلان عن تطوير منهج للصف الأول قائم على التعلم القائم على المشاريع. أثناء النقاشات، قدّم المعلمون نصائح حول المجالات التي كانوا يستعرضونها، وما الذي ينجح بشكل جيد، وكيفية بدء نقاش حول التحول إلى نهج التعلم القائم على المشروعات في التدريس.
التحديات المتوقعة وكيفية معالجتها
عند التطرق للتعلم القائم على المشاريع، قد تتساءل عن العوائق المحتملة وكيفية التغلب عليها. في سياق الحديث مع المعلمين الممارسين لهذا النوع من التعلم، ظهرت بعض التحديات المشتركة عند تنفيذ التعلم القائم على المشاريع، ومنها:
أولاً: نقص الدعم من بقية المعلمين أو من الكوادر الإدارية بالمدارس:
أشار العديد من المعلمين إلى أنه غالبًا ما يكون هناك نقص في الدعم داخل المدرسة بالإضافة إلى شعور عام بأن المعلمين غير مهيئين بشكل أساسي حول كيفية تنفيذ التعلم القائم على المشاريع. ويعد الدعم الخارجي عاملاً بالغ الأهمية، لذلك من المهم التحدث مع المعلمين والمسؤولين حول المشاركة والدعم قبل إطلاق جهود التعلم القائم على المشاريع. كما يمكن لشبكة من المعلمين الآخرين في جعل تجربة هذا النوع من التعليم ناجحة داخل المدرسة وخارجها عبر تقديم الدعم والمساعدة.
ثانياً: وقت إضافي لتخطيط الدرس:
يعتبر الوقت أحد الاعتبارات المهمة التي تدخل في التخطيط لعمل المشروع وتنفيذه، كما ذكر غالبية المعلمين أثناء نقاشات مجموعات التركيز. ونظرًا لأن دمج التعلم القائم على المشاريع يستغرق وقتًا كبيرًا، يمكن للمعلمين أن يطلبوا التفهم والمرونة من المعنيين بالمدرسة خلال تخطيط وجدولة وتنفيذ التدريس.
ثالثاً: تحوّل دور المعلم إلى مّيسر:
يتطلب النجاح في التعلم القائم على المشروعات من المعلمين العمل كداعمين للطلاب في تعلمهم. وقد يتسبب هذا التحول في إدارة الصف الدراسي في بعض القلق والحاجة إلى التكيف للمعلمين والمتعلمين. من خلال استخدام التدريس المتوازن، وزيادة الفرصة أمام الطالب للاختيار، وتوفير السقالات التعليمية المناسبة، يصبح هذا التحول التعليمي أسهل بكثير ويخلق فرصة لتنفيذ التعلم القائم على المشروعات بنجاح.
إيجابيات التحول نحو التعلم القائم على المشاريع
ينطوي استخدام نهج التعلم القائم على المشروعات على العديد من الفوائد والمزايا التي لا حصر لها، كما أشار المعلمون الذين تحدثنا معهم. تؤثر هذه الفوائد بشكل إيجابي على الطلاب، والمعلمين، وأولياء الأمور، والمجتمع، ولعل منها:
أ. فرص التعاون: يعد التعاون أمرًا بالغ الأهمية في التعلم القائم على المشاريع وهو أحد أفضل الطرق التي يمكن للطلاب والمعلمين من خلالها تطوير المهارات الشخصية، بما في ذلك مهارات التواصل وحل المشكلات. يتعلم الطلاب التفكير في وجهات النظر البديلة، ويستفيد المعلمون من القدرة على التخطيط بدعم من زملاءهم، والتعاون مع المعلمين من الفصول الأخرى، وتبادل الأفكار. من خلال عملية التعاون. لا يطور الطلاب والمعلمون أعمالًا أفضل للمشروعات فحسب، بل يتعلمون أيضًا مهارات واقعية مهمة تتجاوز مشروعاتهم وستفيدهم مستقبلا في نواحي عديدة.
ب. زيادة مشاركة الطلاب: بإعطاء الفرصة أكثر لصوت الطالب وخياراته في جميع ممارسات التعلم القائم على المشاريع، يمكن للمعلمين خلق فرص متعددة لإشراك وتحفيز الطلاب الذين قد لا يملكون الدافعية للمشاركة بنشاط في فرص التعلم. يتطلب عمل المشاريع التوازن والبراعة للحفاظ على المشاركة على مدار الوحدة الدراسية بأكملها. ومع ذلك، من خلال استخدام منهج التعلم القائم على المشروعات، أفاد هؤلاء المعلمون عن زيادة عملية التواصل مع الطلاب، خاصة للطلاب الذين يصعب عليهم غالبًا المشاركة.
عندما يأخذ المعلمون وجهات نظر طلابهم في الاعتبار طوال عملية التعلم، فإنهم يبتكرون طرقًا جذابة لمواكبة احتياجاتهم المتغيرة. قد يكون من المفيد استخدام التقييمات التكوينية، بما في ذلك مقابلات الطلاب، كطريقة للتواصل مع الطلاب في جميع مراحل عملية التعلم القائم على المشروعات لفهم ما يحفزهم ويشركهم ويثيرهم. وبالتأكيد، يمكن أن يؤدي إعطاء مساحة أكبر لصوت الطالب من خلال ربط اهتمامات الطلاب ودوافعهم خلال عملية التعلم، إلى استمرارية المشاركة وتعزيز دافعية الطلاب تجاه العمل.
ج. فرص تعلم حقيقية: من المهم التأكد من أن المشاريع تخدم أهدافا خارج الفصل الدراسي وتسمح للطلاب بربط مشروعاتهم التي يعملون عليها بالعالم الحقيقي حولهم. عندما يوفر المعلمون سياقًا حقيقيًا لعمل الطلاب من خلال التعلم القائم على المشروعات والجمهور الحقيقي لتقديم عملهم إليه، يشعر الطلاب بمزيد من الارتباط والحماس والانخراط في عمل مشاريعهم. لاحظ جميع المعلمين تقريبًا في محادثات مجموعات التركيز أنه من المهم أن يشعر الطلاب بواقعية مشاريعهم وأن تربطهم هذه المشاريع بجمهورهم الحقيقي طوال فترة عمل المشروع.
نقطة البداية:
تظهر الأبحاث السابقة أن التعلم القائم على المشاريع يمكن أن يعزز الدافعية الذاتية، ويزيد من مشاركة الطلاب، ويساعد في تطوير مهارات التفكير الإبداعي. وقد ثبت أيضًا أنه عامل محفز يمكنه تشجيع مشاركة الطالب في عملية التعلم، ودعم اهتمام الطلاب المستمر باستكشاف أفكار جديدة، والمساعدة في تعزيز عملية التواصل والتعاون بين الطلاب.
أفضل نقطة للبدء هي التعرف على عناصر تصميم المشروع الأساسية للتعلم القائم على المشاريع. بعد ذلك، ابدأ بداية بسيطة، ثم فكر في فكرة مشروع ربما خطرت مسبقا في بالك، وانفض الغبار عنها، وابدأ في التحدث مع زملائك حول كيفية إضفاء الحيوية عليها في القاعة الدراسية. ثم حدد احتياجاتك.
مع تزايد الطلب على المعلمين لتزويد الطلاب بمهارات القرن الحادي والعشرين لمساعدتهم على التكيف مع مجتمع سريع التغير، يتجه المزيد من المعلمين إلى أساليب التدريس مثل التعلم القائم على المشاريع، ولذا من الضروري أن يعرف القائمون على المدارس كيفية دعم هؤلاء المعلمين.
بقلم: سارة ستي لويل
ترجمة: هاشم علي الصعب
رابط المقال الأصلي:
https://www.edutopia.org/article/pbl-early-elementary-grades
Image from: Photo by Vanessa Loring from Pexels
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *