اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم استمر في جذب المزيد من الزوار بالنظر إلى التنوع في برنامج المؤتمر الذي يركز على قضايا محورية وهامة في الشأن التعليمي، ولعل من أبرزها مواضيع التحفيز على الابتكار، تعزيز مهارات المستقبل، اقتصاد المعرفة، مستقبل التعليم، والاستدامة.
ويجعل المعرض من “إبداع اليوم.. فرص الغد ” شعاراً للنسخة الحالية من المعرض الذي يبرز أكثر من 500 جهة مشاركة تهتم بكل ما يرتبط بالقطاع التعليمي للتأكيد على أن جيس دبي يحتضن “إمكانيات لا محدودة”.
مقياس “ألف ياء” للذكاء
ضمن برنامج المؤتمر قدّم المدير التنفيذي للمركز الوطني للقياس الدكتور عبدالله القاطعي ورقة عمل حول “اختبار ألف ياء للذكاء” والذي يتاح عبر الأجهزة الذكية لتمكين الفاحص من متابعة المفحوص من جهاز ذكي آخر. ويهدف المقياس إلى تقديم خارطة ذهنية للدماغ بقدراته المتعددة وفقاً لأحدث النظريات.
ووفقاً للقاطعي فإن مقياس ألف ياء للذكاء من المقاييس الجديدة بالكامل سواءً من ناحية المحتوى أو من ناحية الفكرة، فمقاييس الذكاء الفردية تكون على شكل حقائب بينما هذا المقياس أخذ منحى إليكتروني وفيه ميزات كثيرة جداً وعدد من الاختبارات الفرعية، وتكمن أهميته في كونه يركز على القطاع التعليمي بشكل مباشر من ناحية اكتشاف صعوبات التعلم، الموهبة، الجاهزية للتعلم، الذاكرة وغيرها.
وعن دور المقاييس في تحسين نواتج التعلم يتحدث القاطعي للمجلة التربوية بقوله: “أعتقد أن المقاييس هي ضمان كفاءة مخرجات التعليم على مستوى التعليم العام أو التعليم العالي، ولابد أن يكون هناك قياس لمخرجات هذا التعليم ولا توجد أي طريقة لإصلاح التعليم ما لم نتعرف على نقاط القوة والضعف في هذا المُخرج”.
ويرى القاطعي أن معرض جيس دبي ذو أهمية على المستوى الخليجي والعربي لإيصال هذا المقياس وغيره لما يتمتع به من ارتباط وثيق بالمجال التعليمي وهذا ما يعزز ضرورة مشاركة هيئة تقويم التعليم والتدريب بالمعرض.
وتأتِ مشاركة القاطعي ضمن الحضور القوي لهيئة تقويم التعليم والتدريب الراعي البلاتيني للمعرض، والذي يأخذ الزوار في جولة تعريفية على الهيئة، ومنتجاتها، والخدمات الخاصة بالهيئة والمراكز التابعة لها.
هل التعليم الهجين والتكنولوجيا هي الحل؟
وتحدّثت سعادة بريجيت لاو، سفيرة تعليم في وزارة التعليم والبحوث الإستونية عن الرفاه في زمن التعليم الهجين بالإضافة إلى كيف نجا نظام التعليم الإستوني من أزمات التعلم عن بعد التي نشأت بشكل مفاجئ بسبب فيروس كورونا. واستعرضت لاو نتائج دراسة أجريت في إستونيا خلال جائحة كوفيد-19 مع التركيز على الرفاهية أثناء التعلم عن بعد وكان من أهم النتائج أن “أكثر من 50 في المائة من الطلاب أحبّوا التعلّم عن بعد، ولاحظ حوالي 24 في المائة من أولياء الأمور صعوبات في الدراسة. والأهم من ذلك، أن حوالي 87 في المائة من الطلاب قاموا بحلّ مهامهم الفردية.”
من جهته تحدّث الدكتور بيتار ستويانوف عن مستقبل التعليم وكيف تعمل التكنولوجيا والمواهب على رسم مستقبل التعليم. فقال: “أريد أن أدلي بتصريح مثمر للغاية من على منبر مؤتمر تعليم التكنولوجيا لأخبركم أن ّالتكنولوجيا ليست هي الحلّ. لكنها من عوامل التمكين للتوصّل إليه.”
وأشار ستويانوف إلى أن أبرز 10 مهارات مهمّة لدى القوى العاملة في المنتدى الاقتصادي العالمي هي حلّ المشكلات المعقدة، والتفكير النقدي، والإبداع، وإدارة الأفراد، والتنسيق مع الآخرين، والذكاء العاطفي، واتخاذ القرارات، وتوجيه الخدمة، والتفاوض، والمرونة المعرفية. لكنه قال: “يمكنني أن أجادل الجميع بأن هذه المهارات ليست تلك التي نعلّمها للشباب في الوقت الحالي.”
الروبوت معلماً أم مساعداً له؟
تبقى قضية التقنية في التعليم وتأثيرها على أدوار المعلم محل جدل كبير تصل لدرجة تخوّف بعض المعلمين من أن وجود تقنية متطورة قد تساهم في فقدانهم لوظائفهم. ويرتبط هذا الهاجس مع التطور الكبير في صناعة الروبوت والتقدم في تكوين قدراته وبرمجته ومراقبة أداءه. وتأخذ صناعة الروبوت مساحة جيدة في المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS Dubai من ناحية عدد الجهات التي تساهم في برمجة الروبوت، والجهات المصنعة له، والمؤسسات التي تهتم بتركيبه من قبل المتعلمين بجانب العديد من الورش وأوراق العمل حول توظيف الروبوت في التعليم.
ويجد السيد “فيجنيش راو Vignesh Rao” مؤسس شركة Eagle Robot Lab أن مشروعهم يضع الروبوت مساعداً للمعلم داخل الفصل، فالذكاء البشري مع الذكاء الاصطناعي يحققان الذكاء الابتكاري. ويوضح راو أن المهام المطلوبة من المعلمين داخل الفصول كثيرة وتتطلب منهم وقتاً طويلاً وهذا ما قد يساعد فيه الروبوت داخل الفصل فهو يقوم بتوفير التقييم والتغذية الراجعة للمعلم، ويتفاعل مع إجابات الطلاب بملامح السعادة أو الحزن وفقاً لإجاباتهم على الأسئلة. كما أن المعلم ليس بحاجة لوضع خطط دراسية لكل يوم فيمكن تحمليها مرة واحدة عليه، مع التأكيد على ما يصنعه الروبوت من إدماج المتعلمين في الدرس اليومي بما يحقق رفع كفاءة التعلم والأداء، وتخفيف أعباء المعلمين.
“ستيم” يدخل في عالم الواقع الانغماسي
ضمن المعرض تشارك Practically التي تهتم بمنهجية ستيم القائمة على العلوم، التقنية، الهندسة، والرياضيات. ويحرص القائمين على الجناح أهمية التفرّد في منتجهم حيث يرفع هذا المنتج من سقف التفاعل والاندماج بين الطلاب ومعلميهم والمنصة أيضاً. كما أنه يتجاوز الواقع الافتراضي والمعزز إلى استخدام الواقع الانغماسي في أداء التجارب العلمية. ويوفر Practicallyأدوات متعددة للتقييم وتحليل الإجابات ومتابعة مسار التعلم للطلاب. ويُنظر إلى Practically على أنه أحد الحلول الجاذبة والمناسبة للتعليم الحضوري أو عن بُعد، ومناسبته لفئة المرحلة المتوسطة والثانوية من خلال منصة ألعاب تعليمية تقدم المعرفة ضمنياً.
ويستمر المؤتمر والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS Dubai في تقديم العديد من أوراق العمل والندوات الحوارية خلال اليوم الثالث ليستكمل نقاش العديد من القضايا والمستجدات التي تساهم في التنمية التعليمية.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *