aisc
saudistem

تصنيف نظم التعليم في العالم تبعاً للإختبارات الدولية (بيسا نموذجاً)

تصنيف نظم التعليم في العالم تبعاً للإختبارات الدولية (بيسا نموذجاً)
روان سعد الحربي

هذه المادة تسبر أغوار الاختبارات الدولية، ترصد أهدافها، وتوضح للقارئ الكريم بعض المقارنات التي سعت لإبرازها الباحثة معدة هذه المادة. وفي هذا الجزء سوف يتم التركيز على اختبار (PISA) العالمي. وفي المادة الثانية سيتم التطرق للاختبارات الأخرى.

ماهو اختبار بيسا (بيزا) ؟   ( 2012 – 2015 )PISA

PISA اختصار لـ Program for International Student Assessment، وتعني البرنامج الدولي لتقويم الطلبة. ونفذت الدراسة لأول مرة عام 2000م، وتعقد بشكل دوري كل 3 سنوات (آخر تطبيق لها كان في عام 2018م بمشاركة 80 دولة). (المركز الوطني للقياس، 2019)

 

تتضح الأهداف الرئيسة لاختبار بيسا في النقاط التالية:

1- تقويم المعرفة، والمهارات، والاتجاهات التي تعكس التغيرات الحالية في المقررات التعليمية.

2- قياس قدرة الطلاب لتوظيف المعرفة في المواقف الحياتية اليومية التي يتعرض لها في المدرسة والبيت والمجتمع.

3- مقارنة مستويات الطلبة والنظام التعليمي في المملكة بأداء وإنجازات الدول الأخرى المشاركة في الدراسة.

4- قياس مستوى البيئة التعليمية الحالية، وقياس أثر البرامج التطويرية مقارنة بنتائج الدراسة في الدورة السابقة.

5- دعم صناع القرار والنظم التعليمية في تشخيص مجالات القوة والضعف لتحسين البيئة التعليمية. ( المركز الوطني للقياس، 2019 )

نتائج اختبار بيسا لعام 2012 جاءت الدول الخمس الاولى في ( القراءة والرياضيات والعلوم ) كالتالي :

أما نتائج الاختبار لعام 2015 فجاءت الدول الخمس الاولى في ( القراءة والرياضيات والعلوم )  كالتالي:

يوضح بيسا 2015 أنه في معظم البلدان والاقتصادات المشاركة، يرتبط الوضع الاجتماعي والاقتصادي وخلفية المهاجرين باختلافات كبيرة في أداء الطلاب. على سبيل المثال، يحصل الطلاب المحرومون على نقاط في العلوم بنسبة 88 نقطة أقل من الطلاب المحظوظين، في المتوسط في جميع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وفي أكثر من 40 دولة واقتصاداً وبعد المحاسبة عن أداء الطلاب في تقييم العلوم، يظل الطلاب المحرومين اقل احتمالاً بكثير من نظرائهم المستفيدين لرؤية أنفسهم يتابعون حياتهم المهنية في العلوم.

ومع ذلك تظهر بيسا أيضا أن العلاقة بين خلفية الطلاب ونتائجها في التعليم تختلف اختلافاً كبيراً بين الدول، في بعض البلدان عالية الأداء تكون هذه العلاقة أضعف من المتوسط مما يعني أن التحصيل والإنصاف مرتفع في نتائج التعليم لا يستبعد أحدهما الآخر وهذا يؤكد تعريف البيزا للمساواة على أنه أداء عالٍ بين الطلاب من جميع الخلفيات، بدلاً من أن يكون اختلافات صغيرة في أداء الطلاب فقط.

في بيسا 2015 حققت كل من كندا والدنمارك واستونيا وهونغ كونغ (الصين) وماكاو (الصين) مستويات عالية من الأداء وزيادة العدالة في التعليم. (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، 2015)

نتائج اختبار بيسا لعام 2012 جاءت الدول الخمس الأولى في (مهارة حل المشكلات) كالتالي :

1- سنغافورة.

2- كوريا.

3- اليابان.

4- ماكاو الصين.

5- هونج كونج – الصين.

تظهر النتائج أن المناهج المدرسية والمدرسين تحدث فرقاً في نقل مهارات حل المشكلات. ومن المحتمل أن تكون الاختلافات في الأداء بين أنواع مختلفة من مهام حل المشكلات انعكاساً لمدى تعلم الطلاب، من خلال محتوى مختلف من المواد المدرسية وطريقة تدرسيها، للتعامل مع العقبات غير المتوقعة والتعامل مع الجدة.

وفي بعض البلدان والاقتصادات، مثل فنلندا وشنغهاي والصين والسويد، يتقن الطلاب المهارات اللازمة لحل المشكلات الثابتة والتحليلية المشابهة لتلك التي تحتويها كتب مدرسية وأوراق الامتحانات عادة. ولكن نفس الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً أقل نجاحاً عندما لا يتم الكشف عن جميع المعلومات اللازمة لحل المشكلة، ويجب إكمال المعلومات المقدمة من خلال التفاعل مع موقف المشكلة. (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، 2012)

أما نتائج الاختبار لعام 2015 فجاءت الدول الخمس الاولى في ( مهارة حل المشكلات ) كالتالي:

1- سنغافورة.

2- اليابان.

3- هونج كونغ ( الصين ).

4- كوريا.

5- كندا.

في المتوسط جميع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حقق الطلاب الذين أبلغوا عن عدم تهديدهم من قبل طلاب آخرين 18 نقطة أعلى في حل المشكلات التعاونية عن الطلاب الذين أبلغوا عن تهديدهم عدة مرات على الأقل في السنة. يحصل الطلاب أيضاً على 11 نقطة لكل 10 نقاط مئوية في زيادة عدد زملائهم في المدارس الذين ذكروا انهم غير مهددين من قبل طلاب آخرين.

يحصل الطلاب على درجات أعلى في حل المشكلات التعاونية عندما يبلغون هم أو زملائهم في المدارس أن المدرسين يعاملون الطلاب بإنصاف، حتى بعد حساب أدائهم في العلوم والقراءة والرياضيات. (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، 2015)

افتراضات زائفة تقف في وجه تحسين التعليم:

تحمل الاختبارات الدولية مثل اختبار بيسا مرآة ترى فيها البلدان صورة أدائها مقارنة بالنظم المدرسية الأخرى. كما أنها تكشف الافتراضات الزائفة العديدة التي يمكن أن تقف في وجه تحسين التعليم.

الإخفاق المدرسي قُدّر على الفقراء:

في اختبار بيسا عام 2012 حقق 10% من اكثر الطلاب حرماناً ممن بلغوا الخامسة عشرة من عمرهم في شنغهاي نتائج في الرياضيات أفضل من 10% من أكثر الطلاب المنعمين في الولايات المتحدة وعدة بلدان أخرى. وفي تقويم بيسا عام 2015 جاء أداء 10% من أكثر الطلاب حرماناً في إستونيا وفيتنام في جودة الطلاب العاديين في بلدان المنظمة.

إن الارتباط بين الخلفية الاجتماعية وأداء الطلاب في الولايات المتحدة بين عامي 2006 و 2015 ضعف بأكثر مما فعل في أي بلد آخر مشارك في بيسا.

في عام 2006 تمكن أقل من واحد من كل خمسة من الأطفال الأمريكيين الأكثر حرماناً ممن بلغوا من العمر 15 عاماً من تحقيق أداء متميز في العلوم وفي عام 2015 تمكن طفل من كل ثلاثة أطفال أن يفعل هذا. وهكذا فإن نصيب الطلاب ارتفع بمقدار 12% نقطة في غضون عقد واحد. (شلايشر، 2018)

يُضعف المهاجرون الأداء العام للنظم المدرسية:

لا تُظهر نتائج بيسا علاقة بين نصيب الطلاب من المهاجرين في بلد ما وأداء الطلاب العام في هذا البلد. وضاقت فجوة الأداء بين الطلاب المهاجرين والطلاب غير المهاجرين عبر بلدان المنظمة بين عامي 2006 و 2015 على سبيل المثال حسّن الطلاب المهاجرون في البرتغال أداءهم في العلوم بحوالي 64 نقطة بينما لم يتحسن الطلاب غير المهاجرين سوى 25 نقطة. أما في إيطاليا فقد حسّن الطلاب المهاجرون درجاتهم في العلوم بمقدار 31 نقطة وفي أسبانيا حسّن الطلاب المهاجرون درجاتهم بمقدار 23 نقطة بينما بقي أداء الطلاب غير المهاجرين في البلدين الأخيرين ثابتاً.

ولا يمكن للتغيرات الديموغرافية في أي بلد من البلدين لدى السكان المهاجرين أن تفسر هذا التحسن ففي إيطاليا وأسبانيا كانت نسبة الطلاب المهاجرين ممن كان آباؤهم متعلمين حوالي 30% أقل في 2015 من 2006 (شلايشر، 2018).

أنفق اكثر تُعلّم أفضل:

تظهر نتائج بيسا أن هناك في البلدان التي تستثمر حالياً أقل من 50.000 دولار على الطالب بين عمر 6 و 15 ارتباطاً قوياً بين الإنفاق على الطالب الواحد وجودة النتاجات التعليمية؛ إلا أنه لا توجد في البلدان التي تتجاوز هذا الحد من الإنفاق علاقة بين الإنفاق عل الطالب ومعدل أدائه.

كما أنه يتساوى أداء الطلاب ممن هم في الخامسة عشرة من أعمارهم في هنغاريا التي تنفق 47.000 دولار على الطالب بين عمري 6 و 15 مع أداء نظرائهم في لوكسمبورغ التي تنفق اكثر من 187.000 دولار على الطالب. (شلايشر، 2018)

كلما صغر الفصل تحسنت النتائج:

في الواقع فإن أعلى النظم التعليمية أداءً في بيسا يميل إلى وضع جودة المعلمين فوق حجم الفصول. ويمكن القول بأنه قد يتيح اختزال حجم الفصول فرصاً لممارسات تدريسية جديدة وأكثر فعالية وإذا ما تساوت العوامل الأخرى فإن الفصول الصغيرة تفضي إلى نتاجات أفضل.

إلا أن هذه الطريقة في النظر إلى المسألة غالباً ما تكون خاطئة. لأن البلدان تستطيع أن تنفق أموالها مرة واحدة، واختزال حجم الفصل يعني تقليل المال المتاح لزيادة رواتب المعلمين وإتاحة فرص لهم للقيام بأمور غير التدريس أو زيادة وقت تعلم الطالب. (شلايشر، 2018)

زيادة وقت التعلم تحسن النتائج:

نتاجات التعلم تكون دائماً ثمرة لمقدار وجودة فرص التعلم فإذا جعلنا جودة التدريس ثابتة فإن زيادة وقت التعلم سوف يفضي إلى نتائج أفضل ولكن عندما تحسّن البلدان جودة التدريس فإنها تميل إلى تحقيق نتائج أفضل بدون زيادة وقت تعلم الطالب.

تتشابه درجات اليابان وكوريا الجنوبية في العلوم ألا أن الطلاب في اليابان يمضون حوالي 41 ساعة من التعلم أسبوعياً (28 ساعة في المدرسة و 14 ساعة بعد الدوام المدرسي) في المواد الدراسية مجتمعة بينما يمضي الطلاب في كوريا الجنوبية 50 ساعة أسبوعياً (30 ساعة في المدرسة و20 ساعة بعدها). وفي تونس وبكين وشانغهاي وجيانغ سو وغوانغ دونغ وهي البلديات والمقاطعات الأربع في الصين التي شاركت تقويم بيسا عام 2015 يمضي الطلاب 30 ساعة تعلم أسبوعية في المدرسة و27 ساعة بعدها إلا أن معدل درجات الطلاب في العلوم في المدن/المقاطعات الصينية كان 531 نقطة بينما كان في تونس 367 نقطة وقد تكون هذه النتائج دالة من بين أمور كثيرة على جودة النظام المدرسي والاستخدام الفعال لوقت تعلم الطالب. (شلايشر، 2018)

يتوقف نجاح التعليم على الموهبة الموروثة:

لا يختبر بيسا فقط ما يعرفه أبناء 15 سنة، ولكنه يسألهم أيضاً عما يعتقدون أنه يكمن وراء النجاح والفشل في مثل هذه الاختبارات وكان الطلاب يسارعون في إلقاء اللوم على الجميع دون أنفسهم.

ففي عام 2012 Hفاد أكثر من ثلاثة طلاب من أصل أربعة في فرنسا وهي بلد ذات أداء معتدل في اختبار بيسا أن المادة كانت صعبة جداً وقال اثنان من ثلاثة منهم أن معلميهم لم يثيروا اهتمامهم بالمادة، كما قال واحد من كل اثنين أن معلميهم لم يشرحوا المفاهيم جيداً أو أن الحظ لم يحالفهم فحسب.

إلا أن النتائج جاءت مختلفة للغاية في سنغافورة إذ أن الطلاب هناك كانوا يعتقدون أنهم سينجحون لو أنهم بذلوا جهداً أكبر وكانوا واثقين من معلميهم بأنهم سوف يساعدونهم على النجاح. (شلايشر، 2018)

يكون التعليم في بعض البلدان أكثر جودة، بفضل ثقافتها:

من المعروف أن البلدان التي تستند ثقافاتها على تقاليد كونفوشية على سبيل المثال تعلي من شأن التعليم وإنجاز الطالب في المدرسة، ولكن ليست كل البلدان التي تشارك هذا التقليد يكون مستوى أدائها عالياً في بيسا، قد يكون التراث الكونفوشي ميزة إلا أنه ليس ضمانة للنجاح. حيث أن هناك بلدان أخرى ذات أداء عالٍ في بيسا مثل كندا وفنلندا تظهر أن الإعلاء من قيمة التعليم ليس حكراً على الثقافات الكونفوشية.

إن أقوى حجة ضد الثقافة بوصفها العامل المحدد للنجاح هو سرعة التحسّن في الأداء التي لوحظت في عدة أماكن مختلفة. فقد تحسن مستوى الأداء في العلوم على سبيل المثال على نحو ملموس بين 2008 و 2015 في كولومبيا وماكاو (الصين) والبرتغال وقطر ورومانيا، وقد زادت البرتغال وقطر حصتها من الطلاب ذوي الأداء المرتفع وأنقصت في الوقت ذاته حصتها من الطلاب ذوي الأداء المنخفض.

إن البلدان والاقتصادات لم تغيّر ثقافتها أو تركيبتها السكانية ولا هي غيرت معلميها لقد غير سياسات وممارسات التعليم فيها. (شلايشر، 2018)

ينبغي أن تقتصر مهنة التدريس على أفضل الخريجين الجامعيين:

وجدت إحدى الدراسات ارتباطاً موجباً بين مهارات المعلمين والطلاب ومهما يكن من أمر فإن كفاية المعلمين العددية في بعض البلدان مثل إستونيا وكوريا الجنوبية تقع عند المعدل، إلا أن طلاب هذه البلدان أتوا في قمة الأداء في اختبار بيسا للرياضيات، وبالاضافة إلى هذا فإن الطلاب في أفضل البلدان أداءَ أحرزوا درجات أعلى مما كان متوقعاً في ضوء معدل معارف ومهارات المعلمين في هذه البلدان ويشير هذا إلى أن عوامل أخرى بالاضافة إلى مهارات المعلمين ترتبط بأداء الطلاب المرتفع. (شلايشر، 2018)

قبول الطلاب في المدارس حسب قدراتهم هو الطريق للارتقاء بالمعايير:

تظهر البيانات من بيسا أنه ما من بلد يتبع سياسة الفصل والتصنيف حسب القدرة سواء كان هذا في صورة التقسيم إلى مسارات أو إعادة السنة (الرسوب) جاء في أعلى النظم التعليمية أداءً أو بين النظم ذات النصيب الأكبر من الأداء المرتفع. إن أعلى النظم التعليمية هي تلك التي توفر الفرص المنصفة للتعلم لكل طلابها.

يتسق هذا مع بحوث أخرى تظهر أن تضييق مدى قدرات الطلاب في الفصول الدراسية والمدارس من خلال توزيعهم إلى مسارات لا يفضي إلى نتاجات تعليمية أفضل. ويختلف هذا النمط بين التصنيف حسب القدرات داخل الفصل أو القدرات في كل مقرر دراسي هو إجراء فعال عندما تتخذ التعديلات المناسبة في المنهاج أو التدريس. ( شلايشر، 2018) 

بقلم: روان سعد الحربي – طالبة ماجستير في التربية الدولية المقارنة 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

آخر المواضيع

قائمة المحررين

الأكثر تعليقاً

فيديو

ltexpo