عن لعبة ببجي الشهيرة
في جلسة أخوية مع أخي الأصغر، تجاذبنا أطراف الحديث. نصحته كثيراً عن لعبة “ببجي PUBG” وما لها من آثار صحية أراها ظاهرة عليه، كالصداع، والدوار، والغثيان وكان يجيب باحترام وتقدير “أبشر أبشر”. ولكنه وأثناء حديثنا ما لبث أن فجّر في رأسي صداعٌ معاكس بقصة ذكرها لي وذلك بأن أحد أصحابه يفرط في لعب ببجي وركب معه في السيارة ذات يوم، وفجأة مر من أمامهم شخص يعبر الطريق فصاح زميله بلهجة “ببجية” صارخة وبأعلى صوت “إدعسه إدعسه”!. ثم التفت يسرة ويمنى وقال: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم حسبت أني في اللعبة”.
وما أن سمعت هذه القصة حتى دارت في مخيلتي قصص كثيرة عن ممارسات بشعة لعل آخرها دهس رجل أمن في الأيام الفائتة وتكرار أكثر من حالة في شعب عُرف باحترامه لرجال الأمن وحبه لهم.
ومن هنا أوجه رسالة إلى كل مسؤول في هذا البلد، أرجو دراسة حالات الدهس التي حدثت في الأيام الماضية وهل لها علاقة بهذه اللعبة وما أثرها على مستوى الإدراك لدى من يلعبها وهل لديه القدرة على الفصل بين الحياة الافتراضية التي يعيشها كل يوم بمعدل ثمان ساعات وبين الحياة الحقيقية التي ضَعُفَ تفاعله فيها أم لا؟. وهي رسالة أيضاً للباحثين والمختصين بتفكيك تركيبة هذه اللعبة ودراسة آثارها ونفسيات من أدمنوها كي لا نخسر شبابنا ولا يتشوه الهدف من اللعب إلى الفتك بالمجتمع وأهله.
إنني لم أكتب هذا الكلام لأبرر الأفعال الشنيعة التي يرتكبها الشباب أو المراهقين أو من قام بعملية الدهس ولكنها رؤية عن لعبة أجد أنها قد أفسدت شبابنا وأحرقت أوقاتهم ولعبت في عقولهم، ودمتم سالمين.
طلال البارقي
باحث تربوي
* حقوق الصورة محفوظة لويكبيديا
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *