معرض عالمي وورش تعليمية تربوية وتقنية تساهم في التنمية التعليمية
أسدل الستار على المعرض العالمي لحلول ومستلزمات التعليم GESS في مدينة دبي بعد ثلاثة أيام من اللقاءات والخطابات وورش العمل والمعرض الذي نظمته شركة Tarsus ووزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة.
واحتوى المعرض على ما يتجاوز عن 300 جهة مشاركة تتنوع بين قطاعات حكومية، تعليمية، لوجستية، ومصانع، وشركات مختصة بالتقنية. بالإضافة إلى 249 ورشة ورقة عمل علمية حول قضايا في التعليم والتربية وتوظيف التقنية في خدمة التعليم.
وشاركت من المملكة العربية السعودية عدة جهات حكومية إيماناً منها بأهمية هذا المعرض وما يطرحه من فرص استثمارية وإتاحة جوانب تطويرية لمنسوبيها. ومن تلك الجهات، وزارة التعليم، هيئة تقويم التعليم والتدريب، شركة تطوير للمباني، شركة تطوير للنقل، وشركة تطوير لتقنيات التعليم.
ويتحدث أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك د. محمد شلتوت بأن مشاركته في المعرض انقسمت إلى جزئين. كان الأول متمثلاً في تقديم ورشة عن الطباعة ثلاثية الأبعاد برعاية مكتب التربية العربي لدول الخليج حيث تحدثت عن مفهوم الطباعة ثلاثية الأبعاد والتطوير التاريخي لها وأنواعها وآلية عملها وكيفية توظيفها في التعليم. ويضيف شلتوت: “الجزء الثاني كان عبارة عن تغطية لحلول التعليم واستعراض المستحدثات الحديثة لقناتي التعليمية على اليوتيوب في مجموعة فيديوهات بسيطة لكي يستفيد منها المعلمين والتي لاحظت أن أكثر ما تم عرضه من مستحدثات في التعليم في المعرض لهذا العام هي: الروبوت والتقنيات الخاصة به وكيفية استخدامها في التعليم والبرمجة وتعليمها عن طريق الروبوت، الطباعة ثلاثية الأبعاد وكيفية انتاج بعض المجسمات التي تساعد في تعليم العلوم وغيرها، الليجو (LEGO) وكيفية تعلم برمجته لإخراج بعض أشكال الروبوت من مكونات الليجو، وهذه أفضل ما رأيته كمستحدثات تفيد التعليم الفترة القادمة بشكل كبير”.
وعن المعرض بشكل عام يشير شلتوت إلى أن “المعرض يحتاج لاهتمام أكثر والتركيز علي الورش الخاصة بالتعليم وعمل تسويق ونشر أكثر لموضوعاتها بين المعلمين والمؤسسات التعليمية العربية لكي يكون هناك تفاعل أكثر وكذلك الاهتمام بدمج الاستراتيجيات التعليمية والمستحدثات الحديثة”.
وتأكيداً على التنوع والشمولية في المعرض العالمي لحلول ومستلزمات التعليم تقول رغد بنت راشد (طالبة ماجستير) أن التنوع في معرض حلول ومستلزمات التعليم أعجبها، خصوصا فيما يتعلق في مجالات توظيف التقنية في التعليم وتسهيل إدارة المحتوى الإلكتروني وتطويره. كذلك الاهتمام بالجانب الأمني والحماية الرقمية في استخدام التكنولوجيا. وتضيف: “كما وجدت شركات عديدة وتقدم خدمات تنافسية في مجال منصات إدارة التعلم الإلكتروني، وكان لشركات تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز حضور قوي لكن الملفت كان الواقع الاستغراقي الذي أعتبره أحد التوجهات التي لم تصل حتى الآن لعالمنا العربي”.
وضمن الورش شارك معلم اللغة الإنجليزية عبدالله العوفي بورشة عمل عن نموذج مبتكر للتطوير المهني للمعلمين. حيث أشار العوفي بأن زمن المحاضرة والتلقين والمصدر الواحد للمعلومة مضى، ومهمّة المعلم الآن هو تيسير الحصة الدراسية وقيادة العملية التعليمية، واستخدام أساليب مهنة التعليم الحديثة التي تجعل عمل المعلم أكثر متعةً وأقل جهداً وتحقق قدراً عالياً من الفاعلية. وأوضح العوفي أن هذا النموذج المبتكر لقيادة الصف يضع المعلم على خارطة الطريق فيستطيع تقييم الأداء وابتكار الأساليب لتحقيق أهداف كل مرحلة بدءاً من الحصة الأولى إلى التطوير الشخصي لكل طالب.
من جهتها أشارت الدكتورة ابتسام التركي أن تجربتها كانت قيّمة جداً تمكّنت فيها من التحدّث عن القيادة الافتراضية وتقديمها للمهتمين من كل أنحاء العالم وذلك من خلال مشاركتها متحدثة في هذا الحدث. لقد كانت محاضرات المنصات قيّمة وتتضمن موضوعات جديدة، وتضيف التركي: “ومما لفت انتباهي عروض تقديمية مختصرة ومركّزة اعتمدت على إلقاء وتفاعل المُحاضر أثناء العرض، كما كانت فرصة جيّدة للاطلاع على التجهيزات المدرسية الحديثة”. وتؤكد التركي على أن مثل هذه المحافل العلمية مهمة لتحديث المعلومات ومواكبة الجديد في التعليم على مستوى دولي وأشجع المهتمين من الباحثين وطلاب الدراسات العليا والقيادات المدرسية على حضورها والاستفادة منها.
ويذكر سلطان المنصوري باحث الدكتوراه بجامعة الملك سعود المشرف بإدارة الجودة وقياس الأداء بتعليم الطائف أنه شارك في المنتدى العالمي للتعليم GESS في دبي بورشة عمل عن “بعض الأساليب التي تحقق الاستفادة القصوى من منصات التعلم الإلكترونية والمقررات مفتوحة المصدر MOOCs التي التحق بها أكثر من مائة مليون متعلم حسب إحصائيات وتقارير عالمية في عام ٢٠١٨ بينما لا تتجاوز معدلات الإكمال لتلك المنصات ٦٪ ومعدل إكمال لمنصة رواق العربية ٢٣٪ مما يشير إلى درجة عالية في الانسحاب وعدم جاذبيتها رغم فاعليتها في استفادة المتعلمين المعرفية والمهارية”. وقدّم المنصوري تلك الأساليب مناشداً بأهمية تحديد الهدف، الإلتزام بالحضور، والتفاعل مع المحاضر والمتعلمين، وإكمال المقررات لما يتيحه العالم الرقمي من سبيل للتطور الشخصي والمهني. كما استعرض المنصوري دورة الموك MOOC’s Cycle التي تساهم في استفادة المتعلمين منه.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض والمنتدى العالمي لحلول ومستلزمات التعليم يقام في مدينة دبي وبرعاية ودعم وزارات التعليم في دول الخليج بهدف رصد أبرز المستحدثات والممارسات وآخر الوسائل والأجهزة التي تفيد العملية التعليمية. وسوف يقام العام القادم في الفترة بين الأول والثالث من شهر مارس 2021م في المركز التجاري العالمي بدبي.
*صورة الافتتاح من وكالة الأنباء الإماراتية
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *