إنها مرحلة جديدة في حياتك. نعرف شعور الخوف والترقب ورهبة المواقف الجديدة والبيئة المختلفة عن مدارس التعليم العام. لكن لا تهرب، ولا تتراجع عزيزي الطالب.
ينقل كل من النعيمي (2018) والعتيبي (2016) في دراساتهم إحصائيات مأخوذة من دراسات وتقارير تذكر نسبة التسرب والإنسحاب من الجامعة، من هذه الإحصائيات التي نقلوها، تشير نسبة التسرب من الجامعات السعودية 27% إلى 32% في عام 2009، أما إذا اخذنا كل جامعة على حده، فقد نقل العتيبي (2016) إحصائية عن نســبة التســرب خــلال عــام 2008م و 2009م فــي جامعـة الملـك سـعود والتي بلغـت حـوالي 35% ، وبلغـت النسـبة فـي جامعـة الملـك عبـد العزيـز 30%، وبلغت النسبة في جامعة الاميرة نورة 35% في عام 1431/1432هــ. أيضا ينقل النعيمي (2018) تقرير إحصائي من جامعة الإمام محمد بن سعود يوضح أن أعداد التسرب بإزدياد ففي عام 2010م، بلغت نسبة الطلاب الذين تركوا مقاعد الدراسة الجامعية 1670 طالب، زاد العدد إلى 2021 طالب عام 2011م، ثم زاد العدد إلى 2591 طالب عام 2012م.
لا شك أن البحث عن أسباب التسرب وإيجاد الحلول لهذه المشكلة من المواضيع المهمة التي يجب التطرق لها، وهناك بالفعل دراسات بحثت عن الأسباب وحاولت إيجاد حلول، لن أتطرق لهذه الأسباب ولن أذكر الحلول، فقط أريد أن أثير لدى الطالب هذه القضية وأعرفه بها حتى يكون على بينة من أمره، فكما يقال أثمن شيء في العالم المعرفة، ومن الضروري معرفة ما ستواجه حتى تجهز إحتياطاتك، والطالب في تلقي هذه المعرفة (أقصد معلومة أن هناك نسب كبيرة من الطلاب لا يُكملون دراساتهم الجامعية ومعرفة أن البدايات دائما تكون صعبة في الدراسة الجامعية) على ذلك ثلاث أصناف، صنف يأخذ الأمر أنه لن يكون الأول ولن يكون الأخير عندما ينسحب من الجامعة، فترتاح نفسه ويطمئن أن الأمر إعتيادي وأن الأعداد في ازدياد، فلماذا القلق؟
وصنف على النقيض فيرى هذه النسب ويقرأ هذا الكلام قيزداد قلقُ على قلق، وخوف مع وساوس بالفشل الذريع، قد يمنعه من الجد والإجتهاد، وصنف أخير من الطلاب يقعون في المنتصف وهم الأغلب وهم المقصودون في كلامي والحديث موجه لهم، يرون أن معرفة وجود صعوبات في البدايات تساعدهم في التأقلم والأخذ بالتدابير، أرأيت أن لو سلكت طريق وعلمت أن هذا الطريق مزدحم وسوف يأخذ من وقتك ساعات حتى تصل إلى وجهتك، لتعاملت مع الموقف بخلاف عدم معرفتك أن الطريق مزدحم، من خلال تكييف نفسك والتأقلم مع هذا الوضع، أو البحث عن طرق بديلة، لذلك مجرد المعرفة لها قيمة وقوة وبعدها يتفاوت الأفراد في التعامل مع المعرفة، أقل درجاتها أن يتكيف ويتأقلم مع هذه الصعوبات، لذلك أيها الطالب المستجد ستواجه صعوبات وتحديات في بداية سنواتك الأولى.
سوف تشعر أن هناك مسؤوليات عليك كثيرة، تتحملها وحدك ولا تعرف أن تتعامل معها، ستتخبط، لا تعرف كيف تتعامل مع مسؤولياتك، سوف تشعر بالكم الكبير الذي عليك من واجبات، وتسليمات، وعروض، وبحوث، واختبارات، يأتيك إحساس الإنسحاب وأن طاقتك على وشك النفاد، كل هذه المشاعر فقط في البدايات، بعدها ستنطلق وستكون رحلة من أجمل الرحلات الدراسية.
رأينا أشخاصاً لم يتمكنوا من الأستمرار في الدراسة وأعلنوا الإنسحاب مبكرا، ولو أنهم فقط ثابروا ولم يستسلموا، لتجاوزوا صعوبات البداية، ينقل نورمان بيل عن صديق له مقولة جميلة ” فكر فقط ولا تتأثر، وتشبث بمبدأ أنه دائما لا يزال الوقت مبكرا للغاية على الاستسلام”.
رغم أني قلت لن أطرح حلول، فقط أريد أن يعرف الطالب أن الصعوبات فقط في البدايات وبعدها ستكون الرحلة سهلة ميسرة، وأريده أن يتأقلم ويتكيف مع هذه الحقيقة، ومن الأدوات المساعدة في أن يتأقلم ويستعد لهذه الصعوبة، “مبدأ المثابرة”.
ينقل نورمان بيل في كتابه “تستطيع إذا اعتقدت أنك تستطيع” قصيدة روبرت سيرفيس:
” إن المثابرة هي ما ستجعلك رابحا
فلا تكن متخاذلا أيها النمر العجوز
فقط استدع قوتك، فمن السهل للغاية الاستسلام، أما الانتصار فهو ما يعد صعبا،
من السهل للغاية البكاء على هزيمتك، من السهل أن تتقهقر وتزحف
ولكن عليك أن تقاتل وتقاتل عندما لا يبقى أي أمل، لماذا؟ لأن هذه هي أفضل التحديات جميعا
ورغم أنك تخرج من كل تحد شاق
محطما ومنهزما وخائفا
فقط حاول مرة أخرى، إن الموت سهل للغاية
ولكن البقاء حيا هو ما يعد صعبا”.
ببساطة ووضوح وبدون تعقيد يمكن تعريف مبدأ المثابرة: بعدم الاستسلام. فلا تستسلم.
المراجع:
النعيمي، عز الدين. (2018). العوامل المنبئة بتسرب الطلبة ورسوبهم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية باستخدم أسلوب الانحدار اللوجستي. مجلة جامعة النجاح للأبحاث( العلوم الإنسانية) 3(11).
العتيبي، عبدالله. (2016). أسباب تسرب طلاب كلية العلوم والد ا رسات الإنسانية بالقويعية من الد ا رسة بالأقسام العلمية من وجهة نظرهم ” دارسة وصفية “. مجلة جامعة الملك عبدالعزيز: الآداب والعلوم الانسانية،2
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *