نقد ومقارنة
يعد التعليم عاملاً تمهيديًا في التنمية الوطنية، ويمكن اعتبار التعلم الإلكتروني النظام الأكثر فاعلية وموثوقية والأكثر حداثة للتطوير الفردي والتنظيمي.
يجمع هذا النظام والنهج في التعليم بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفصول الدراسية المؤدية إلى العملية التعليمية، ولا يقتـصر المحتوى التعليمي على الكتب فقط، وإنما يمكن الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد على غرار الإنترنت والمشاركة في العملية التعليمية بالمعنى الواسع لعمليات التدريس، ووجهة نظر متكاملة للفصل الدراسي والتي تتيح التعاون الكامل والمرونة والإبداع والذكاء الرقمي وكذلك الإنتاجية والتي لم تكن موجودة في المدارس التقليدية، ومع التغييرات الكبيرة في الفصل الدراسي أيضاً لم تعد طرق التدريس التقليدية قادرة على تلبية متطلبات المعلمين والمتعلمين كما هي الآن في المدارس الذكية.
المدارس التقليدية هي المنهجية التعليمية التي تقوم على تلقين المقررات الدراسية للمتعلم باستخدام السبورة والقلم والمنهج وشرح المعلومات من قبل المعلم دون اهتمام بعقلية وكفاءة وعمر المتعلم، ونجد التركيز فقط قائم على المعلم والمتعلم والمعلومة بلا أدنى مجهود وذلك بسبب الإعتماد على الإلقاء والتلقين فقط.
بينما المدارس الذكية هي المنهجية التعليمية التي تدعم عملية التعلم، وتأخذها من مرحلة الإلقاء والتلقين إلى تنمية الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات والجمع بين جميع أشكال التعليم والتعلم الإلكترونية، والاستفادة من أحدث الأساليب في الوسائط التعليمية من خلال إدخال الأجهزة الحاسوبية، ومن أساليبه:
أ. التعلم المباشر وذلك بالاعتماد على شبكة معلومات عالمية لتقديم محتوى تعليمي للمتعلم في الوقت الفعلي.
ب. التعلم غير المباشر والذي يعتمد على عملية تعلم جماعية عن بُعد، والتي تحتوي على الهياكل الأساسية والتعليمات، ويتم إستخدام هذا النوع من التعلم في مواقف متعددة لا يسمح فيها التواجد الفعلي للمتعلم في المدارس والجامعات.
ويعد التعليم المدمج هي المنهجية المتكاملة التي تهدف إلى مساعدة المتعلم في كل مرحلة من مراحل عملية التعلم، وتقوم على دمج المدارس التقليدية بالمدارس الذكية في أشكال مختلفة في القاعات الدراسية تجمع بين التفاعلات عبر الإنترنت والتفاعلات وجهًا لوجه.
وبما أن التغييرات السـريعة والديناميكية تحدث، يجب التأكيد على دور التعلم مدى الحياة في العديد من مجالات الأعمال، لذلك يجب أن يكون التعليم الحديث قادرًا على مواجهة العديد من التحديات، علاوة على ذلك فإن أحد أهم شروط البحث عن حلول جديدة هذه الأيام هو الدعوة إلى تحسين كفاءة التكلفة في التعليم.
ولمواجهة التحدي، نحتاج إلى المشاركة بطريقة أكثر مرونة في التعليم، ويمكن تسهيل المشاركة إلى حد ما من خلال مراعاة الاحتياجات المختلفة للطلاب عند تصميم الجدول الزمني، ومع ذلك فإن المشاركة في التعليم متساوية للجميع والخيارات التي يتم اتخاذها تنطبق على جميع الطلاب، مما يجعل من الصعب تلبية الاحتياجات الفردية. في هذا الوضع يمكن أن تأتي الحلول من التكنولوجيا ألا وهي أحد أكبر الموضوعات في التعليم اليوم هو في الواقع استخدام التكنولوجيا التعليمية كجزء من التعليم في التدريس اليومي.
لأن الاستخدام المتنوع للتكنولوجيا التعليمية يوفر حلولاً وظيفية يمكن تنظيم التدريس كتعلم عن بُعد لمزيد من المرونة أو باستخدام التكنولوجيا أو مزيج من الاتصالات التقليدية في التدريس والتعلم عن بعد، أو التعلم المدمج والذي أصبح استخدامه في تنظيم التعليم أكثر إتجاهاً ويحظى بالشعبية العظمى في التعليم.
المراجع:
– عبد الرحمن, ف. (2019). الدرس الصرفي بين التعليم التقليدي والتعليم الرقمي. المجلة العربية مداد, 3(5), 57-66.
– أحمد صادق سعد, د. م., & د. منى. (2021). التخطيط لتطوير التعليم المدمج في مرحلة التعليم الأساسي. مجلة البحث التربوي, 20(40), 175-199.
– Salimi, L., & Ghonoodi, A. (2011). The study and comparison of curriculum in smart and traditional schools. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 15, 3059-3062.
– Myllymäki, M. (2018). Development and evaluation study of a video-based blended education model. JYU dissertations, (2).
Image by Florian Pircher from Pixabay
كتابة: تركي المحرق
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *